الاحتلال يعزز خطط صدّ أي توغل بري في الجولان المحتل لتفادي سيناريو مشابه لـ7 أكتوبر

13 اغسطس 2024
اندلاع حرائق بالجولان إثر سقوط صواريخ من لبنان، 9 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تعزيزات عسكرية في الجولان**: عاد الجيش الإسرائيلي إلى مواقع عسكرية متروكة في الجولان المحتل، مع تعزيز قواته وقدراته، مدعياً وجود عناصر من حزب الله في المنطقة.
- **إجراءات دفاعية جديدة**: اتخذت إسرائيل خطوات دفاعية جديدة، بما في ذلك استخدام مسيّرات ونشر قوات مدفعية، تحسباً لرد محتمل من إيران وحزب الله.
- **تهديدات حزب الله**: يحذر ضباط من تهديد التوغّل البري من حزب الله إلى مستوطنات حدودية، مع تعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية وتزويد القوات بوسائل متفجرة.

عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقع عسكرية متروكة في هضبة الجولان المحتل فيما يعمل على تعزيز قواته وقدراته في المنطقة، في إطار استعداداته لسيناريو شبيه بعملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من الأراضي السورية. ويدّعي جيش الاحتلال، وفق ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الثلاثاء، وجود عناصر من حزب الله في الأراضي السورية المحاذية للجولان السوري المحتل.

ومنذ بداية الحرب الحالية، تتعرض مواقع عسكرية إسرائيلية قريبة من الحدود في المنطقة العازلة لهجمات بوتيرة منخفضة جداً، من قبل جماعات موالية لإيران، وفق الادعاء الإسرائيلي، تنتشر على مسافة قريبة نسبياً وتنتظر الأوامر لفتح جبهة برية تشغل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في المنطقة.

وأشار تقرير الصحيفة العبرية إلى إجراءات دفاعية جديدة في هضبة الجولان المحتل، وأن إسرائيل تستعد من أجل صدّ أي توغل بري جماعي من خلال عدة خطوات ووسائل، بما فيها مسيّرات جديدة.

ويستمر الجيش الإسرائيلي في حالة التأهب الكبيرة، تحسباً لرد محتمل من قبل إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في الحزب فؤاد شكر في بيروت.

ويأخذ جيش الاحتلال بعين الاعتبار احتمال توجيه إيران نيراناً مكثّفة نحو أهداف عسكرية في الجولان المحتل، ولذلك اتخذ عدة خطوات استعداداً لأي سيناريوهات قد تحدث. أكثر هذه السيناريوهات تطرفاً في حال تدهورت الأمور إلى حرب واسعة رشقات صاروخية مكثّفة من آلاف القذائف والصواريخ نحو الجولان المحتل، إلى جانب محاولة آلاف العناصر الموالية لإيران التوغل في الهضبة، على غرار توغل الجيش السوري هناك في 6 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، واختراق عناصر حركة حماس للحدود قطاع غزة إلى داخل الخط الأخضر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

ويزعم جيش الاحتلال رصد إدخال وسائل قتالية إلى المناطق القريبة من حدود المناطق المحتلة في الجولان المحتل. كما يعمل على إعادة تأهيل مواقع عسكرية تتراوح أعمارها بين 60 و150 عاماً، وفق تقرير الصحيفة العبرية، والتي تحوّلت إلى مواقع تاريخية قرب الحدود. كذلك، يعيد بناء وتأهيل عوائق هندسية مثل قنوات قديمة تعيق اجتياح الدبابات، ويقوم بتدمير كل مبنى في المنطقة العازلة، والذي يتم استخدامه، وفقا للمزاعم الإسرائيلية، ضد إسرائيل، كما يتم اعتقال كل راعي أغنام "يقترب من أجل جمع معلومات استخباراتية"، أو إطلاق النار على قدمه". كما يوجد الجيش الإسرائيلي في المكان من خلال دبابات وقوات راجلة ومعدات هندسية ثقيلة، ويقيم هضابا وخنادق.

