استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل الإسرائيلية**: عبرت والدة أحد المحتجزين عن قلقها، ودعت نتنياهو لدعم الصفقة، فيما أشار محللون إلى أن محاولة الاغتيال قد تؤدي إلى تأخير مؤقت في الاتصالات.
- **موقف حماس واستمرار الأزمة**: أكدت حماس أن الضيف بخير، فيما تتعمق الأزمة بين نتنياهو وكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، مما قد يحبط المفاوضات.
والدة أحد المحتجزين قلقة من تأثير محاولة اغتيال الضيف على الصفقة
قيادي كبير في حماس أكد أن محمد الضيف بخير بعد الغارة الإسرائيلية
اختار نتنياهو في الآونة الأخيرة تحديد متطلبات إضافية بشأن الصفقة
ينظر أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بقلق إلى التأثير المحتمل لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، اغتيال القيادي في كتائب القسام محمد الضيف، ونائبه رافع سلامة، على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين مع حركة حماس. ويرى عدد من المحللين أن هذه المحاولة ستعوق الصفقة ولو إلى حين، فيما اعتبر آخرون أن تأثيرها سيتطلب بعض الوقت حتى يتضح. وكان لافتاً تجاهل الإعلام العبري بتعاطيه مع العملية، المجزرة الفظيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في منطقة المواصي في خانيونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
من خلال مقطع فيديو، نشرته خلال مشاركتها في مسيرة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، عبّرت والدة أحد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، عن قلقها إزاء تأثير محاولة اغتيال الضيف على الصفقة، داعية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للإعلان عن تأييده للصفقة. وأضافت عيناف تسناغكاوكر مخاطبة نتنياهو: "لقد حصلت الآن على صورة النصر (بمحاولة الاغتيال) والآن كف عن إفشال الصفقة وقم بتحقيقها. جميعنا مع محاسبة قتلة حماس، ولكن ليس على حساب حياة أعزائنا واحتمالات أن نستعيدهم".
وذكرت الصحافية والمحللة السياسية في القناة 12 العبرية، دانا فايس أن "التقديرات في إسرائيل هي أن محاولة تصفية محمد الضيف قد تؤدي إلى تأخير مؤقت في الاتصالات الخاصة بالصفقة، لكنها قد تؤدي في المستقبل إلى تسريع الصفقة"، معتبرة أن محمد الضيف "كان أحد العوامل التي قادت المعارضة للتوصل إلى تسويات. وترى مصادر ضالعة في المفاوضات أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لأن حماس في نقطة ضعف"، على حد زعمها.
من جانبه، اعتبر الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، عبر القناة نفسها، أن "استهداف الضيف له ضرر معنوي قد يؤدي إلى تغيير في اتخاذ القرارات من قبل يحيى السنوار (رئيس حركة حماس في غزة). الضغط عليه الآن كبير جداً. من الممكن أن يستعرضوا (في حماس) عضلاتهم على المدى القصير حتى فيما يتعلق بالصفقة، لكن في المستقبل قد يدفع هذا السنوار للتحرك عندما يعلم أن السيف قريب من رقبته. لكن كل هذه الأمور ليست بديلاً عن القرارات السياسية التي يتعين علينا اتخاذها".
أما المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل، فاعتبر أن محاولة اغتيال الضيف تحمل رسالة إلى قيادة حركة حماس، ولكن ظهور تأثيرها على المفاوضات سيتطلب بعض الوقت. وتنتظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الحصول على تأكيد بشأن نجاح اغتيال الضيف، وفق الكاتب الإسرائيلي، "ومن المحتمل أن تحاول المنظمة (حماس) إبقاء الإجابة غامضة لفترة طويلة. فيما تشتد في هذه الفترة، حدة الأزمة بين نتنياهو وكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، الذين يجزمون بأنه يماطل من أجل إحباط قدوم اليوم التالي (للحرب)".
حماس تؤكد أن الضيف بخير
وبهذا الخصوص أكد قيادي كبير في حماس لوكالة "فرانس برس" الأحد أن قائد كتائب القسام محمد الضيف بخير، قائلاً شريطة عدم الكشف عن اسمه، "القائد محمد الضيف بخير ويشرف مباشرة على عمليات القسام والمقاومة".
وقال هارئيل "لقد نجا الضيف، مصاباً بكدمات، وفي بعض الأحيان سالماً تماماً، من عدد كبير من محاولات الاغتيال السابقة. وثانياً، من الصعب معرفة كيف سيؤثر مقتل الضيف، إذا كان قد قُتل بالفعل، في سلوك منظمته. ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه الضربة إلى زيادة الضغط العسكري على حماس. والسؤال هو ما إذا كانت ستعوق إنجاز صفقة مختطفين (المحتجزين)، رغم أن فرصة تنفيذها تبدو ضئيلة أساساً على خلفية الخلاف الداخلي بين القيادة الإسرائيلية".
وتابع: "في هذه الأثناء، وفي وقت مصيري للمضي قدماً في صفقة المختطفين، تتعمق الأزمة إلى حد الصدع الخطير بين نتنياهو ومسؤولين كبار. ويصف رؤساء المؤسسة الأمنية منذ أكثر من أسبوع بأن هناك فرصة لن تتكرر للتوصل إلى اتفاق مع حماس منوطة بتنازلات متعددة. لكن نتنياهو يختار تشديد مواقفه المعلنة في المفاوضات بشكل قد يحبطها". ويرى الكاتب أن الجمهور الإسرائيلي "لم يستيقظ بعد ويدرك خطورة القرارات المطروحة على جدول الأعمال. وتشير أحدث استطلاعات الرأي العام إلى تأييد واسع النطاق للصفقة (والتعجيل باستقالة نتنياهو)، لكن هذا لم يترجم بعد إلى تظاهرات ضخمة في الشوارع".
واختار نتنياهو في الآونة الأخيرة تحديد متطلبات إضافية بشأن الصفقة، أبرزها منع عودة "مسلحي" حماس وأسلحتهم إلى شمال القطاع، شمال محور نيتساريم الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي ويقسم القطاع إلى قسمين، والحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا ومعبر رفح. وينظر فريق المفاوضات الإسرائيلي إلى هذه المطالب بأنه سيكون من الصعب جداً فرضها على حماس، وقد تؤدي إلى توقف الاتصالات لعدة أشهر، وذلك في وقت اعتقد فيه مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع قليلة، وحذّروا من أن تأخير التفاهمات هذه المرة قد يكلف حياة المزيد من المحتجزين الإسرائيليين الـ 120 في قطاع غزة. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن أكثر من نصفهم ليسوا على قيد الحياة.