بدأت قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا بحصاد الأراضي الزراعية الخاصة بالمدنيين، بعد أن سيطرت عليها خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين لقوات النظام السوري، بدعم جوي وأرضي من القوات الروسية، ما بين منتصف عام 2019 وحتى مطلع عام 2020، في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، شمال غرب سورية. كما حصدت قوات "حزب الله" اللبناني الأراضي الزراعية التي استولت عليها ضمن أكثر من 25 قرية بريف حلب الجنوبي والغربي، تقع في ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن عناصر "الفرقة 25"، التي يقودها العميد سهيل الحسن المعروف باسم "النمر"، بدأت بحصاد مواسم "القمح، والعدس، والشعير، والفريكة، في كلٍ من منطقة معرّة النعمان وريفها الشرقي بالكامل وصولاً إلى بلدة سنجار (آخر بلدة بريف المعرة الشرقي)، ومنطقة خان شيخون وصولاً إلى بلدة التمانعة، ومنطقة سراقب وصولاً إلى القرى والبلدات الواقعة شرق مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي.
وأكدت المصادر أن "هذه المناطق تضم أكثر من 55 قرية وبلدة جميعها تشتهر بمحاصيلها الزراعية مثل القمح، والشعير، والفريكة، والعدس، حيث استولت الفرقة 25 على كامل هذه الأراضي وحرمت جميع أصحابها من زراعتها أو الاستفادة منها نتيجة تهجيرهم إلى مناطق الشمال السوري"، موضحةً أن "الفرقة أيضاً منعت أي مليشيا أو قوة عسكرية تابعة للنظام من استثمار هذه الأراضي كونها تقع ضمن قطاعها الذي سيطرت عليه".
وأشارت المصادر إلى أن "الفرقة لديها 15 حصادة سرقتها خلال حملات التعفيش التي قادتها على ريف إدلب الجنوبي والشرقي، واستأجرت أيضاً 35 حصادة إضافية لحصاد لتلك المواسم خلال هذه العام، بعد أن استأجرت ورشات مقابل مبالغ مالية زهيدة لزراعة تلك الأراضي، وكسب محصولها السنوي لصالح ضباطها".
وأوضحت المصادر أن "العقيد يونس محمد قائد عمليات الفرقة 25 مهام خاصة هو المسؤول عن جميع حملات التعفيش بالفرقة، وكُلف بمتابعة المحاصيل الزراعية الواقعة ضمن قطاع الفرقة بأمر من العميد سهيل الحسن"، واشارت إلى أن العقيد محمد التقى بالفعل "العديد من التجار لبيعهم بعض من تلك المحاصيل الزراعية، وتصدير قسم منها إلى طهران عبر تجار يعملون لصالحها، مقابل دفع مبالغ مالية مُرضية للحصول عليها".
ولفتت المصادر إلى أن "قوات حزب الله" اللبناني بدأت بحصاد المواسم الزراعية في "ريف حلب الغربي والجنوبي، ضمن أكثر من 25 قرية تشتهر أيضاً بمواسم زراعية وفيرة مثل القمح وغيرها".
وأوضحت المصادر أن "جزءاً من هذه المحاصيل يتم تصديره إلى لبنان على غرار العام الفائت، والقسم الآخر يتم تصديره إلى منطقة السيدة زينب بريف دمشق، أو بيعه إلى تجار من نفس المنطقة يعملون لصالح المليشيات الإيرانية".
وكان سماسرة يعملون لصالح المكاتب الأمنية الخاصة بـ"الفرقة 25" قد جندوا خلال الـ 15 يوماً الفائتة نحو 1000 شاب من خمس محافظات يُسيطر عليها النظام، غالبيتهم من المناطق الساحلية، وذلك لسحب مادة الحديد من جدران وأسقف منازل المدنيين في مدينة معرة النعمان وريفها جنوبيّ محافظة إدلب، ضمن عقود مدتها 6 أشهر وقابلة للتمديد مقابل راتب شهري قدره 160 ألف ليرة سورية (40 دولاراً أميركياً).