ليندا توماس – غرينفيلد لـ"العربي الجديد": قد لا نتوصل إلى اتفاق مع إيران

21 ابريل 2022
توماس – غرينفيلد: مستمرون بالضغط بشكل موحد على روسيا (Getty)
+ الخط -

سنعود إلى الامتثال المتبادل ببنود الاتفاق النووي إذا فعلت إيران

إذا استخدم الروس السلاح النووي في أوكرانيا سيوحّدون العالم ضدهم

الأرضية غير خصبة بعد لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل

ما نرغب به هو إسرائيل ديمقراطية ودولة آمنة للفلسطينيين

تتولى الولايات المتحدة الأميركية رئاسة مجلس الأمن الدولي في نيويورك للشهر المقبل، ومن المتوقع أن تركز على عدد من القضايا الدولية، بينها أوكرانيا والحرب الدائرة هناك. كما قادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الجهود في الأمم المتحدة لعزل روسيا دبلوماسياً ودولياً، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاثة قرارات حول الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس -غرينفيلد، في مقابلة مع "العربي الجديد" في نيويورك، أنه إذا استخدم الروس السلاح النووي في أوكرانيا فإنهم سيوحّدون العالم بأسره ضدهم.

وحذرت من أنه قد لا يتم التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، معتبرة أن واشنطن مستعدة للعودة إلى مبدأ الامتثال المشترك إذا فعلت طهران هذا الأمر.

وفي حين أكدت دعم بلادها لحل الدولتين، فإنها أشارت إلى أن الأرضية غير خصبة لإطلاق عملية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أو حتى استئناف المفاوضات، لكنها شددت على أن "ما نرغب به هو إسرائيل ديمقراطية ودولة آمنة للفلسطينيين".

* في الحرب في أوكرانيا، هل استنفدتم كل أدواتكم في ما يخص عزل روسيا في الأمم المتحدة؟ وهل تخشين من أن الإفراط في الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يؤدي إلى نتيجة عكسية؟

ــ نعمل باستمرار على تقييم أدوات جديدة ومختلفة لاستخدامها في التعامل مع العدوان الروسي في أوكرانيا. أعتقد أننا نجحنا بشكل غير عادي في عزل روسيا، حيث حاولوا استخدام حق النقض (الفيتو) ولكن لم يتمكنوا من إسكات أصواتنا، كما لم يتمكنوا من إيقاف الإدانة.

نعمل باستمرار على تقييم أدوات جديدة ومختلفة لاستخدامها في التعامل مع العدوان الروسي في أوكرانيا

تمكنّا من الحصول على تأييد أكثر من 140 دولة لتصوت لإدانتهم (في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا يمكن استخدام الفيتو على عكس مجلس الأمن). كما دعمت 140 دولة (قراراً آخر في الجمعية العامة) يدعم حاجة أوكرانيا للمساعدات الإنسانية. ونجحنا في تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان (عن طريق قرار إضافي في الجمعية العامة). لذلك سنستمر مرة أخرى في تقييم الأدوات الأخرى المتاحة لدينا.

مستمرون في الضغط بشكل موحد، وخاصة في ما يتعلق بفرض عقوبات على الروس في مجالات مختلفة. أعتقد أنهم فوجئوا بمدى قدرتنا على توحيد أوروبا وبقية العالم. لذا مرة أخرى، المزيد قادم.

* هل تعتقدين أن هناك تهديداً محتملاً للروس باستخدام الأسلحة النووية؟ وماذا ستفعلون في هذه الحالة؟

ــ نأمل ألا يلجأ الروس إلى استخدام السلاح النووي. وتحدث وزير الخارجية (الروسي سيرغي) لافروف (الإثنين الماضي) عن أنهم سيستخدمون الأسلحة التقليدية فقط. ولكن سنحكم عليهم من خلال أفعالهم، وليس كلامهم.

دون شك (إذا استخدموا الأسلحة النووية) ستتم إدانتهم بشدة. لقد وقعوا على اتفاقيات ضد استخدام الأسلحة النووية، وأعتقد أنه إذا اتخذوا قراراً بالقيام بذلك، فسوف يوحّدون العالم بأسره ضدهم. أما البلدان القليلة التي تدعمهم، فباستثناء حفنة منها، ستعيد تقييم دعمها لروسيا، إذا استخدمت الأسلحة النووية في هذه الحرب ضد الشعب الأوكراني.

