اقتحام "سدي تيمان" و"بيت ليد" يفجر خلافات حادة بين غالانت وبن غفير

30 يوليو 2024
من تظاهرات اليمين المتطرف أمام قاعدة سدي تيمان، 29 يوليو 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **خلافات بين وزيري الأمن الإسرائيليين**: نشبت خلافات بين يوآف غالانت وإيتمار بن غفير حول حادثة قاعدة سدي تيمان، حيث تبادلا الاتهامات وطالب كل منهما بالتحقيق مع الآخر.

- **احتجاجات واقتحامات القواعد العسكرية**: اقتحم مئات اليمينيين قاعدتي "سدي تيمان" و"بيت ليد" احتجاجاً على اعتقال جنود اعتدوا جنسياً على أسير فلسطيني، مما أدى إلى فوضى ونقل كتائب لحماية القواعد.

- **انتهاكات في معتقل "سدي تيمان"**: أكدت وزارة الأسرى في غزة أن الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين في "سدي تيمان" تعد جرائم حرب، مطالبة بإغلاق السجن فوراً.

غالانت يطالب بالتحقق من منع بن غفير تحرك الشرطة ضد مثيري الشغب

بن غفير طالب بالتحقق مما إذا كان غالانت على علم بأحداث 7 أكتوبر

نواب ووزراء متطرفون شاركوا في اقتحام "سدي تيمان"

خرجت إلى العلن، اليوم الثلاثاء، خلافات حادة بين وزيري الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت والأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية حادثة قاعدة سدي تيمان. وظهرت الخلافات عبر رسائل من المفترض أن تكون سرية، وُجهت إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث اشتكى الوزيران من بعضهما البعض في رسالتين وجهاها إلى نتنياهو، غداة أعمال شغب خلال اقتحام مئات اليمينيين الإسرائيليين قاعدتي "سدي تيمان" و"بيت ليد" العسكريتين (جنوب ووسط)، الاثنين، احتجاجاً على تزقيف 9 جنود اعتدوا جنسياً على أسير فلسطيني من غزة.

وذهب غالانت إلى حدّ مطالبة نتنياهو "بالتحقيق" مع بن غفير، فيما إذا كان منع الشرطة من التحرك ضد مثيري الشغب في القاعدتين، فرد عليه الأخير بالمطالبة بالتحقيق مع الأول في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فيما التزم نتنياهو الصمت. وقال بن غفير في منشور على منصة إكس: "طلبت من رئيس الوزراء نتنياهو التحقق مما إذا كان الوزير غالانت على علم بأحداث 7 أكتوبر ولم يرسل قوات إلى المنطقة، ولم يبلغ رئيس الوزراء؟"، مرفقاً تعليقه بصورة للرسالة. واعتبر مسؤولون عسكريون وأمنيون وسياسيون إسرائيليون أن حركة حماس "فاجأت" إسرائيل بهجومها على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر. واعتبر المسؤولون الهجوم بأنه "فشل استخباري وأمني وعسكري وسياسي".

كما أعاد بن غفير إلى الأذهان الاحتجاجات الواسعة التي نُظمت في إسرائيل العام الماضي ضد قوانين دفعت بها الحكومة للحد من صلاحيات المحاكم. وقال: "هل دعم (غالانت) الداعيين للرفض؟" أي الذين هددوا آنذاك برفض الخدمة العسكرية في حال تمرير القوانين. ونفى بن غفير الاتهامات التي وجهها له غالانت بإعطاء الأوامر للشرطة بعدم حماية القاعدتين العسكريتين في "سدي تيمان" و"بيت ليد". وكتب في رسالته إلى نتنياهو: "بعيداً عن حقيقة أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، يبدو أن هذه فرصة لرئيس الوزراء لطرح بعض الأسئلة حول الوزير غالانت".

