حاكم لوغانسك الأوكرانية: نستعد للأسوأ

19 يونيو 2022
أوكرانيا تواجه الغزو الروسي بمقاومة شديدة (اناتولي ستيبانوف/ فرانس برس)
+ الخط -

فتح سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك الواقعة في شرق أوكرانيا، حيث تدور حالياً معارك عنيفة مع القوات الروسية، جيوب سترته الواقية من الرصاص التي وضع فيها خراطيش بنادق وإسعافات أولية، مشدداً على ضرورة الاستعداد للأسوأ.

وغايداي، البالغ السادسة والأربعين، حاكم منطقة لوغانسك، بما في ذلك مدينة سيفيرودونيتسك، حيث يخوض الروس حرب شوارع، وليسيتشانسك، حيث بات دوي المدفعية أمراً شبه ثابت. وقد عيّنه في منصبه هذا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال غايداي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "إنه وضع صعب في مدينة (ليسيتشانسك) وفي المنطقة ككل"، إذ إن الروس "يقصفون مواقع قواتنا 24 ساعة في اليوم".

في ليسيتشانسك، هناك مؤشرات على استعدادات لمعركة شوارع، إذ ظهر جنود يحفرون وينصبون أسلاكاً شائكة وشرطيون يضعون مركبات محترقة على جوانب الطرق لإبطاء حركة المرور.

وأضاف غايداي: "هناك تعبير (استعدّ للأسوأ وسيأتي الأفضل من تلقاء نفسه) بالطبع نحن بحاجة للاستعداد"، محذراً من خطر تطويق القوات الروسية مدينة ليسيتشانسك عبر قطع طرق الإمداد.

وتابع: "نظرياً، هذا ممكن. هذه حرب، وأيّ شيء قد يحدث (...) قد نجد أنفسنا محاصرين في نهاية المطاف. قد يكون هناك قتال حتى في ليسيتشانسك. هذه حرب".

تُوجّه المدفعيّة الأوكرانيّة في ليسيتشانسك نيرانها باتّجاه سيفيرودونيتسك حيث يتصاعد الدخان من مصنع آزوت، وتردّ القوات الروسيّة بإطلاق قذائف وصواريخ.

وقال الحاكم: "انظروا كم من الوقت صمدت سيفيرودونيتسك: يمكنكم أن تروا أنهم (الروس) لا يسيطرون على المدينة بالكامل... لا يمكنهم الذهاب أبعد من ذلك، ولا يمكنهم وضع أسلحتهم الثقيلة أو دباباتهم هناك".

ودعا إلى إيصال إمدادات "الأسلحة بعيدة المدى في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً: "حقيقة أنّ الغرب يساعدنا أمر جيّد، لكنّه جاء متأخراً".

"لا أماكن آمنة"

قال الحاكم إنه لا يزال بإمكانه من الناحية النظرية زيارة مسقط رأسه سيفيرودونيتسك برفقة عسكريين، "لكن ذلك ينطوي على مخاطرة كبيرة". وأضاف: "لا توجد أماكن آمنة في منطقة لوغانسك"، بينما كان يُسمع دوي انفجارات.

وكانت سترته الواقية من الرصاص محشوة بالخراطيش، وقال إن لديه بندقية نصف آلية في سيارته، مؤكداً "سأقاتل إذا اضطررتُ إلى ذلك".

وُلد غايداي في سيفيرودونيتسك، وعيّنه زيلينسكي في منصبه بعد انتخابه عام 2019. وقال غايداي عن دوره الحالي في زمن الحرب: "إنه أمر صعب، لكنني لا أظهر مشاعري".

وروى أنه أمر "مؤلم بالنسبة إليّ أن أرى كيف تُدمّر مدينتي"، وكيف يموت الأشخاص الذين عرفهم.

وتابع: "كل هذا مؤلم، أنا إنسان، لكنني أدفن ذلك بعمق في داخلي".

الظروف قاتمة بالنسبة إلى من بقي من المدنيين في ليسيتشانسك والذين لا تتوافر لهم إمكانية الاتصال عبر الهواتف المحمولة، كذلك فإنهم يفتقرون إلى الكهرباء، والمياه ويحتمون في أقبية.

وذكر غايداي أن "نحو 10 في المئة" من السكان بقوا في المدينة، موضحاً بقوله: "نحاول التحدث إلى الناس وإقناعهم بالمغادرة. البعض يرفض ذلك قطعاً".

وقال إن هناك "نسبة صغيرة" تنتظر من موسكو بناء "عالَم روسي" في المنطقة.

ولغايداي حضور بارز على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تلغرام وفيسبوك، حيث يقدم تحديثات منتظمة عن الحرب.

وقال: "يجب أن نتحدث"، معتبراً أن هذا يمكن أن يبطل التأثير القوي لآلة الدعاية الحكومية الروسية، مشيراً إلى أنه يريد أيضاً أن يفهم الناس في منطقة الصراع "أنني لم أتخلَّ عنهم" و"أنني معهم".

واعتبر أن ما ينشره على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون له فائدة أيضاً "عندما نسوق (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) إلى العدالة في (المحكمة الجنائية الدولية في) لاهاي".

(فرانس برس)

المساهمون