* يبدو أن الاتفاق النووي الإيراني وصل إلى طريق مسدود. هل هي مسألة وقت قبل أن تعلن وفاته؟ وهل تتوقعين أن يناقش مجلس الأمن مجدداً قريباً هذه القضية؟

ــ كما أشرتِ، لا يوجد لدينا اتفاق وقد لا نتوصل إلى ذلك. لكن الرئيس (جو بايدن) تعهد بأننا سنعمل على ضمان عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية أبداً.

لم يُطرح (موضوع الاتفاق) في مجلس الأمن، ولكن إذا تم طرحه في مجلس الأمن، فنحن على استعداد للتصويت، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك للعالم. وكان هذا أحد المجالات التي تمكنّا فيها من العمل بشكل وثيق مع جميع أعضاء مجلس الأمن.

أعتقد أنهم جميعاً يريدون أن تنجح "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي الإيراني)، وعودة الولايات المتحدة للاتفاقية، وكذلك تنفيذ بنودها بالكامل. وفي حال تم عرض الموضوع على المجلس فأعتقد أن إيران ستسمع أن العالم يريد اتخاذ إجراء في هذا المجال.

وإيران هي التي أعاقت هذه الجهود. اتفقنا على أننا سنعود إلى الامتثال المتبادل إذا عادوا إلى الامتثال المتبادل. وهذا هو جوهر ما نحن فيه الآن. نحن على استعداد، وهم ليسوا كذلك.

* في ما يتعلق بليبيا، فأنتم تدعمون ستيفاني وليامز (مستشارة الأمين العام للشأن الليبي). لكن على الرغم من جهودها يبدو أنها لم تعد قادرة على دفع الأمور إلى الأمام. كذلك لا يوجد للأمين العام (أنطونيو غوتيريس) مبعوث خاص لليبيا حتى الآن. هل تعتقدين أن مجلس الأمن فشل في ما يخص ليبيا؟

ــ "الفشل" ليست كلمة سأستخدمها (لوصف الوضع). سأقول إننا مستمرون بالعمل على الأمور. وستيفاني وليامز قامت بجهود جبارة لتوصلنا للمكان الذي وصلنا إليه.

الفشل ليست كلمة سأستخدمها لوصف الوضع في ليبيا

أعتقد أنه مهم أن يكون هناك مبعوث خاص للأمين العام (في ليبيا)، وأن يكون على استعداد للذهاب إلى ليبيا، وأن يتمكن/ تتمكن من القيام بمهامه. وندعم الأمين العام في جهوده المتعلقة بتعيين مبعوث خاص.

وأعتقد أن قراره بتعيين ستيفاني وليامز مستشارة خاصة كان خطوة مهمة دفعت العملية إلى الأمام، وسهلت الجهود التي أوصلتنا إلى حيث نحن. ودعمنا هذه العملية، وعلينا أن نستمر بذلك، ولم نيأس ولا أعتقد أننا سنيأس أبداً.

* عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، يقول نقادكم إن امتناعكم عن اتخاذ خطوات حاسمة يكشف عن معايير مزدوجة. على سبيل المثال تقديمكم لنحو 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية السنوية لإسرائيل. وسؤالي هنا، ما هي الخطوات التي تتخذونها للضغط على الإسرائيليين لإنهاء الاحتلال؟ وهل لديكم تعليقات على الأحداث الأخيرة في القدس الشرقية المحتلة؟

ــ في ما يخص الجزء الأخير (من سؤالك). نحن قلقون للغاية بشأن العنف في القدس، لا سيما خلال عطلة نهاية الأسبوع (الماضي). ودعونا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لتجنب أي أعمال قد تكون استفزازية، وتجنب الخطاب الذي قد يكون استفزازياً، والحفاظ على المكانة التاريخية للحرم الشريف وجبل الهيكل، إنهما حقاً يمثلان السلام.

من حيث دعمنا لإسرائيل، نحن ثابتون في التزامنا بأمن إسرائيل، وسنعمل على تعزيز جميع جوانب علاقتنا مع إسرائيل. كجزء من سياسة الولايات المتحدة نؤيد، وبشكل كامل، حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من "حماس" والجماعات الإرهابية الأخرى.

حل الدولتين هو ما نريد رؤيته يتحقق

لكن الرئيس (بايدن) كان واضحاً أنه في الوقت الذي نلتزم فيه بأمن إسرائيل، فإن ما نرغب برؤيته هو إسرائيل ديمقراطية، ودولة آمنة للفلسطينيين. حل الدولتين هو ما نريد رؤيته يتحقق. وإذا حدث ذلك، أعتقد أننا سنرى الأمن والسلام للفلسطينيين، وسنرى الأمن والسلام للشعب الإسرائيلي. كلا الجانبين يستحق ذلك.

