حراك واسع في الرياض: حكومة اليمن تطالب بـ"نهج أممي جديد" ضد الحوثيين

17 يونيو 2021
غريفيث وعلي محسن الأحمر (الأناضول)
+ الخط -

كثف المجتمع الدولي من تحركاته في سبيل إنهاء النزاع اليمني دون ظهور أي نتائج ملموسة حتى الآن، فيما يستمر التصعيد العسكري بشكل واسع في عدد من المحافظات، وخصوصا مأرب وصعدة.

وشهدت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس، سلسلة لقاءات جمعت نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والمبعوث الأميركي تيموثي ليندركينع، والسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون. 

ولم تخرج اللقاءات بأي نتائج جوهرية، حيث تتمسك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بضرورة أن يبدأ أي اتفاق سلام بوقف شامل لإطلاق النار، وتقول إن جماعة الحوثيين هي الطرف المعرقل للمبادرات الدولية المطروحة لوقف الحرب.

وحسب وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية، فقد شدد الجانب الحكومي على ضرورة "ممارسة المزيد من الضغوط على مليشيا الحوثي"، إذ اعتبر سلوك الجماعة في إفشال مبادرات السلام "مؤشرا على عدم جديتهم في وقف الحرب".  

وأكد الجانب الحكومي أن المجتمع الدولي "أمام محك حقيقي للتعامل مع التعنت الحوثي والرفض المستمر لجهود السلام، وإصرارهم على التصعيد ومضاعفة معاناة اليمنيين".  

وطالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بـ"نهج جديد يجبر المليشيات الحوثية على التخلي عن خيار الحرب وسياسة وضع العراقيل وتغليب مصلحة الشعب اليمني، لما من شأنه وضع حد للمأساة الإنسانية ووقف سفك دماء اليمنيين". 

وترفض الحكومة اليمنية الشروط الحوثية بفصل الملف الإنساني عن الملف السياسي والعسكري، حيث تعتبر وقف إطلاق النار مطلبا إنسانيا، وتشدد على ضرورة تنفيذ كافة الملفات المتعلقة برفع الحظر عن المنافذ الجوية والبرية ووقف النار كحزمة واحدة.  

وأبلغ وزير الخارجية اليمني المبعوث الأميركي أن رفض الحوثيين وقف إطلاق النار الشامل وإعادة فتح مطار صنعاء وضمان توريد عوائد المشتقات النفطية لسداد رواتب الموظفين "تثبت الذرائع الكاذبة التي تدعيها هذه المليشيات وتؤكد مساومتها بالجانب الإنساني، بغية الاستمرار في تنفيذ أجندة إيران التخريبية"، وفقا للوكالة الرسمية. 

وأشار المسؤول اليمني إلى أن استمرار الهجمات الحوثية على مأرب بالصواريخ الباليستية "يقوض الجهود الدولية لإحلال السلام، ويقدم دليلاً آخر على أن هذه المليشيا هي أداة للموت والدمار". 

وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الخارجية الأميركية حول نتائج اللقاءات، ذكرت الوكالة الرسمية اليمنية أن المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ "حمّل جماعة الحوثيين مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم اليمني"، وقدّم دعما للحكومة اليمنية بالتأكيد على أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار "يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية". 

المبعوث الأممي مارتن غريفيث أعلن، في بيان رسمي، أنه عقد لقاءات مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ووزير الخارجية أحمد بن مبارك، حيث أعرب عن أمله في أن تفضي الجهود المبذولة "إلى حل سلمي تفاوضي للنزاع في القريب العاجل" دون الكشف عن مزيد من التفاصيل".  

وعلى الرغم من الحراك الدبلوماسي الواسع، إلا أن الأعمال القتالية لم تتراجع، حيث تواصلت المعارك على الأرض في محافظتي مأرب والجوف، فيما استأنفت جماعة الحوثيين هجماتها على الأراضي السعودية.  

وأعلن الجيش اليمني، مساء الخميس، أن وحدات من قواته والمقاومة الشعبية "نفّذت كمينا محكماً لمجاميع من مليشيا الحوثي في جبهة الجدافر"، جنوبي شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، ما أسفر عن مقتل 15 عنصرا حوثيا، واغتنام كميات مختلفة من الأسلحة، وفقا لبيان صحافي، وصل إلى "العربي الجديد".

وكانت جماعة الحوثيين قد أعلنت، في وقت سابق اليوم الخميس، استهداف مواقع عسكرية في مطار أبها السعودي، بطائرتين من طراز قاصف 2K، وزعمت أنها حققت إصابات مباشرة، لكن التحالف بقيادة السعودية أعلن إحباط ذلك الهجوم. 

المساهمون