- مجاهد بركات منصور ينفذ عملية قنص متقدمة أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 7 آخرين، مظهراً مهارة عالية في استخدام التكتيكات العسكرية.
- الصحيفة العبرية "يديعوت أحرونوت" تشير إلى تحديات جديدة للأمن الإسرائيلي بعد العملية، مسلطة الضوء على استمرار التوتر والمواجهة في الضفة الغربية.
يوسع جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتماده على الضربات الجوية في الضفة الغربية المحتلة، لمختلف المحافظات والمناطق، حيث نفّذ سلاح الجو ما لا يقل عن 50 هجمة، أدت إلى استشهاد 70 فلسطينياً في الضفة منذ بدء الحرب الحالية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضلاً عن توفيره مرافقة جوية مسلّحة لعشرات العمليات العسكرية، وفقاً لما جاء في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن هذا الرقم غير مسبوق منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. وربما تعزز اعتماد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الطائرات سواء المسيّرة أو الحربية، لتفادي الوقوع في كمائن تنصبها المقاومة الفلسطينية خاصة في المخيمات، وتفادي الاحتكاك المباشر مع المقاومين في أرجاء الضفة الغربية، وربما بسبب عدم توفّر قوات كافية، من المنظور الإسرائيلي، في الضفة الغربية بسبب نقلها إلى غزة خلال الأشهر الماضية، قبل إعادة معظمها مجدداً في الآونة الأخيرة.
وزعمت الصحيفة العبرية، ما يردده القادة الإسرائيليون، بأن حركة حماس تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تحث المقاومين في الضفة الغربية على تنفيذ عمليات خلال رمضان ضد أهداف إسرائيلية وإشعال الأوضاع.
في سياق متصل، نشر الموقع معلومات بشأن عملية القنص التي أدت يوم الجمعة الماضي إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 7 آخرين بجراح، قرب رام الله، واستشهاد منفذها مجاهد بركات منصور من قرية دير إبزيع، غربي رام الله، وسط الضفة الغربية بعد نحو 5 ساعات من مطاردته.
وتبيّن أن المنفذ استخدم بندقية قنص أميركية متقدّمة، وأن أحد التوجهات التي يتم التحقيق فيها في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه حصل عليها من ضمن آلاف قطع السلاح التي تتدفق إلى الضفة الغربية وإلى المجتمع العربي داخل الخط الأخضر من المعارك في سورية والعراق.
وذكرت الصحيفة العبرية أن القناص أبدى مهارة عسكرية عالية بعد نحو عشر سنوات كان خلالها في الحرس الرئاسي الفلسطيني، وزعمت أنه "عمل في السنوات الأخيرة بصورة أساسية في تجارة السلاح".
وأضافت أنه خرج في الليلة الواقعة بين يومي الخميس والجمعة إلى مسافة مئات الأمتار من قريته، "وبدأ بإقامة مواقع قنص مهنية نسبياً لاتجاهات مختلفة".
وكان قد أطلق النار بداية باتجاه حافلة إسرائيلية، لكنّ أحداً لم يصب بأذى، فيما اعتقدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في البداية أن الحديث عن عبّوة ناسفة تم إلقاؤها باتجاه الحافلة، إلا أن العلامات التي تركتها على الحافلة لم تدع مجالاً للشك في أن الحديث عن شخص يختبئ على تل في المنطقة، لكن لم يتوقع أحد أنه يحمل سلاح قنص.
وقام ضابط إسرائيلي مسؤول عن المنطقة بأعمال بحث وتمشيط مع نائب قائد كتيبة، وأصيب كلاهما بالإضافة إلى أربعة جنود آخرين. واستمرت عملية مطاردة القناص الفلسطيني والبحث عنه حتى استشهاده نحو 5 ساعات.
وذكر تقرير الصحيفة العبرية أنه بسبب الغيوم المنخفضة نسبياً في وقت العملية، وجدت الطائرات المسيّرة والطائرات المروحية من طراز "أباتشي" صعوبة في العثور على منفذ العملية، والذي كان يطلق بين الفينة والأخرى النار من مكان اختبائه.
كما استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرات مسيّرة هجومية حاولت إلقاء متفجرات على المنفذ، ولكن بسبب المواقع الجيدة التي أقامها وملابسه السوداء التي ارتداها، كان من الصعب التعرف عليه في الظل. ولاحقاً حاول جنود من وحدة "دوفدوفان" الانقضاض عليه، لكنه تمكن وهم على مسافة ثمانية أمتار منه، من إطلاق رصاصة واحدة استقرت في رأس أحد الجنود وقتلته. وجرى تخليص الجندي المصاب من التل حين انقشعت الغيوم، فيما تمكّنت طائرة مروحية حربية من إطلاق الصاروخ القاتل الذي أدى إلى استشهاد القناص الفلسطيني.
ولفتت الصحيفة إلى أن عام 2002 شهد عملية مشابهة لوجود قناص فلسطيني بالصورة نفسها وفي المنطقة نفسها تقريباً وقتل عشرة إسرائيليين معظمهم جنود.
ويبدو أنها قصدت بذلك، عملية عيون الحرامية التي وقعت في الثالث من مارس/ آذار 2002 ونفذها قناص فلسطيني يُدعى ثائر حماد من قرية سلواد، مستهدفاً حاجزاً عسكرياً إسرائيلياً شمال رام الله، واستخدم فيها بندقية قديمة.