- الأجهزة الأمنية الأردنية أحبطت محاولات عديدة لتهريب الأسلحة، بما في ذلك ألغام ومتفجرات، واعتقلت أعضاء خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
- وكالة رويترز ذكرت أن الأسلحة كانت مرسلة من فصائل مدعومة من إيران في سورية إلى الأردن، بهدف زعزعة استقرار المملكة، والتحقيقات ما زالت جارية وسرية.
نفت كل من حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، اليوم الأربعاء، تورطهما في ما ذكرته وكالة رويترز أنه مؤامرة إيرانية أحبطتها عمّان (في مارس/آذار الماصي) لتهريب الأسلحة إلى خلية للجماعة في المملكة، لتنفيذ "أعمال تخريبية"، بحسب تعابير "مصدرين أردنيين مطلعين". وقالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ممثلة بالناطق الرسمي باسمها، معاذ الخوالدة، في بيان، إنّ "سياسة الجماعة مستقرة لم تتغير، فهي حريصة على أمن الأردن واستقراره، وهذا ثابتٌ من ثوابتها الوطنية الراسخة، ولم يعهد عن الجماعة على مدار تاريخها منذ عقود خلاف ذلك"، مستهجنة الزجّ باسمها بمثل هذه الوقائع التي لا علاقة لها بها، مشددة على أنّ "أي سلوك يخالف سياسات الجماعة وقراراتها يمثل مرتكبه فقط".
وأضاف البيان أنّ جماعة الإخوان المسلمين "تستهجن الخبر الصادر عن وكالة الأنباء الدولية رويترز الذي يخالف المعايير المهنية والموضوعية، ونسبت روايتها إلى مصادر مجهولة غير معروفة، دون أن تكلف نفسها عناء التواصل مع قيادة الجماعة، للتأكد من صحة المزاعم التي أوردتها قبل العمل على نشرها والتعاطي معها على أنها حقائق".
وتابع قائلاً "إنّ نشر مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت خلفه نيّات وأهداف مقصودة، لا تريد بالأردن خيراً، وتسعى لخلط أوراق المشهد الوطني، لبثّ الفرقة فيه في توقيت مُريب يتعرض فيه قِطاعُ غَزة لحرب إبادة صهيونية ذهب ضحيتها ما يزيد عن (100 ألف) ما بين شهيد وجَريح، وفي الوقت الذي نعيش فيه الذكرى السادسة والسبعين لذكرى نكبة فلسطين، حيث الواجب أن تتوجه بوصلة كُل الأمة أنظِمَةً وشُعوباً لوقف العدوان على أهلنا الصامدين في غزة، ودعم مقاومتها الباسلة لدحر عدوان الإرهاب الصهيوني الفاشي المجرم".
وقال أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجماعة نهجها ثابت منذ 81 عاماً يتغير المراقبون في الجماعة وأعضاء المكاتب والقيادات، لكن النهج ثابت لا يتغير من الصغير والكبير من أعضاء الجماعة". وأضاف أنّ "الجماعة وأعضاءها ملتزمون بنهج وطني واضح ومستقر، وهو نهج تاريخي وطني مجرّب، من الامتداد المنتظم الملتزم للجماعة، ولا أحد يفكر بتجاوز الثوابت"، موضحاً أنّ الجماعة "نظمت حوالى 3 آلاف مسيرة وفعالية متعلقة بطوفان الأقصى، ولم يحدث فيها أخطاء، رغم أنها تتعلّق بمشاعر والتعبير عنها".
بدورها استهجنت حركة حماس، اليوم الأربعاء "التسريبات الإعلاميّة التي تشير إلى علاقة الحركة بأعمال وُصِفت بأنها تخريبية تم التخطيط لتنفيذها في الأردن". وأكدت الحركة، في بيان، أنه لا علاقة لها بأي أعمال تستهدف الأردن، وهي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشددة على أنّ "سياسة الحركة ثابتة وواضحة في حصر مواجهتها مع الاحتلال الصهيوني الغاشم".
