حكومة الوحدة الوطنية الليبية تعلن استعدادها للوساطة بين الأطراف السودانية 

19 ابريل 2023
أكدت المنقوش ضرورة الاستجابة لنداءات وقف المعارك فوراً وتغليب لغة الحوار (الأناضول)
+ الخط -


أبلغت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش نظيرها السوداني علي الصادق علي عن استعداد ليبيا للعب دور الوساطة بين الأطراف السودانية لدفع "الأوضاع نحو الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار للسودان".

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، أوضحت فيه أن المنقوش أجرت اتصالاً هاتفياً، اليوم الثلاثاء، بنظيرها السوداني، تباحثا خلاله في الأوضاع الراهنة في السودان.

وأوضح البيان أن المنقوش أكدت ضرورة الاستجابة للنداءات التي تطالب بوقف الاشتباكات فوراً، وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء، مؤكدة استعداد ليبيا لـ"لعب دور الوساطة بين الأطراف السودانية لدفعها إلى الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للسودان الشقيق"، وفق البيان الذي نشرته الصفحة الرسمية للوزارة على "فيسبوك" ليل الثلاثاء.

ونقل البيان عن الوزير السوداني تثمينه الموقف الليبي الداعم لجهود إحلال السلام في السودان، و"تطلعات شعبه في تحقيق الأمن والاستقرار"، مقدراً مبادرة المنقوش للقيام بدور الوساطة بين الأطراف السودانية. 

ويظهر اتصال المنقوش أول موقف ليبي حيال الأحداث في السودان منذ اندلاعها، السبت الماضي، بين قوات الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع".

ودعت حكومة الوحدة الوطنية، السبت، الرعايا الليبيين في السودان لتوخي الحذر، وعزمها تشكيل لجنة حكومية لمتابعة أوضاعهم والاستعداد لإجلائهم "في حال اضطرت الأوضاع السودانية إلى هذا الأمر".

وأمس الاثنين، أكدت السفارة الليبية في السودان أنها لم تتلقَّ أي نداءات استغاثة أو بلاغات من الرعايا الليبيين المقيمين في السودان، مؤكدة أن كافة الرعايا من عاملين في البعثة الدبلوماسية الليبية الطلبة الدارسين في السودان "بخير"، محذرة إياهم بضرورة تجنب الخروج والحركة في الأماكن التي تطاولها الاشتباكات إلى حين توفير ممرات آمنة من قِبل الأطراف الدولية والإقليمية التي تسعى إلى فتحها للمدنيين. 

وكان رئيس هيئة التنظيم والإدارة العسكرية بالجنوب، التابع لقيادة خليفة حفتر العميد عبد السلام البوسيفي، قد وجّه نداءً إلى "رئاسة الأركان شرقاً وغرباً لسرعة تفادي الموقف" بإغلاق الحدود مع السودان "وتكليف قوات عسكرية بحمايتها ومنع أي تسلل ووضع طائرات للاستطلاع بمطار الكفرة" القريب من الحدود، إلا أن قيادة حفتر لم يصدر عنها أي تجاوب أو تعليق حال ندائه.

ووفقاً لتصريحات البوسيفي لوسائل إعلام ليبية فإن الاشتباكات الجارية في السودان "سيكون لها تأثير في الوضع في ليبيا ما لم تُتخذ خطوات سريعة وجادة لتجنب تداعياتها"، وقال "أعتقد أنها ستكون حرباً طويلة الأمد، وعلينا الاحتذاء بتشاد التي أغلقت حدودها إغلاقاً تاماً منذ بدء الاشتباكات في السودان"، معتبراً أن الجنوب الشرقي الليبي سيكون الأكثر تأثراً إذا امتدت الاشتباكات إلى ليبيا.

ومن جانبه اعتبر مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن بشأن ليبيا، اليوم الثلاثاء، أن الأوضاع في السودان "لها آثار على الجنوب الليبي"، دون تفاصيل أخرى. 

وفيما تشترك ليبيا بشريط حدودي مع السودان، يعيش الجنوب الليبي حالة فراغ أمني وحكومي كبير، في وقت ينتشر فيه أعداد من المقاتلين المرتزقة والأجانب، التابعين لمجموعات تمرد تنحدر من دول أفريقية مجاورة لليبيا، من بينها مجموعات مسلحة كبيرة موالية لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، قائد قوات "الدعم السريع".