- اشتباكات وقصف متبادل بين "قسد"، القوات التركية والفصائل الموالية لها، والمليشيات المدعومة من إيران، تسببت في قتلى وجرحى وزادت من معاناة السكان المحليين.
- تأسيس "تجمّع الحراك الثوري في إدلب وريف حلب الغربي" لإسقاط الاستبداد والفساد، وتعزيز سيادة القانون وفق الشريعة الإسلامية، وسط مظاهرات ضد هيئة تحرير الشام.
سيطر مواطنون، ليل الجمعة-السبت، على حريق ضخم اندلع في ريف مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة شمال شرقي سورية، من جراء قصف مدفعي شنته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على المنطقة المعروفة باسم "نبع السلام" وتخضع لسيطرة الجيش الوطني السوري المعارض وحليفته تركيا.
وقال ناشطون لـ"العربي الجديد"، إن حريقاً ضخماً اندلع، عصر الجمعة، في الأراضي الزراعية الواقعة بين قريتي التينة والفتاوي بريف مدينة تل أبيض الجنوبي، إثر قصف مدفعي لقوات "قسد" استهدف المنطقة، قبل أن يتمكّن الأهالي خلال الليل من إخماد الحريق بعد ساعات طويلة.
#عاجـل
— احمد الشبلي (@Ahmad_1alshble) May 10, 2024
المحاصيل الزراعية التابعـة للاهالي في ريف تل ابيض الجنوبي في منطقة نبع السلام تحترق الان حسبي الله ونعم الوكيـل
احمد الشبلي pic.twitter.com/sioK7MkNOG
وأشار الناشطون إلى أن النيران التهمت عشرات الدونمات المزروعة بالقمح والشعير قرب طريق "إم4" وخطوط التماس الفاصلة مع قوات "قسد". وأكدوا أن قصف قوات "قسد" كان متعمّداً، لمنع الأهالي من جني محاصيلهم الزراعية في المنطقة التي يعتمد معظم سكانها على المواسم الزراعية لتأمين لقمة العيش.
في المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية استهدفت مع الفصائل الموالية، بعد منتصف ليل الجمعة السبت، الأراضي الزراعية في قرى ريف منبج الغربي، شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، مما أدى إلى اندلاع النيران واحتراق مساحات من الأراضي الزراعية الممتدة من قرية الأولشلي وصولاً إلى قرية البوغاز في الريف الغربي لمنبج، متهماً القوات التركية والفصائل الموالية بتعمّد حرق المحاصيل الزراعية "انتقاماً من الأهالي لحرمانهم من لقمة عيشهم"، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، استهدفت مليشيا الدفاع الوطني المدعومة من إيران، بعد منتصف ليل الجمعة، منازل المدنيين في بلدة حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي شرقي سورية، بقذائف الهاون، ما تسبب في أضرار مادية، دون وقوع إصابات بشرية. وردت قوات "قسد" باستهداف مماثل لشارع الكورنيش في مدينة الميادين، التي تُسيطر عليها المليشيات الإيرانية في ريف محافظة دير الزور الشرقي، من دون وقوع إصابات.
وشهدت خطوط التماس الفاصلة بين قوات "قسد" من جهة، وقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، على جانبي نهر الفرات، اشتباكات وقصفاً متبادلاً بين الطرفين خلال الآونة الأخيرة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين. ويشنّ معظم تلك الهجمات مقاتلو العشائر العربية من مناطق سيطرة "الدفاع الوطني" غربي نهر الفرات بريفي دير الزور الشرقي والغربي، شرقي البلاد.
تشكيل سياسي جديد في إدلب
وفي سياق آخر، أعلنت رابطة أهل العلم في الشمال السوري واتحاد التنسيقيات وتجمع مبادرة الكرامة عن تأسيس "تجمّع الحراك الثوري في إدلب وريف حلب الغربي" في المناطق الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، شمال غرب سورية.
وقال شهم العلوان، وهو أحد مسؤولي الحراك الثوري في منطقة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن الهدف من الجسم الجديد هو "إسقاط مشروع الاستبداد والفساد والظلم المتمثل في الجولاني (زعيم هيئة تحرير الشام) بالطرق السلمية، وحل جهاز الأمن العام، وتبيض السجون من المظلومين، وتشكيل مجلس شورى حقيقي يجمع بين الكفاءة والأمانة وفق الضوابط الشرعية، يتمتع بسلطات رقابية كاملة على جميع المؤسسات، ويراعى فيه التمثيل الصحيح لشرائح المجتمع".
وأوضح العلوان أن الحراك الثوري يهدف إلى "سيادة سلطة القانون وفق الشريعة الإسلامية، واستقلال القضاء، وقيام المؤسسة الإدارية على أسس قانونية بمشاركة جميع الكفاءات، وضمان حق الفرد في اختيار من يمثله في المجالس المحلية، والنهوض بالاقتصاد، وإطلاق عملية تنمية اقتصادية شاملة، وتوزيع عادل للثروة، وإتاحة مبدأ تكافؤ الفرص في وظائف الشأن العام بعيداً عن المحسوبيات والولاءات الضيقة"، مشدداً على أن هدفهم الأول هو "إسقاط النظام المتمثل في بشار الأسد".
وبيّن العلوان أنه بعد تشكيل التنسيقيات ومبادرة أهل الكرامة "تم اقتراح تشكيل جسم شرعي يكون مظلة لهذا الحراك، فاجتمع أكثر من 150 رجل دين وأعلنوا عن تشكيل رابطة أهل العلم في الشمال السوري، وبعدها حدث اجتماع شامل ضم الأجسام الثلاثة وأعلنوا عن تشكيل تجمع الحراك الثوري، لاسيما أن معظم مهام هذا التجمع هي مهام تنظيمية للمظاهرات ومسارها السلمي ونشر الوعي بين المتظاهرين وتحافظ على الصبغة الثورية".
وتشهد مدن وبلدات ريف إدلب وريف حلب مظاهرات يومية يشارك فيها الآلاف من أبناء المنطقة والنازحين والمهجرين إليها ضد هيئة تحرير الشام، للمطالبة بإسقاط الجولاني والإفراج عن المعتقلين في سجون جهاز الأمن العام (الذراع الأمنية للهيئة في منطقة إدلب)، وحل مجلس الشورى، وتشكيل مجلس من وجهاء وأعيان المنطقة، بعيداً عن حكومة الإنقاذ والفصائل العسكرية.