* ولكن قد تتفقين معي بأن علاقات القوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير متكافئة. هناك المحتل الإسرائيلي وهناك الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال. والسؤال هو لماذا ستُعير إسرائيل أي اهتمام لبيانات واعتراضات على الاستيطان أو الاحتلال، إذا لم تكن هناك أي عواقب لاحتلالها وتوسعها الاستيطاني وغيره؟

ــ نعمل مع الجانبين على كل هذه القضايا. كنت في المنطقة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. لقد عقدت اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع، ثم ذهبت إلى الضفة الغربية والتقيت بالسلطة الفلسطينية أيضاً، للحديث عن كيفية تحريك هذه العملية قدماً. وسنواصل العمل بلا كلل للتقريب بين مواقف الجانبين، حيث إنها متباعدة.

من الواضح أن الأرضية غير خصبة بعد لإطلاق عملية سلام، أو حتى استئناف المفاوضات. لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل من أجل الوصول إلى هذه النقطة.

نحن نعمل أولاً على منع أي إجراءات من كلا الجانبين تزيد من التوترات. وقد أثرت هذا مع نظرائي الإسرائيليين، وهدفنا هو حل دولتين متفاوض عليه. ونحن نشجع الجانبين على عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تجعل الوصول إلى هذا الهدف صعباً.

* في ما يخص اليمن، ما مدى تفاؤلكم بأن يتم الالتزام بوقف إطلاق النار، إذا قارنا ذلك بمرات سابقة؟ إلى أي مدى تشعرون بالقلق على الأوضاع الإنسانية واستمرار نقص التمويل لصندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية؟

ــ نحيي الأطراف على تحركها في هذا الاتجاه. نرى ذلك أمراً مشجعاً، أي أن يكون لديهم اتفاق لوقف إطلاق النار والحفاظ عليه. وسنواصل العمل لدعم هذه الجهود.

نشعر بقلق عميق بشأن الوضع الإنساني على الأرض في اليمن

كما تعلمين، مبعوثنا الخاص (إلى اليمن تيم ليندركينغ) على الأرض يدعم هذا المجهود. (أنهى أخيراً جولة في المنطقة استمرت ثلاثة أسابيع). في ما يخص الجانب الإنساني، نشعر بقلق عميق بشأن الوضع الإنساني على الأرض، ولهذا السبب فإن عملية السلام ووقف إطلاق النار مهمان للغاية، حتى نتمكن من مواصلة البحث عن طرق لإيصال المساعدة الإنسانية على الأرض.

وأنا أحيي جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة (لليمن) هانس غروندبرغ، وأعتقد أن جهوده ساهمت في ما توصلنا إليه. لكن الأمر لن ينتهي إلا حين نصل بهم إلى اتفاق كامل على وقف دائم لإطلاق النار، ونجعل جميع الأطراف تجلس حول طاولة المفاوضات، من أجل أن نجد طريقاً للمضي قدماً، ما يسمح للشعب اليمني بالعيش بسلام وأمان. وهذا لن يحدث طالما استمروا في القتال.

يمكن للشعب اليمني أن يعتمد على الدعم الإنساني من حكومة الولايات المتحدة. نحن من أكبر الجهات المانحة (لصندوق المساعدات) الإنسانية للوضع على الأرض هناك. وسنواصل البحث عن طرق لدعم الشعب اليمني.

سيرة ليندا توماس ــ غرينفيلد

تولت ليندا توماس - غرينفيلد منصبها كسفيرة لبلادها لدى الأمم المتحدة في فبراير/ شباط 2021، بعد مصادقة الكونغرس الأميركي على تعيينها.

تحمل معها خبرة أكثر من 35 سنة في السلك الدبلوماسي الأميركي، حيث شغلت عدداً من المناصب رفيعة المستوى، بينها منصب سفيرة بلادها في كل من ليبيريا وباكستان وكينيا وغامبيا ونيجيريا وجامايكا، كما في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف.

كما شغلت مناصب إضافية رفيعة المستوى، بينها منصب النائبة الأولى لمساعد أمين مكتب الشؤون الأفريقية (2006-2008)، ونائبة مساعد أمين مكتب السكان واللاجئين والهجرة (2004-2006)، كما شغلت منصب المديرة العامة للسلك الدبلوماسي ومديرة الموارد البشرية (2012-2013)، حيث قادت الفريق المسؤول عن القوة العاملة في وزارة الخارجية الأميركية، التي يبلغ قوامها 70 ألف شخص.

المساهمون