وتزعم إسرائيل أن سيناريو التوغل البري من الأراضي السورية إلى الجولان السوري المحتل يمكن أن يتحقق بمبادرة إيرانية أو في إطار حرب إقليمية.

"مفهوم دفاعي جديد" في الجولان المحتل بعد 7 أكتوبر

وأشار ضابط كبير تحدث لصحيفة يديعوت أحرونوت دون أن تسميه إلى وجود عوائق طبيعية مثل الأودية التي تؤخذ بعين الاعتبار في الخطط الإسرائيلية، كما ينشر الجيش الإسرائيلي أيضاً قوات مدفعية في المنطقة، ويرسل يومياً إلى منطقة السياج قوات من أجل تأكيد "السيادة الإسرائيلية". وبالإضافة إلى المواقع القديمة التي يعيد جيش الاحتلال تأهيلها، ونشره جنود احتياط في أرجاء الجولان، تنتشر فرق حراسة مسلّحة في المستوطنات الموجودة في المنطقة.

وقال الضابط الذي تحدث للصحيفة إنه "في أعقاب صدمة 7 أكتوبر، فإننا نتدرب على مفهوم دفاعي جديد، من قبيل الانتقال من الوضع العادي إلى الطوارئ... بالاعتماد على القوات القائمة قبل أن تصل قوات التعزيز".

كما عزز جيش الاحتلال جمع المعلومات الاستخباراتية وزوّد القوات في الآونة الأخيرة بالمزيد من الوسائل المتفجّرة الفتاكة. وأقام في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وحدة مسيّرات جديدة لعدة مهام، بينها توثيق "الأعداء" واكتشافهم، وصولاً إلى تنفيذ عمليات اغتيال. وعمل على ترقية مسيّرات من مختلف الأنواع والأحجام.

ويوم أمس الاثنين، نشر موقع والاه العبري تحذير ضباط في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال من أن "تهديد التوغّل البري" من قبل حزب الله إلى مستوطنات على الحدود مع لبنان ما زال قائماً، وبإمكان قوة الرضوان التابعة لحزب الله تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك محاولة التسلل إلى مستوطنة أو موقع عسكري.

وأضاف الضباط في حديث لموقع والاه العبري أن حزب الله لم يفعل ذلك حتى الآن لأنه "اختار عدم القيام بذلك، ومن يعتقد أن حزب الله لا يتدرب على إدخال مجموعة من المقاتلين إلى الأراضي الإسرائيلية فهو مخطئ ومضلل"، مشددين على أنه "يجب أن يكون الافتراض العملي لدى الجميع هو أن حزب الله قادر على إدخال قوات وزرع علم في مستوطنة أو موقع للجيش الإسرائيلي على الحدود، وإحراق عدد من المباني. بالنسبة إليه، يمكن أن يشكّل هذا صورة نصر، لكن عملية مثل هذه يمكن أن تؤثر على المنطقة بأكملها وقد تروّع السكان".

ولفت الضباط إلى أن الشهر الماضي أثبت أن حزب الله يواصل نشر عناصر مراقبة وقوة متقدّمة من قوات الرضوان في المنطقة الحدودية، من أجل الاستعداد لاستمرار القتال مع الجيش الإسرائيلي، مضيفين أن "هذا النشاط كبّد التنظيم خسائر فادحة، حيث تمكّن الجيش الإسرائيلي من القضاء على أكثر من 400 عنصر من عناصر حزب الله خلال أكثر من عشرة أشهر من القتال".

وقدّر مسؤولون أمنيون في حديث لموقع والاه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "ألحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية لقوة الرضوان بالقرب من الحدود، وبقدرتها على التوغل على نطاق واسع داخل الأراضي الإسرائيلية بشكل مفاجئ، ولكن في الوقت نفسه لم يلغ حزب الله نية الرد على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، لكنه يراقب الجانب الإسرائيلي ويبحث عن رد عسكري قوي من جهة، ومن جهة أخرى لا يؤدي إلى جر المنطقة إلى الحرب".