وسط أجواء أمنية مرتبكة، واستمرار حالة التأهب في بغداد، إثر محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فجر أمس الأحد، أنهت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، عملية العد والفرز اليدويين للمحطات الانتخابية التي قدمت القوى المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية 2021 التي جرت في العاشر من الشهر الفائت طعونا بشأنها.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن عضو المفوضية، عماد جميل، قوله إن "عمليات العد والفرز للطعون والتحقق منها انتهت أمس الأحد"، مبينا أن "الطعون سترفع إلى الهيئة القضائية للنظر فيها، وربما تعيد الهيئة جزءا من الطعون للاستفسار القانوني أو إجراء عملية عد وفرز يدويين أخرى".
وأضاف: "ننتظر الهيئة القضائية، إذا صادقت على النتائج فستعلن المفوضية الأسماء النهائية للمرشحين الفائزين بمقاعد البرلمان"، مشيراً إلى أن "الموعد النهائي لعرض النتائج النهائية لا يخضع لوقت محدد وهو مستمر لغاية انتهاء الطعون".
وأكد أن "المفوضية سوف ترفع اليوم الإثنين الطعون والأمر عند الهيئة القضائية، وأنه بإمكان الهيئة أن تقرر من خلال بعض الطعون فتح محطات، لأن قرارات الهيئة تعتبر ملزمة للمفوضية"، مشيرا إلى أنه "بعد المصادقة على الأسماء، يدعو رئيس الجمهورية، البرلمان لعقد جلسته الأولى خلال 15 يوماً".
وأكد مسؤول في المفوضية أن نتائج إعادة العد والفرز، لم تظهر تغييرا لافتا في خارطة النتائج النهائية للكتل السياسية. وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "عملية العد والفرز للطعون انتهت في جميع المحطات، وكانت بإشراف ممثلين من الأمم المتحدة ومراقبين عن كتل سياسية معترضة"، متحدثا عن تعرض المفوضية لـ"ضغوط كبيرة من قبل القوى المعترضة"، خلال الفترة الماضية.
توتر أمني
وترفض القوى الخاسرة بالانتخابات العراقية القبول بالنتائج، ولوح تحالف "الفتح" الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، بإجراءات أخرى، في حال لم تكن النتائج وفق ما يريده.
وقال القيادي في التحالف، محمد البياتي، إن "التزوير في الانتخابات لم يعد محل شك، بل توثق وأصبح بالدليل، وإن قرار مجلس القضاء الأعلى سيكون هو الفيصل"، مؤكدا في تصريح صحافي أن "الأدلة التي تملكها الأحزاب بشأن التزوير، من الممكن كشفها أمام الإعلام والصحافة أو عبر بوابة المرجعية العليا".
وأشار إلى أن "جميع القوى وخلال تفاهماتها الحالية لا تستطيع عقد أي تحالف إلا بعد إجراء المباحثات التوافقية داخل البيت الشيعي، ومن ثم الانفتاح على السنة والكرد".
وشملت عملية إعادة العد والفرز اليدويين، أصوات أكثر من ألفي محطة انتخابية قُدِّمَت طعون بشأنها من قبل القوى الخاسرة في الانتخابات، ليرتفع بذلك عدد المحطات التي احتُسِبَت أصواتها يدوياً إلى أكثر من 14 ألف محطة من أصل 55 ألف محطة انتخاب بعموم مدن العراق.
يجري ذلك في وقت تشهد العاصمة العراقية توترا أمنيا منذ مساء الجمعة الماضي، إثر احتجاجات ومحاولات لاقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، من قبل أنصار الخاسرين في الانتخابات، أدت إلى صدامات مسلحة أوقعت قتلى وجرحى، فيما شددت القوات الأمنية من إجراءاتها عقب محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها الكاظمي باستهداف منزله داخل المنطقة الخضراء بطائرة مسيّرة.
وتستمر حالة التأهب في العاصمة على أثر تلك الأحداث، إذ تنتشر المدرعات العسكرية في شوارعها، وتحديدا في المناطق القريبة من المنطقة الخضراء، التي تضم منزل الكاظمي، ومباني الحكومة والبرلمان والسفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.
🔴 عـــــــاجل :: بغـــداد الان
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) November 7, 2021
انتشــار امـني فــي ســـاحة النســور pic.twitter.com/KstOOkA1jh