قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تامير هايمان، إنه يتوجب النظر إلى سلسلة "الحوادث الغامضة" التي تشهدها إيران حالياً، ومن ضمنها وفاة عالمَين ومقتل قائد في الحرس الثوري، والهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها مرافق حيوية في طهران، في "إطار استراتيجي شامل وليس كعمليات منفصلة".
وفي سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر" اليوم الأحد، ربط هايمان، الذي يشغل حاليا منصب مدير "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، بين هذه الحوادث والاستراتيجية التي يتبناها رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينت لمواجهة إيران، والتي يطلق عليها "الموت بألف طعنة".
وحذر من أنه في حال كان الهدف من هذه العمليات الدفع نحو إسقاط النظام في طهران، فإن هذا يعني أن المواجهة ستطول، على اعتبار أنها ستشمل آلاف العمليات التكتيكية كبديل عن المواجهة الشاملة، مستدركاً أن "أياً من الطرفين غير معني بذلك".
ولفت إلى أنه يتوجب النظر إلى هذه العمليات في إطار سلسلة التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية، والتي كان آخرها لقاء بينت بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي في تل أبيب قبل يومين، واجتماع مجلس محافظي الوكالة هذا الأسبوع، وفي ظل تعثر مفاوضات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الأصلي الذي توصلت إليه دول كبرى وإيران في 2015.
وأشار إلى أن هناك علاقة بين سلسلة الحوادث الغامضة التي تشهدها إيران والبيانات التي أصدرها مجلس الأمن القومي التابع لديوان بينت، والتي حذرت الإسرائيليين من السفر إلى دول محددة، من ضمنها تركيا، خشية تعرّضهم لعمليات انتقام إيرانية.
وامتدح هايمان إحاطة وفاة العالمين والهجمات الإلكترونية ضد إيران بـ"الغموض"، وتحديدا بعد أن سرّبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها مسؤولة عن تصفية العقيد حسن صياد خدايي، نائب قائد وحدة "840"، التي تدّعي إسرائيل أنها مسؤولة عن تنفيذ العمليات الخارجية في "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري.
ودعا هايمان إلى ملاحظة ردة فعل إيران على وفاة العالمين والهجمات الإلكترونية، مشيراً إلى أنه في حال اتجهت طهران إلى تحميل إسرائيل المسؤولية عن هذه الحوادث، فإن هذا يزيد من دافعيتها للانتقام في إطار ما يطلق عليه الإيرانيون "معادلات الردع".
وكان موقع صحيفة "معاريف" قد قدّر، أمس السبت، أن مفاوضات فيينا ستفضي في النهاية إلى العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، رغم الخلاف الأميركي الإيراني بعد قرار إدارة الرئيس جو بايدن الإبقاء على الحرس الثوري ضمن قائمة واشنطن لـ"التنظيمات الإرهابية".
واعتبرت "معاريف" أن العودة للاتفاق النووي هو أفضل الخيارات في الوقت الحالي لإسرائيل، لأنه يمنح جيش الاحتلال "الوقت الكافي لإعداد الإمكانيات اللازمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية"، ويحول دون تمكن إيران من تخصيب اليورانيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.