حرب داخلية بين قادة جيش الاحتلال على المناصب وتحمّل المسؤولية

04 يونيو 2024
هرتسي هليفي مع جيش الاحتلال في قطاع غزة (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجيش الإسرائيلي يعاني من صراع داخلي حاد بين قادته، بما في ذلك رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، حول توزيع المناصب وإقالة بعض القادة، مما يعكس توترًا واضحًا داخل الهيكل القيادي.
- زيادة عدد الضباط المطالبين باستقالة رئيس هيئة الأركان والقيادات المسؤولة عن الإخفاقات في الحرب الحالية، تشير إلى "حرب داخلية" على الرغم من التحديات الخارجية المتعددة.
- الجدل حول مستقبل قادة بارزين مثل اللواء ساعر تسور يكشف عن عمق الأزمة داخل الجيش، مع تأكيدات على أهمية التغيير في القيادة لتجاوز الفشل الحالي.

يخوض جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً داخلية شديدة بين جنرالاته، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، على خلفية توزيع مناصب على قادة جدد مقابل إقالة آخرين، ومحاربة عدد من الضباط لقائد الأركان ومطالبته بالاستقالة بسبب الفشل في الحرب وإخفاقه في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالتصدي لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في مستوطنات غلاف قطاع غزة. 

وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال يكرر دائماً أنه يخوض القتال على عدة جبهات، في إشارة إلى قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، وسورية،  فضلاً عن الجبهة الإيرانية، كما يدّعي، واليمنية والعراقية التي عادة ما تُطلق منها مسيّرات، يبدو أنه أمام معارك داخلية ضارية بين قادته. 

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، بأن ثمة "حرباً داخلية" في صفوف الجيش الإسرائيلي، بحيث يزداد عدد الضباط المطالبين باستقالة رئيس هيئة الأركان وجميع ضباط وقيادات الجيش المسؤولين بشكل شخصي عن إخفاقات الحرب الحالية على قطاع غزة، وترجمة المسؤولية التي أعلنوا أنهم يتحمّلونها عن الإخفاق إلى استقالات من مناصبهم.

واعتبرت الصحيفة أنه فيما تصعب الكتابة عن انتقادات ضد رئيس هيئة الأركان في ظل استمرار الحرب، ولكن "تجاهل الانتقادات الموضوعية، والمهنية، والمشروعة، التي وجهها ضباط في قيادة الجيش، سيكون أمراً أصعب". وأوضحت أن هناك مواجهة مباشرة بين أحد الجنرالات في هيئة الأركان، هو اللواء ساعر تسور، ورئيس هيئة الأركان هليفي. وقرر رئيس هيئة الأركان أن ينهي أعمال تسور، وهو الذي يتولى منصب قائد الجيش الشمالي، "ومن المفترض أن يقود الحرب ضد حزب الله"، على أن يتولّى منصبه العميد دان غولدبوس، قائد الفرقة 98.

وبدأ تسور مشواره في قوات المدرعات، وتميز من المنظور الإسرائيلي، قائداً للواء 401 خلال العدوان على غزة عام 2014، ولاحقاً قائداً للفرقة 162. وتعتقد أوساط إسرائيلية بأنه سيكون من الخطأ إقالته في هذه المرحلة من الحرب في ظل احتمال نشوب حرب أوسع في لبنان، عدا عن قناعة آخرين في هيئة الأركان بأنه يستحق الترقية، وأن يكون قائداً للقوات البرية لخبرته الكبيرة.

وبحسب الصحيفة، يُعتبر تسور قائداً "قادراً على تمالك نفسه، وليس من أولئك الذين يدخلون في مواجهات، ولكن يبدو أن شيئاً ما في داخله قد تكسّر"، وجرت بينه وبين رئيس هيئة الأركان محادثة صعبة، وجهاً لوجه، في الآونة الأخيرة، حيث كانت لدى هليفي نية بإبلاغه خلالها بتسريحه من الجيش. ولفتت الصحيفة إلى وجود انتقادات صعبة جداً في أوساط القادة الميدانيين في الجيش، وفي إحدى الدورات لتأهيل قادة كتائب وسرايا، سمع الضباط أقوالاً صعبة من قبل طلابهم الجنود، بشأن مسؤولية قيادة هيئة الأركان، وحقيقة أنها لا تترجم تحمّلها المسؤولية، فيما يعلمونهم عكس ذلك (أي وجوب تحمّل المسؤولية). 

وذكر مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، لم  تسمه الصحيفة، أمس الاثنين، أن "الفشل مسؤولية رئيس هيئة الأركان. الجيش الإسرائيلي ليس منظمة خاصّة ومصلحة الجيش والدولة تتطلب أن ينفّذ تحمّله المسؤولية وأن يخلي مكانه. أتألم على هرتسي (هليفي)، فهو قائد جيد وشجاع وإنسان جيد، لكنه فشل. نحتاج إلى شخص آخر للنهوض. وعلى كل من كان له دور مباشر، ولو كان بسيطاً عن الفشل، الاستقالة. وبالطبع يجب عدم تعيينهم في قيادة الجيش. ما هي الرسالة التي نبعثها (لو تم تعيينهم) لمستوى الضباط الأصغر والجمهور بشكل عام؟".

ويوم أمس الاثنين، أفادت القناة 12 العبرية، بأن مواجهة بين الجنرالات ورئيس هيئة الأركان وقعت في إحدى جلسات هيئة الأركان. ووجه جنرالات خلالها اتهامات لهليفي، مذكّرين بأن القاعدة الأولى التي يتم تعليمها هي تحمّل المسؤولية، ليرد هليفي: "تحمّلت المسؤولية منذ الأيام الأولى والشعور بالمسؤولية يرافقني كل يوم". وعقّب الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما أوردته الصحيفة، بأن الحديث يدور عن محادثة شخصية بين قائدين (هليفي وتسور) ولن نتطرق لما جاء في محادثة من هذا النوع".

المساهمون