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، اليوم الأربعاء، عن مصدر مسؤول قوله إنّ الأجهزة الأردنية الأمنية أحبطت محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة أرسلت من قبل مليشيات مدعومة من إحدى الدول (لم يسمّها) إلى خلية في الأردن. وأوضح المصدر أنّ الكمية صودرت عند اعتقال أعضاء الخلية، وهم أردنيون، في أواخر مارس/ آذار الماضي، مشيراً إلى أنّ التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد المتعلّق بهذه العملية. وقال المصدر إنه في الأشهر الأخيرة أحبطت الأجهزة الأمنية محاولات عديدة لتهريب أسلحة، بما في ذلك ألغام كلايمور، ومتفجرات وسمتكس، وبنادق كلاشينكوف، وصواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت صباح اليوم الأربعاء، عن مصدرين أردنيين مطلعين، قولهما إنّ عمّان أحبطت مؤامرة إيرانية لتهريب الأسلحة إلى المملكة، لتنفيذ "أعمال تخريبية". وبحسب الوكالة، فإن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سورية إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لها صلات بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشيرين إلى إلقاء القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، في أواخر مارس/ آذار الماضي.
ورفض المصدران الأردنيان الكشف عن الأعمال التخريبية التي زُعم أن الخلية تخطط لتنفيذها، مشيرين إلى أنّ التحقيقات لا تزال متواصلة وأنها سرية. واكتفيا بالقول إنّ الهدف منها "زعزعة استقرار الأردن". ولم يحدد المصدران نوعية الأسلحة التي استُولي عليها في مارس/ آذار، على الرغم من أنهما قالا إنّ الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب الأسلحة، بما في ذلك ألغام ومتفجرات وبنادق كلاشينكوف وصواريخ كاتيوشا.
ووفقاً للمصدرين الأردنيين، فإنّ معظم التدفق السري للأسلحة إلى البلاد كان متجهاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. إلا أنهما قالا في الوقت ذاته إنّ بعض الأسلحة، بما في ذلك التي استولي عليها في مارس، كانت مخصصة للاستخدام في الأردن من قبل خلية الإخوان المسلمين المتحالفة مع نشطاء حماس.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول مطلع على الجانب الأمني: "إنهم يخفون هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، ويحددون موقعها عبر نظام (جي بي إس) ويصورون موقعها ثم يرسلون أشخاصاً لاستعادتها"، في أسلوب أشبه بأسلوب المهربين، مشيراً إلى أن مسؤولي المخابرات استدعوا 10 شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين لإبلاغهم باعتقال خلية كانت بمثابة جسر بين حركتهم وحماس.
وفي الخبر نفسه، نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، رفض الكشف عن اسمه، أنّ بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا في مارس/ آذار وبحوزتهم أسلحة، لكنه قال إنّ كل ما فعلوه لم توافق عليه الجماعة، وإنه يشتبه في أنهم كانوا يقومون بتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس التخطيط لأعمال في الأردن، وأضاف: "هناك حوار بين الإخوان والسلطات. إنهم يعرفون أنه إذا كانت هناك أخطاء فليست جماعة الإخوان المسلمين، بل أفراد فقط وليست سياسة الجماعة".
وقال عضو كبير آخر في جماعة الإخوان المسلمين، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز إنّ أعضاء الخلية المعتقلين جنّدهم القيادي في حركة حماس صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر للعمليات في الضفة الغربية. واستشهد العاروري في غارة جوية إسرائيلية في بيروت في يناير/ كانون الثاني.
وخلال العام الماضي، قال الأردن إنه أحبط العديد من المحاولات التي قام بها متسللون مرتبطون بالمليشيات الموالية لإيران في سورية، بعد عبورهم الحدود محمّلين بقاذفات الصواريخ والمتفجرات، مضيفاً أن بعض الأسلحة تمكّنت من الدخول دون اكتشافها. ونفت إيران أن تكون وراء مثل هذه المحاولات.