جيش الاحتلال ينسحب من شرق خانيونس مخلفاً 255 شهيداً ودماراً هائلاً

30 يوليو 2024
نزوح فلسطينيين من شرقي خانيونس بعد أوامر جيش الاحتلال، 27 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من خانيونس بعد عملية عسكرية استمرت ثمانية أيام، أسفرت عن 255 شهيداً و300 جريح، وتدمير المنازل والبنية التحتية.
- أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المجازر ضد المدنيين، محملاً الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية، وطالب بملاحقة مجرمي الحرب ووقف الإبادة الجماعية.
- أعلن جيش الاحتلال عن انتشال جثامين خمسة أسرى وزعم قتل 150 مسلحاً وتدمير أنفاق، مما أدى إلى تهجير آلاف الأشخاص.

انسحب جيش الاحتلال من شرقي خانيونس وأعلن انتهاء العملية

العملية البرية الثانية لجيش الاحتلال في المنطقة خلفت دمارا هائلا

الاحتلال قلّص المساحة الإنسانية في خانيونس والمحافظة الوسطى

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بعد ثمانية أيام من العملية العسكرية البرية الثانية التي استهدفت المنطقة، وفق شهادات مواطنين عادوا إلى المنطقة وتحدثوا إلى "العربي الجديد". وأسفر عدوان الاحتلال البري عن سقوط 255 شهيداً و300 جريح، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وقال الشهود إنّ العملية البرية الثانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة خلّفت دماراً هائلاً، وأدت لتدمير وتجريف معظم المنازل والبنية التحتية التي بقيت سليمة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس الملاصقة لمدينة رفح، التي لم ينهِ جيش الاحتلال عمليته البرية فيها.

وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى سقوط 255 شهيداً و300 جريح و31 مفقوداً في ثمانية أيام من عدوان الاحتلال البري الأخير شرقي المحافظة الواقعة جنوبي قطاع غزة، لافتاً إلى قصف الاحتلال 31 منزلاً مأهولاً فوق رؤوس ساكنيها، فيما طاول القصف 320 منزلاً ومبنى سكنياً.

وتحدث المكتب عن أن جيش الاحتلال استهدف ودمّر القطاعات الحيوية شرقي محافظة خانيونس، وأعاق عشرات عمليات التنسيق للوصول لعشرات المصابين والشهداء خلال العدوان، واخترق القانون الدولي بشأن الحق في الحياة والحق بإنقاذ الأرواح. وقال: "جيش الاحتلال كرر ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية بشأن التهجير والنزوح، وعمل على تهديد حياة مئات الآلاف من المدنيين وعرّض حياتهم للموت".

ودان المكتب في بيانه بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال المجازر المروّعة ضد المدنيين والنازحين شرقي محافظة خانيونس، محمّلاً إياه والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر ضد المدنيين وإزهاق أرواح المئات. وطالب المحاكم الدولية والمجتمع الدولي وكل دول العالم الحر بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وبوقف هذا العار، ووقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف هذه الجرائم وهذه المجازر بشكل فوري وعاجل.

وقبل أيام أعلن جيش الاحتلال انتشال خمسة جثامين لأسرى إسرائيليين من المنطقة، ونشر في وقت سابق صورة لأسير فلسطيني برفقة الجيش الذي انتشل الجثامين، ما يعني أنه اقتحم المنطقة بهدف الوصول لجثامين أسراه، وليس كما زعم لوجود بنية تحتية جديدة لحركة حماس، ورداً على إطلاق الصواريخ من المنطقة. وأعلن جيش الاحتلال في بيان، اليوم الثلاثاء، انسحاب قواته من شرق محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، عقب "استكمال نشاطاتها العسكرية"، وانتشال جثامين خمسة أسرى إسرائيليين. وقال الجيش في بيان: "استكملت الفرقة 98، الليلة الماضية، نشاطاتها في منطقة خانيونس"، وادعى أنه "خلال العملية قتل 150 مسلحاً فلسطينياً ودمر أنفاقاً ومستودعات لتخزين الوسائل القتالية، وعثر على وسائل قتالية".

وتابع: "خلال عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، تمكنت القوات من انتشال جثامين خمسة مخطوفين" إسرائيليين. كما زعم جيش الاحتلال اغتيال إبراهيم حجازي، الذي ادعى إنه "مسؤول عن الصواريخ المضادة للدروع لدى كتيبة النصيرات التابعة لمنظمة حماس". وأضاف أن حجازي "كان شريكاً في تخطيط وتنفيذ الكثير من المخططات التي استهدفت قواتنا، وكان خبيراً مطلعاً بهذا المجال".

وكانت آليات عسكرية إسرائيلية، بينها دبابات وناقلات جند وجرافات ضخمة، قد شاركت في العملية التي أدت لتهجير آلاف الأشخاص إلى مناطق غربي خانيونس، وسط معاناة متفاقمة اضطرت الكثيرين منهم لافتراش الطرقات. وفي حينه، قال شهود عيان إنّ عناصر من المقاومة الفلسطينية تصدوا لآليات الاحتلال المتوغلة في المنطقة واستهدفوها بالعبوات الناسفة والتفجير. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي ووسائل الإعلام العبرية توثيقاً بالفيديو لدخول الفريق القتالي التابع للواء السابع إلى خانيونس، يُظهر عشرات الآليات تقتحم المدينة التي تم تقليص المنطقة الآمنة فيها غرباً. وتستهدف العملية العسكرية التي أعلن الاحتلال عنها في 22 يوليو/ تموز الجاري، أكثر من نصف مساحة المحافظة التي شهدت دماراً هائلاً في الفترة التي أعقبت دخولها برياً من قبل جيش الاحتلال.

وقال مدير الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني في قطاع غزة محمد المغير، في وقت سابق من اليوم، إنّ "طواقمنا تعمل على انتشال باقي الشهداء بعد إغلاق الطرق وتدمير 90% من البنية التحتية، وما زالت لدينا 200 إشارة وبلاغ عن فقدان مواطنين شرقي خانيونس"، ولفت إلى أنّ "استمرار الاحتلال بمنع طواقمنا من انتشال المصابين تسبب في وفاتهم وتحلل جثامينهم، في مخالفة واضحة وصريحة للحقوق الأساسية والحق في إنقاذ الروح"، داعياً الفلسطينيين إلى عدم التحرك في مناطق شرقي خانيونس لوجود مخلفات للاحتلال يمكنها أن تزيد الخسائر البشرية.

وكان المغير قد قال إنّ الاحتلال قلّص المساحة الإنسانية في محافظة خانيونس من 45 كيلومتراً مربعاً إلى 28 كيلومتراً مربعاً بعد إخراج العديد من البلوكات الإنسانية. وإضافة إلى ذلك، قلّص الاحتلال الإسرائيلي مساحة المنطقة الآمنة في المحافظة الوسطى قرابة 20 كيلومتراً مربعاً، ليصبح إجمالي المنطقة الآمنة 48 كيلومتراً مربعاً من أصل 65 كيلومتراً مربعاً يقطنها مليون وسبعمائة ألف فلسطيني تمثل أعلى منطقة كثافة بشرية في العالم.