استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الإثنين، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، في قصر البحر بالدوحة.
وتناول اللقاء "العلاقات الثنائية ومجالات التعاون القائمة، وسبل تطويرها وتعزيزها"، كما استعرض تطورات الوضع في لبنان.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن دياب أطلع أمير قطر على "آخر المستجدات، لاسيما التحديات السياسية والاقتصادية والمساعي المبذولة لتجاوزها"، معرباً عن "شكره وتقديره على دعم دولة قطر المستمر للبنان ووقوفها الدائم مع الشعب اللبناني".
وأكد أمير قطر "دعم دولة قطر للبنان وشعبه الشقيق"، داعيًا، في الوقت نفسه جميع الأطراف اللبنانية إلى "تغليب المصلحة الوطنية والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان".
وفي لقاء مع الصحافيين في مقر السفارة اللبنانية، أكد دياب أن "اللبنانيين لا ينسون أن الأشقاء في قطر مستمرون بالوقوف إلى جانب لبنان، من دون ضجيج، وهم يمدّون يد المساعدة إلى اللبنانيين بطرق مختلفة، ومن دون تمييز بينهم، ولا استثمار في معاناتهم، ولا توظيف بحسابات سياسية".
وأضاف: "جئنا إلى دولة قطر الشقيقة ونحن نعلم مسبقاً أن قلبها مفتوح ورحب، وأن دوحتها تتّسع لكل المحبين، وأن المسؤولين هنا، وعلى رأسهم سمو الأمير، يحملون محبة خاصة للبنان واللبنانيين"، مؤكداً أن "اللبنانيين يحفظون للإخوة القطريين أنهم أعادوا إعمار المدن والقرى والمنازل بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم والمدمّر على لبنان في عام 2006".
واستذكر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية رعاية قطر لتفاهم اللبنانيين في اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة وطنية في العام 2008.
وأشار إلى أن قطر كانت في طليعة الدول التي هبّت فعلياً لمساعدة لبنان، بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت في العام الماضي، والذي دمّر المرفأ وأحياء عديدة من العاصمة اللبنانية.
وأشار إلى أن "لبنان يعبر نفقاً مظلماً، ويعاني اللبنانيون من العتمة، التي لا تقتصر على الكهرباء، وإنما أيضاً في لقمة العيش، وفي ظروفهم الاجتماعية، وفي مختلف يومياتهم".
استذكر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية رعاية قطر لتفاهم اللبنانيين في اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة وطنية في العام 2008
وأوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال أن "لبنان بلغ حافة الانهيار الشامل"، لافتاً إلى وجود تعقيداتٍ ما تزال تحول دون تشكيل حكومة بعد نحو تسعة أشهر على استقالة حكومته، وأسِف لأن "مآسي اللبنانيين التي تتعمّق لا تساهم في الدفع نحو تشكيل حكومة تبدأ بتطبيق ورشة الإصلاح" انطلاقاً من الخطة التي وضعتها حكومته، وتستأنف المفاوضات التي بدأتها مع صندوق النقد الدولي، بهدف استعادة الثقة الاقتصادية والمالية في البلد بعد الانهيار الذي وصل إليه بفعل عقود من الحروب والهدر والفساد، والسياسات التي شجعت الاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد المنتج.
ووجه دياب نداء إلى "كل الإخوة العرب"، قائلاً: "إن لبنان في خطر شديد، ولم يعد يمكنه الانتظار، فلقد استنفدنا ما لدينا من إمكانات، وأصبح البلد من دون حبل أمان"، وعبر عن تطلّع لبنان لـ"استعادة التضامن العربي، لا الوقوف على خطوط تماس الخصومة والفراق بين العرب ودفع فواتيرهما، فلا استقرار ولا استقلال للعرب مجتمعين ومنفردين إلا بإعادة الاعتبار للتضامن العربي".
ورداً على سؤال حول دلالات زيارته إلى الدوحة، وهي الأولى له خارج لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول، قال دياب لـ"العربي الجديد": "كأني لم أسافر، لأن قطر كأنها بلدي"، مؤكداً أن "التواصل والإجراءات بدأت قبل نحو سنة، غير أن جائحة كورونا والاستقالة أخرت الزيارة. لكن كل ذلك لم يمنع من إجراء الزيارة"، لافتاً إلى أن "قطر كانت تقف دائماً إلى جانب لبنان، في كل المراحل الصعبة التي مر بها منذ عقود".
وأكد أن "قطر ستقف إلى جانب لبنان في هذه المحنة المالية الاقتصادية الاجتماعية التي يمر بها لبنان لأول مرة بهذه الحدة والصعوبة"، لافتاً إلى أنه لا يستطيع الحديث عن تفاصيل المباحثات التي أجراها مع المسؤولين في قطر، إذ سيصدر بيان رسمي غداً، واصفاً المباحثات بـ"الإيجابية".
وحول إرجاء زيارته المقررة قبل أيام إلى بغداد، أوضح أن السبب تقني ولفترة قصيرة، وأن الزيارة لاتزال قائمة.
وبالنسبة لزيارته إلى مصر، أعرب عن تطلعه لزيارة القاهرة لـ"معالجة أمور عديدة، إن كان من الجانب الاجتماعي في لبنان أو الجانب السياسي".
وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال عدة اجتماعات خلال زيارته إلى الدوحة التي يختتمها الثلاثاء، إذ اجتمع مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما اجتمع بنائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية، ومع وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد شريده الكعبي.