وقبل ذلك، طالب غالانت في رسالة إلى نتنياهو بالتحقق مما إذا كان بن غفير منع الشرطة من التحرك ضد مثيري الشغب في قاعدتين العسكريتين. وقال غالانت في الرسالة: "أدعوك إلى التصرف بيد ثقيلة ضد أعضاء الائتلاف (الحكومة) الذين شاركوا في الاضطرابات". وطالب غالانت نتنياهو بـ"إصدار أمر بإجراء تحقيق لفحص ما إذا كان وزير الأمن القومي (بن غفير) منع أو أخّر الشرطة للاستجابة للحوادث العنيفة التي شارك فيها أعضاء حزبه". كما دعا إلى اتخاذ إجراءات ضد أعضاء الكنيست والوزراء الذين شاركوا في أعمال شغب، الاثنين، شملت اقتحام قاعدتي "سدي تيمان" و"بيت ليد" العسكريتين.

ومساء الاثنين، سادت حالة من الفوضى داخل قاعدة "بيت ليد"، عقب اقتحام عشرات المتظاهرين اليمينيين المحكمة العسكرية داخل القاعدة، احتجاجاً على اعتقال 9 جنود اعتدوا جنسياً على أسير فلسطيني من غزة، ما دفع الجيش إلى نقل 3 كتائب إلى القاعدة لحمايتها من المقتحمين، بعدما كان مقرراً أن تدخل قطاع غزة. وكان بين المقتحمين مسؤولون وجنود في الجيش، ما قوبل باستنكار من الداخل الإسرائيلي، ومطالبات باستبعاد اليمينيين المتطرفين من السلطة، بما في ذلك الحكومة والكنيست، لأنهم يواجهون "دولة القانون" في إسرائيل ويهددون أمنها.

وكان نواب ووزراء من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف شاركوا في اقتحام قاعدة "سدي تيمان" وفق مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال غالانت إن اقتحام القاعدتين "يضر بشكل خطير بأمن البلاد وسلطة الحكومة القائمة". وأكد في رسالته إلى نتنياهو أن "دعم المسؤولين المنتخبين ومشاركتهم بنشاط في أعمال الشغب في قواعد الجيش الإسرائيلي، مع الإدلاء بتصريحات قاسية ضد كبار ضباط الجيش، هي ظاهرة خطيرة للغاية ويجب التعامل معها على الفور". وأضاف غالانت: "الأحداث التي يحضرها وزراء وأعضاء كنيست تخدم الدعاية ضدنا".

الفلسطيني المعتدى عليه في "سدي تيمان" نقل للمستشفى بحالة صعبة

وقالت هيئة البث العبرية إن الأسير الفلسطيني الذي تعرض للتعذيب في معتقل "سدي تيمان" نقل إلى مستشفى إسرائيلي بحالة صحية صعبة. ولم تكشف الهيئة الرسمية عن اسم المعتقل أو حالته الصحية التي وصفتها بالصعبة إثر التعذيب الذي شمل الاعتداء الجنسي.

وزعمت أن المعتقل الفلسطيني من غزة "الذي كان قائد سرية تابعة لحركة حماس (نُقل) إلى منشأة سدي تيمان مباشرة من سجن عوفر (قرب رام الله) الخاضع لمسؤولية مصلحة السجون الإسرائيلية". وأضافت: "يعتبر هذا النقل استثنائيا في ضوء أمر المحكمة العليا بخفض عدد المعتقلين في سدي تيمان، ولا يزال سبب نقله غير واضح، ولكن ربما كان القصد منه عزله عن المعتقلين الآخرين".

وزارة الأسرى والمحررن في غزة: لإغلاق معتقل "سدي تيمان"

واليوم الثلاثائ، أكدت وزارة الأسرى والمحررين في غزة، أن ما يجري فيما يسمى معتقل "سدي تيمان" سيئ الصيت بحق المعتقلين من قطاع غزة هو بمثابة انتهاكات ممنهجة ومدروسة، وبتعليمات من قادة الاحتلال، ترقى إلى جرائم حرب. وقالت في بيان إن الأسرى يتعرضون للضرب والتنكيل والتعذيب، ليس بناء على شبهات ومعلومات استخباراتية ضدهم، وإنما انتقاماً وعقاباً على عملية "طوفان الأقصى" التي جرت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وطالب وزارة الأسرى، المجتمع الدولي والإنساني، بضرورة العمل الفوري والجاد على إغلاق سجن "سدي تيمان" سيء السمعة، حيث يتعرض أسرى فلسطينيون من غزة لتعذيب وإهمال طبي شديد بوحشية لم يسبق لها مثيل.

(الأناضول، العربي الجديد)