تشكيل حكومة الاحتلال: توقعات بنقل ريفلين التكليف الحكومي للبيد خلافاً لتصريحاته السابقة
مع بقاء 11 يوماً على المهلة الرسمية الممنوحة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة جديدة، تزداد التوقعات بأن يتجه رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين، في الرابع من مايو/أيار المقبل، الموعد النهائي للمهلة الرسمية الأولى لنتنياهو، إلى نقل التكليف لتشكيل الحكومة لزعيم حزب "ييش عتيد" يئير لبيد، وعدم منح نتنياهو مهلة إضافية من 14 يوماً، علماً بأنه يحق لنتنياهو طلب مثل هذه المهلة الإضافية.
وتأتي هذه التوقعات، على الرغم من أن ريفلين كان أعلن مع تسليم التكليف الرسمي لنتنياهو، بأنه ليس متفائلاً بفرص تشكيل حكومة، وأنه قد لا ينقل التكليف لمرشح آخر، بل سينقل الملف مباشرة للكنيست، ويمنحه مهلة 14 يوماً لترشيح أحد أعضائه لتشكيل الحكومة، شرط تقديم 61 توقيعاً على الأقل من أعضاء الكنيست على مرشح للحصول على تكليف لتشكيل الحكومة.
ووفقاً للوضع الحالي، فإن نتنياهو لا يستطيع تشكيل حكومة حتى في حال انضمام حزب "يمينا" لائتلاف تحت رئاسته، إذ يملك نتنياهو دعم 52 نائباً في الكنيست من أصل 120، وحتى في حال انضمام حزب "يمينا" الذي يملك 7 مقاعد، لن يكون بمقدوره نيل الثقة من الكنيست، إذ يحتاج إلى تأييد 61 نائباً من أصل 120، أو تشكيل حكومة ضيقة لا يعارضها 61 نائباً في الكنيست.
في المقابل، وعلى الرغم من المساعي التي يبذلها يئير لبيد لتحسين فرص الحصول على التكليف، عبر إقناع حزبي "يمينا" و"تكفا حداشاه" بتغيير التوصية عند الرئيس الإسرائيلي كي يحظى بتوصية من 59 نائباً في الكنيست، خلافاً لوضعه الحالي حيث حصل لغاية الآن على توصية من 45 نائباً، ومحاولته الحصول على توصية من القائمة المشتركة للأحزاب العربية الثلاثة (الجبهة والتجمع والعربية للتغيير) ، وتوصية من القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، التي انشقّت عن القائمة المشتركة، لم تتكلّل جهوده بالنجاح لغاية الآن.
وعلى الرغم من التوتر والقطيعة بين "الليكود" بقيادة نتنياهو وبين حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت، وإعلان الأخير أنه سيسعى لتشكيل حكومة بديلة وتجنيب إسرائيل انتخابات خامسة خلال أقل من عامين، إلا أن الخلافات داخل المعسكر المناهض لنتنياهو لا تؤشر إلى اقتراب أعضاء المعسكر إلى نقطة تمكّنهم من التغلب على الخلافات بينهم، لا سيما مع شروط حزب "يمينا" بأن يكون صاحب فيتو في القرارات الأيديولوجية، من جهة، إلى جانب خلافات بين مختلف الشركاء في المعسكر حول توزيع الحقائب الوزارية.
مع ذلك، أعلن رئيس منظمة "الليكود" العالمية، داني دانون، خلافاً لنواب في "الليكود"، ولدعاية نتنياهو بأن نفتالي بينت يعرقل تشكيل حكومة يمين في إسرائيل بسبب مطامعه الشخصية بترؤس الحكومة على أساس 7 مقاعد فقط، أن الأيام المقبلة قد تشهد مفاجآت لجهة تمكّن نتنياهو من الوصول إلى حلّ يمكّنه من تشكيل حكومة جديدة، على الرغم من حالة التشاؤم التي يبثها "الليكود" ونتنياهو.
وكان "الليكود" قد كثف، بموازاة الهجوم على نفتالي بينت، من الضغوط على وزيرة العدل السابقة وشريكة نفتالي بينت في قيادة حزب "يمينا" أيليت شاكيد، في محاولة لاستمالتها للانضمام لـ"الليكود"، فيما قال عناصر في "الليكود"، إن الأخير يراهن في ظل الوضع الحالي، على أن تكون شاكيد الأكثر تشدداً في المفاوضات مع الشركاء من اليسار، وبالتالي أن تحبط تشكيل حكومة بقيادة لبيد.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المتبقية من المهلة الممنوحة لنتنياهو، تصعيداً شديد اللهجة منه ضد المعسكر المناهض له، من جهة، وتكثيف الدعوة لانتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة أو حتى استفتاء على رئاسة الحكومة بادعاء أن أغلبية الإسرائيليين صوتوا لأحزاب اليمين، وفقاً لما أفرزته الانتخابات الأخيرة من جهة أخرى، وأن الظروف التي تحيط بإسرائيل والتحديات التي تواجهها تلزم تشكيل حكومة يمين قادرة على مواجهة الملف النووي الإيراني وإدارة الرئيس جو بايدن، وليس حكومة يسار تعتمد على دعم من الخارج من القائمة المشتركة للأحزاب العربية.