حماس: مصر وقطر تدركان سياسة الاحتلال لإفشال مفاوضات غزة

01 اغسطس 2024
احتجاجات في طهران بعد اغتيال إسماعيل هنية، 31 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

شككت حركة حماس في جديّة حكومة الاحتلال الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بينهما، خاصة بعد عملية اغتيال رئيس الحركة إسماعيل هنية، صباح أمس الأربعاء، في طهران.

وقال الناطق الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة الاحتلال الإسرائيلية في كل محطات المفاوضات كانت تضع العراقيل، وتتبع سياسة التعطيل لإفشال الجهود والمساعي التي كان من شأنها أن تفضي إلى إنهاء العدوان"، مضيفاً أن "الأشقاء في دولة قطر ومصر يدركون ذلك تماماً، والشاهد الأخير هو جريمة الاغتيال التي استهدفت القائد إسماعيل هنية الذي كان ركناً أساسياً في المفاوضات، وبالتالي فإن سياسة العبث وتعطيل إنجاح المقترح الأخير خاصةً، دليل واضح على عدم جدية الاحتلال للوصول إلى إنهاء العدوان".

وفي السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري رخا أحمد حسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بعد التصفيق الحاد والمتواصل لكلمته التي تفيض بالأكاذيب والمغالطات أمام الكونغرس الأميركي بمجلسيه، قد شعر باطمئنان تام إلى أن المشاركة والدعم الأميركي له لم يتأثرا رغم كل ما ارتكبه من جرائم قتل وتدمير وتشريد لسكان غزة، وقد عاد إلى إسرائيل أكثر شراسة وتعطشاً لمزيد من الدماء، فدبّر عملية مجدل شمس في الجولان ليتخذها ذريعة للاعتداء على حزب الله في جنوب لبنان وقتل قياداته". واتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف خلف عملية مجدل شمس، فيما نفى الأخير بشكل قاطع مسؤوليته عنها.

واعتبر حسن "تدبير اغتيال إسماعيل هنية وهو في إيران لتوصيل رسالة إلى طهران بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي مكان فيها واغتيال من تريد، وتوصيل رسالة إلى المقاومة الفلسطينية في غزة بأنهم إذا لم يستجيبوا لمطالب نتنياهو، فلن ينالوا إلا المزيد من القتل والدمار". وأضاف حسن أن "اغتيال إسماعيل هنية يحقق تهديداً سابقاً لوزير الأمن الإسرائيلي (يوآف غالانت) بأن إسرائيل ستلاحق كل قادة حماس في كل مكان ولن يفلتوا منها، كما أن ما قامت وتقوم به إسرائيل من قتل واغتيالات يحقّق هدفها في عرقلة المفاوضات التي تسعى لوقف إطلاق النار الذي لا تريده إسرائيل".

وشدد الدبلوماسي المصري السابق على أنه "طالما أن إسرائيل لا تلقى العقاب الذي يردعها، وطالما أنها تحظى بالدعم والحماية الأميركية، فلن تتوقف عن ارتكاب كل أنواع الجرائم وانتهاك كل القوانين".

وكان وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، قد حملا، في بيان مشترك أمس الأربعاء، إسرائيل "مسؤولية التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانتهاكات القانون الدولي والممارسات غير الشرعية في الضفة الغربية والاغتيالات السياسية"، وطالبا مجلس الأمن بـ"اتخاذ قرار ملزم يفرض على إسرائيل وقف عدوانها على غزة وخروقاتها المستمرة للقانون الدولي".

وأكد الوزيران المصري والأردني، خلال اتصال هاتفي، "ضرورة العمل على التهدئة للحيلولة دون انزلاق المنطقة في صراع إقليمي شامل يعصف بالاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير". وأدان الوزيران في هذا الصدد "الاغتيالات السياسية"، كما شددا على أن "الخطوة الأولى نحو التهدئة هي وقف العدوان على غزة وإنهاء المأساة الإنسانية التي تسبب فيها"، وأكدا إدانتهما للانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي والقانوني الدولي الإنساني وانتهاكاتها لسيادة الدول.

المساهمون