وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان في بيروت: قلق من التصعيد ومساع معقدة للتهدئة

01 اغسطس 2024
الوزيران البريطانيان قبل لقائهما بري في بيروت، 1 أغسطس 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -

أجرى وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ديفيد لامي وجون هيلي، اليوم الخميس، لقاءات في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين في إطار الجهود الدبلوماسية الساعية إلى التهدئة وتفادي سيناريو "الحرب الواسعة" بعد التصعيد الذي شهده الميدان منذ حادثة مجدل شمس، يوم السبت الماضي، والردّ الإسرائيلي باغتيال القيادي والرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أول أمس الثلاثاء.

واستهلّ لامي وهيلي زيارتهما إلى بيروت بلقاء وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وبعده رئيس البرلمان نبيه بري، فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث بات موقف لبنان معروفاً برفض الحرب، والالتزام بالقرارات الدولية أبرزها القرار 1701، ووجوب تضافر الجهود الدولية لوضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيلية.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ "اللقاء بين بو حبيب والوزيرين البريطانيين بحث مجمل التطورات والتصعيد الخطير الحاصل في المنطقة، وقد عبّر لامي وهيلي عن قلقهما من انزلاق الأوضاع نحو حرب إقليمية"، داعيين إلى "ضرورة ضبط النفس من قبل كل الأطراف لقطع الطريق أمام التصعيد"، مشددين على أنّ "الحل الوحيد لوقف النزاع يكون بالأطر السلمية والدبلوماسية والالتزام بالقرارات الدولية".

وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ديفيد لامي وجون هيلي يلتقيان نبيه بري في بيروت 1/8/2024 (حسين بيضون)
لامي وهيلي خلال لقائهما بري في بيروت اليوم (حسين بيضون)

كذلك، عبّر بو حبيب، بحسب المعلومات، عن موقف لبنان الرسمي برفضه الحرب ولأجل ذلك كثف من اتصالاته الدبلوماسية بعد التهديدات الإسرائيلية للدفع دولياً من أجل الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وعلى الجبهة اللبنانية، والتزامها بالقرار الدولي 1701 الذي تواصل انتهاكها له. كما حذّر من خطورة الحرب التي لن تقتصر على لبنان وإسرائيل، مشدداً على أنّ لبنان من الطبيعي أن يدافع عن أرضه وسيادته في حال شنّ عدوان عليه.

ويأمل المسؤولون اللبنانيون أن تفضي الجهود الدولية إلى التهدئة ودفع إسرائيل لوقف عدوانها على غزة ولبنان، علماً أنّ هذه المساعي ستكون معقدة، باعتبار أنّ قرار الميدان يبقى بيد حزب الله الذي دائماً ما يرى أنّ الحراك الدولي يصبّ في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وأجندته. وتتجه الأنظار اليوم إلى الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله التي يُتوقّع أن يرفع فيها السقف، ويرسم معالم المرحلة المقبلة خصوصاً كيفية الردّ على اغتيال شكر، واستشهاد مدنيين لبنانيين بينهم طفلان في القصف الإسرائيلي، علماً أن حزب الله لم ينفذ، أمس الأربعاء، عمليات عسكرية ضد المواقع الإسرائيلية ما يؤشر على دراسة مركّزة للخطوة المقبلة.

وتأتي أيضاً زيارة الوزيرين البريطانيين في إطار جولتهما على المنطقة لدفع جهود إنهاء الحرب على غزة ووقف التصعيد على الجبهات الأخرى، خصوصاً في ظلّ التطورات الكبرى التي حصلت في الساعات الماضية، وتكثيف جيش الاحتلال عمليات الاغتيال، وعودة إيران إلى الساحة "عسكرياً" بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس الأربعاء، في عاصمتها طهران، وتوعّدها بـ"ردّ قاسٍ وموجع".