توزيع أراض في سيناء على عناصر المجموعات القبلية

07 فبراير 2023
تجمع بجنوب سيناء، 10 يناير الماضي (سيليستينو أرسي/Getty)
+ الخط -

بدأت قوات الجيش المصري تنفيذ مشروع توزيع أراض مملوكة للدولة، على عناصر المجموعات القبلية التي كان لها الدور البارز في طرد تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" من محافظة شمال سيناء خلال العام الماضي، بعد عشر سنوات من الصراع بين الطرفين.

وفي التفاصيل، كشف أحد مسؤولي المجموعات المسلحة التي قاتلت إلى جانب الجيش المصري على مدار العام الماضي، لـ"العربي الجديد"، أن ضباطاً رفيعي المستوى أبلغوا قادة المجموعات القبلية المسلحة التي قاتلت في كافة مناطق سيناء، أنه سيتم توزيع أراض للاستفادة منها في الزراعة والتجارة، بمساحات مختلفة، على المقاتلين من دون مقابل مالي مدى الحياة، بشرط الاستفادة العملية منها وعدم تركها. بخلاف بقية المواطنين في سيناء الذين فُتح لهم باب التسجيل للحصول على أراض زراعية للاستفادة منها مؤقتاً مقابل دفع مبلغ مالي سنوي.

توزيع أراض على عناصر القبائل

وأضاف المسؤول القبلي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحديث المبدئي يدور على منح كل مقاتل تم تسجيل اسمه لدى أجهزة الاستخبارات المصرية خلال فترة القتال، ما مساحته خمسة أفدنة (نحو 20 ألف متر مربع) للاستفادة الدائمة منها بلا مقابل.

وأشار إلى أن عشرات المقاتلين في انتظار البدء الفعلي لتوزيع الأراضي خلال الأيام المقبلة، للبدء في استكمال حياتهم، وفتح مشاريعهم الخاصة في الزراعة والتجارة وتربية الطيور والحيوانات بعد انتهاء المهمة التي أوكلت إليهم، وهذا يعني عملياً سحب السلاح بشكل كامل من المقاتلين، ونقله مجدداً إلى مخازن قوات الجيش.


أحد شيوخ بئر العبد: سيتم تسليم الأرض جاهزة بالمرافق من كهرباء ومياه وطرق

وكشف أحد شيوخ مدينة بئر العبد لـ"العربي الجديد"، أنه عقد لقاء بحضور قائد الجيش الثاني الميداني اللواء محمد ربيع ومحافظ الوادي الجديد، واللواء محمد الزملوط، وعدد كبير من أبناء سيناء وجزء من المقاتلين البدو مع الجيش.

وأضاف: "دار الحديث عن مرحلة ما بعد انتهاء المعركة القتالية وبدء معركة التنمية، ونقلت القيادات العسكرية وجود قرار باستصلاح 25 ألف فدان (نحو 102 كيلومترين مربعين) كدفعة أولى، جنوبي مدينة بئر العبد ومحيطها، من خلال تقديم طلب في مقر الفرقة 18. ويتم التقديم بحق الانتفاع مقابل قيمة مالية تسدد سنوياً".

وأشار الشيخ إلى أنه سيتم تسليم الأرض جاهزة بالمرافق من كهرباء ومياه وطرق. وأوضح أن الاتفاق على توزيع الأراضي، سواء على المدنيين أو المقاتلين، جاء بعد جلسة مطولة لتقديم تسهيلات حياتية لسكان سيناء، وذلك بين قادة في الجيش وفي جهاز الخدمة السرية والمخابرات الحربية، والأمن الحربي، ووزارة الداخلية، واتحاد قبائل سيناء، واتحاد قبائل بئر العبد، وممثلين عن كل المجموعات القبلية، بالإضافة إلى جهاز شؤون القبائل.

وكشف الشيخ أن الاجتماع هدف إلى وضع كشوفات بأسماء المقاتلين المستحقين للأراضي، للبدء في توزيعها خلال الفترة القريبة المقبلة، بعد تجهيز البنى التحتية اللازمة للمناطق التي سيتم التوزيع فيها، التي ستكون غالبيتها في مناطق غرب سيناء، بعيداً عن مدن رفح والشيخ زويد والعريش.

تركيبة مقاتلي سيناء

ويقدّر عدد المقاتلين من أبناء القبائل والعائلات الكبرى في سيناء بألف مقاتل، من قبائل الترابين والسواركة والارميلات والبياضية والأخارسة والدواغرة، وتتسلح بأكثر من 600 قطعة سلاح خفيفة، و100 قطعة سلاح متوسطة المدى، و50 سيارة جيب مصفحة، جرى منحها للقبائل خلال فترة ملاحقة تنظيم "داعش"، بخلاف مئات سيارات الدفع الرباعي التي لم يسمح بدخولها سيناء لولا الحملة ضد التنظيم.


مسؤول قبلي: حديث عن منح كل مقاتل 5 أفدنة

ويشار إلى أن قوات الجيش والمخابرات الحربية استعانت بالمقاتلين البدو لملاحقة تنظيم "داعش" منذ مطلع عام 2017 بشكل رسمي، بيد أن تدخّل البدو، وعلى وجه التحديد قبيلة الترابين، لم يؤتِ ثماره بالشكل المطلوب إلا في مطلع العام الحالي، بعد توسع القاعدة البدوية المستعان بها، لتشمل قبيلتي السواركة والارميلات، التي أحدثت فارقاً مهماً في عملية طرد "داعش" من شمال سيناء.

وخلال المشاركة مع الجيش، فقدت المجموعات القبلية العشرات من أفرادها، وكذلك دفعت من أموالها لشراء أسلحة وسيارات جيب ومواد للمقاتلين على الأرض. وطمح المقاتلون البدو من خلال مساندة الجيش والمخابرات في معركتهم ضد "داعش" إلى نيل الكثير من الامتيازات، التي تشمل التحرك بأريحية من سيناء وإليها، وإسقاط أي تهم سابقة في محاكم الدولة، والحصول على فرص عمل في المؤسسة العسكرية أو مشاريع الجيش المصري في سيناء.