دفع مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أمس الأحد، بقرارات جديدة أجرى من خلالها تغييرات في قيادة المحافظات شرقي البلاد، من خلال تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب "المؤتمر الشعبي"، مقابل تقليص نفوذ حزب "الإصلاح".
فقد أطاح مجلس القيادة الرئاسي محافظ سقطرى، المحسوب على حزب "الإصلاح"، رمزي محروس، وعيّن رئيس فرع المجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، رأفت الثقلي، محافظاً جديداً لمحافظة أرخبيل سقطرى، كما عيّن المجلس الرئاسي، البرلماني الشيخ مبخوت بن ماضي، محافظاً جديداً لمحافظة حضرموت، خلفاً لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج البحسني.
وحسب مصدر رفيع في قصر المعاشيق، أكد لـ"العربي الجديد" أن التغييرات التي طاولت محافظات سقطرى وحضرموت، ستتبعها قرارات لتغييرات في باقي المحافظات بالمناطق المحررة، وكان قد سبقها تغيير محافظ في شبوة". مؤكداً أن التغييرات جاءت بتوافق جميع أعضاء مجلس القيادة، ولا توجد خلافات حول الأسماء المعلنة"، كما أكد أن محافظ عدن أحمد حامد لملس باقٍ في منصبه حالياً.
ورفض المصدر الحديث إذا ما كانت التغييرات تأتي ضمن محاصصة بين جميع الأطراف أم أنها بين طرفين محددين، كالانتقالي وحزب "المؤتمر".
وتشير التغييرات الحالية إلى أن محافظات شرقي اليمن تشهد تقليصاً لنفوذ حزب "الإصلاح" (الإخوان المسلمون)، وتمكين كل من المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، فيما يبدو للمتابعين أنها محاصصة جديدة بين الطرفين، فسقطرى أصبحت من نصيب الانتقالي إلى جانب عدن، فيما حضرموت انضمت إلى "المؤتمر" إلى جانب محافظة شبوة، بعد استبعاد القيادات الموالية لحزب "الإصلاح" والرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، من شبوة وسقطرى ووادي حضرموت.
وحسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن محافظ سقطرى الجديد رأفت علي إبراهيم الثقلي، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، هو شخصية دينية محسوب على السلفيين، المنخرطين في المجلس الانتقالي الجنوبي، والثقلي هو من أبناء أرخبيل سقطرى، وشارك في قيادة حملات الانتقالي للسيطرة على جزيرة سقطرى، وطرد قوات "الشرعية" وأنصار "الإصلاح" منها حينها بدعم إماراتي، وطرد محافظ سقطرى السابق رمزي محروس، ومنعه من العودة، ومع ذلك فقد سارع محروس إلى إصدار تهنئة بتعيين الثقلي خلفاً له، معاهداً في منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن يبقى جندياً وفياً للوطن، وأن يعمل من أجله سواء كان في سلم السلطة أو خارجها.
أما في حضرموت فقد تم تعيين الشيخ مبخوت بن مبارك مرعي يسلم بن ماضي، محافظاً، وبن ماضي هو شيخ قبلي في وادي حضرموت، وهو عضو مجلس النواب اليمني منذ 2003 حتى الآن، ضمن كتلة حزب "المؤتمر الشعبي العام"، وكان من قبل القيادات البرلمانية المؤتمرية الحضرمية المقربة من الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، وبن ماضي جاء خلفاً لعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج البحسني الذي يقود أيضاً المنطقة العسكرية الثانية.
وفي هذا السياق، قال الصحفي المقرب من البحسني عماد الديني، لـ"العربي الجديد": "سبق وقلت، لن يأتي محافظ لحضرموت بدلاً عن النائب القائد البحسني إلا بموافقة وترشيح من البحسني نفسه"، مضيفاً: "لقد توافق مجلس القيادة الرئاسي على ترشيح سيادة النائب القائد البحسني للبرلماني الحضرمي مبخوت مبارك بن ماضي محافظاً لحضرموت خلفاً له".
وكانت مصادر في حضرموت، قد أكدت لـ"العربي الجديد"، أن المحافظ السابق، البحسني، قد اتخذ جملة قرارات قبيل تغييره، قلّص بها وجود عناصر محسوبة على حزب "الإصلاح" في مراكز قيادية بالسلطات المحلية والأمنية في وادي حضرموت، بينها وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء، عصام الكثيري، ومدير شرطة مدينة سيئون عاصمة الوادي والصحراء، حسن العيدروس.