توافق بين السيسي وقادة السودان على التنسيق ورفض الملء الثاني لسد النهضة

06 مارس 2021
صورة أرشيفية من لقاء السيسي بحمدوك قبل عامين في القاهرة (Getty)
+ الخط -

أكدت الرئاسة المصرية التوافق بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك على أن "المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد، مع التشديد على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق".

وكان السيسي قد وصل في وقت سابق اليوم السبت إلى الخرطوم، في أول زيارة له منذ سقوط نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير في عام 2019، وتكوين السلطة الانتقالية الجديدة في البلاد.

وذكرت الرئاسة في بيان عن اللقاءات التي عقدها السيسي خلال زيارته للخرطوم اليوم مع القادة السودانيين، أنه تم الاتفاق على "تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية، للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يكون ملزماً قانونياً ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان، خاصةً من خلال دعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في هذا الملف".

وأضافت الرئاسة المصرية في بيانها: "قدموا له الشكر على المواقف الداعمة للخرطوم في مختلف المجالات، لمواجهة تداعيات الأزمات المختلفة، وكذلك المساهمة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي المواقف المصرية التي تأتي انعكاساً للعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع البلدين، والتي يعول السودان على استمرار تلك المواقف الداعمة له في مختلف المحافل الإقليمية والدولية".

واتفق الجانبان على تفعيل المشروعات المشتركة بين مصر والسودان وتعزيز آفاق التعاون بينهما على مختلف الأصعدة، خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، مؤكدين ما يجمع الشعبين المصري والسوداني من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك، وأشادوا بما تشهده العلاقات الثنائية مؤخراً من "زخم كبير، بما يعكس إرادة سياسية للارتقاء بتلك العلاقات إلى آفاق أوسع، خاصةً في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك".

وشدد السيسي على "استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان في كافة المجالات، والاهتمام  بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين، وعلى نحو يجعل العلاقات المصرية السودانية نموذجاً يُحتذى به للشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادي، ومساندة مصر لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في السودان خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقاً من قناعة راسخة لدى المصريين بأن أمن واستقرار السودان يُعدان جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، وأن يد مصر دائماً وأبداً ممدودة للتعاون والخير والبناء للسودان كنهج استراتيجي ثابت".  

وتطرقت المباحثات إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً تطورات الأوضاع بمنطقة الحدود السودانية الإثيوبية والتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية المتاخمة لإثيوبيا.

وأشارت الرئاسة المصرية إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار احترام السودان للاتفاقيات الدولية المنشئة للحدود، وسعيها الدائم لتأكيد سيادة الدولة بشكل سلمي ودون اللجوء للعنف.

وفي إطار العلاقات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة، أشاد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بزيارة السيسي التي قال إنها جاءت في وقت يمر به السودان بمرحلة انتقالية صعبة تحتاج إلى دعم الأصدقاء والأشقاء، مشيراً إلى أنه ناقش مع السيسي كل ملفات التعاون المشترك، وأنهما توصلا إلى رؤى واحدة، ذكر أنها ستسهم في تقدم وبناء واستقرار الدولتين.

كما تم التباحث حول مختلف المستجدات في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، حيث عكست المناقشات "تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حالياً المحيط الجغرافي للدولتين".

المساهمون