جماعة عراقية مسلحة تنشر فيديو للإسرائيلية المختطفة إليزابيث تسوركوف

14 نوفمبر 2023
لقطة شاشة من فيديو للإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المختطفة في العراق (إكس)
+ الخط -

نشرت جماعة عراقية مسلحة تسجيلاً مصوراً للإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المختطفة منذ مارس/ آذار الماضي في بغداد، تتحدث فيه باللغة العبرية عن عملها مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وتكليفها بمهام داخل العراق، مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة.

وهذا الظهور الأول لإليزابيث تسوركوف، عبر تسجيل فيديو يمتد لأكثر من 4 دقائق، نشرته قناة الرابعة المحلية العراقية المقرّبة من المليشيات الحليفة لإيران في العراق بصفة "تسجيل حصري"، مساء الاثنين، دون أن تشير إلى تاريخ تسجيله، لكن من مجريات الحديث عن العدوان على غزة، يظهر أنه سجل بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتُتهم "كتائب حزب الله" العراقية بالوقوف وراء خطف تسوركوف، لكن التسجيل لم يحمل أي تأكيد حول الجهة التي تتحفظ عليها، إلا أنه يؤكد وجودها على قيد الحياة بعد إشاعات حول مقتلها على يد خاطفيها.

وفي مقطع الفيديو الذي تحدثت فيه بالعبرية وجاء بترجمة مكتوبة باللغة العربية، تحدثت المختطفة عن علاقتها بالموساد الإسرائيلي ودخولها إلى العراق من أجل "تقوية الخلافات الشيعية ـ الشيعية"، وكذلك "دعم التظاهرات في العراق"، ما يشير إلى أن حديثها معد مسبقاً من قبل خاطفيها، كون تلك الاتهامات كانت توجه لمتظاهري تشرين في العراق والتيار المدني عموماً، من قبل الجماعات والفصائل المسلحة وكانت غطاء لتصفية وخطف الكثير من الناشطين والفاعلين في تيارات مدنية وعلمانية عراقية.

ووجهت تسوركوف كلامها بشكل مباشر إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقالت إنهم "إذا أرادوا رؤية أفراد أسرهم مجدداً، فعليهم وقف الحرب"، داعية عائلاتهم إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب، وضمان عودة الأسرى أحياء.

وأعلنت السلطات العراقية، بشكل رسمي، في 7 يوليو/ تموز الماضي، أنها فتحت تحقيقاً بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية دخلت إلى البلاد بجواز سفر روسي، مطلع مارس الماضي، في بغداد، وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية أنّ الحكومة تنتظر نتائج التحقيق وليس لديها تعليق آخر.

وكان نتنياهو قد أكد، في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، في وقتٍ سابق، أنّ تسوركوف اختُطفت منذ أشهر عدة في العراق، وهي في قبضة "كتائب حزب الله"، وأنها ما زالت على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، وأشار إلى أنّ المخطوفة دخلت إلى العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.

وتُعرّف تسوركوف نفسها عبر صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة مقرّها القدس المحتلة.

ولم تعلّق الحكومة العراقية لغاية الآن على تسجيل الفيديو، لكن مسؤولاً بوزارة الداخلية العراقية ببغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ المختطفة موجودة في مناطق قريبة من بغداد، وقد تكون في جرف الصخر التي تسيطر عليها جماعة "كتائب حزب الله".

وأضاف المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، في اتصال هاتفي صباح اليوم الثلاثاء، إنّ "اللجنة الأمنية العليا المشكلة بشأن المختطفة لم تتوصل لأي نتيجة حولها، وأغلب الاعتقاد أنها موجودة بمقر لإحدى الفصائل المسلحة النافذة في البلاد"، معتبراً أنّ المختطفة تسوركوف دخلت فعلياً في ملف الأسرى الإسرائيليين بعد ظهورها، وقد تكون ضمن المفاوضات الحالية بشأن الأسرى المحتجزين في غزة.

المساهمون