جيش الاحتلال يطبق حصار بيت لاهيا بعد جباليا ويوسع عدوانه شمالي غزة

19 أكتوبر 2024
عمليات بحث عن ناجين بعد قصف مدرسة أم الفحم في بيت لاهيا، 19 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته شمالي قطاع غزة، معززاً قواته البرية ومقتحماً مناطق جديدة مثل مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، مما أدى إلى حصارها والسيطرة عليها.
- استهدفت العمليات العسكرية المستشفيات والمراكز السكنية، مما زاد من معاناة السكان المحليين وتهجير العديد منهم، حيث تعرضت مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي للقصف.
- نفذ الجيش عمليات دهم واعتقالات في المناطق المقتحمة، مستهدفاً مراكز الإيواء، مع قصف مكثف للمربعات السكنية، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه شماليّ قطاع غزة لليوم الخامس عشر على التوالي، مع تعزيز قواته البرية في الساعات الأخيرة. ولم يكتف بالقصف الجوي والمدفعي والسيطرة الجوية على المناطق، بل اقتحم اليوم السبت المزيد من المناطق المحاذية لمخيم جباليا وأطبق الحصار على بلدة بيت لاهيا التي بدأ اقتحامها من الجهة الشرقية ليصل عزبة الكحلوت وأطراف مستشفيي الإندونيسي والعودة، بعد أيام من إطباق الحصار بالقوة النارية على مخيم جباليا والمناطق الغربية المحاذية له والسيطرة الكاملة عليه.

وبينما كان جيش الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا بالقذائف المدفعية ورصاص المُسيرات ليوهم الجميع أنه ذاهب لاقتحامها، كان ينفذ عملية اقتحام لمنطقة أخرى لا تبعد كثيراً عن المستشفى، ولكنها تضم عدداً من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء زاد النازحون فيها خلال الساعات الأخيرة مع اقتحام مخيم جباليا وتهجير السكان منه، إضافة إلى المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة الذي يجاوره.

واستهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي الطوابق العليا من مستشفيي العودة والإندونيسي، ولا يزال في المستشفيين مرضى وجرحى يتلقون العلاج إلى جانب الطواقم الطبية والإسعافية، فيما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخ بوابة مستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين كانوا يشيّعون شهداء المجازر في الساعات الأخيرة.

ونفذ جيش الاحتلال، وفق شهادات حصل عليها "العربي الجديد" عمليات دهم وتفتيش في منطقة قليبو وعزبة الكحلوت والمناطق الشرقية من بيت لاهيا، وبدأ بعمليات اعتقال للفلسطينيين في المناطق الجديدة التي اقتحمها واستهدف مراكز الإيواء في منطقة الشيخ زايد والنخيل لإخراج النازحين بالقوة النارية.

وبالتزامن مع القصف الجوي والمدفعي الذي لا يتوقف، تسيطر طائرات إسرائيلية مُسيّرة على المناطق القريبة من التوغل الإسرائيلي وتطلق الرصاص والقنابل على كل من يتحرك فيها، كما أنها استهدفت عدداً من المنازل مع بداية التوغل في مشروع بيت لاهيا.

وطوال ساعات الليل كانت الأوضاع صعبة للغاية، بدأها جيش الاحتلال بارتكاب مجزرة وصل عدد شهدائها إلى 50 شهيداً وعشرات الجرحى عندما قصف عدداً من المنازل في تل الزعتر شمالي مخيم جباليا فوق رؤوس ساكنيها. وعقب هذه المجزرة نفذ جيش الاحتلال 4 تفجيرات لمربعات سكنية في المناطق الغربية من محافظة شمال غزة متوسعاً في عمليات التفجير والنسف والتدمير والحرق، ولم تتوقف خلال كل هذا عمليات القصف المدفعي.

ودمر الاحتلال بالطيران الحربي مربعاً سكنياً بالقرب من منطقة توغله في بيت لاهيا لتمهيد الطريق لقواته، كذلك أطلق عشرات القنابل الدخانية في البلدة ومشروع بيت لاهيا في مشهد يذكر السكان بما قبل الاعتقالات التي تمت في 7 ديسمبر 2023 والتي اقتحم خلالها الجيش المنطقة وفتشها واعتقل جميع من تبقى من سكان فيها.

ولا يمكن فهم سلوك الإسرائيليين على الأرض، إذ إن العمليات تبدو وكأنها تنفيذ لـ"خطة الجنرالات"، لكنهم لا يفتحون طريقاً آمناً لخروج الفلسطينيين، وأحد التوقعات أنّ جيش الاحتلال يريد السيطرة على المنطقة بالكامل واعتقال من يعتقد أنهم من عناصر المقاومة أو مؤيديها ومن ثم إجبار من تبقى على الخروج تحت عيني جنوده إلى المناطق الجنوبية المكتظة بنحو مليوني نازح.