تعزيزات على خطوط التماس شمالي سورية وقتيلان بإنزال جوي للتحالف

04 يوليو 2022
أدخل الجيش التركي رتلاً ثانياً خلال أقل من 24 ساعة (فرانس برس)
+ الخط -

وصلت، فجر اليوم الإثنين، دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية إلى شمالي سورية، قرب خطوط التماس مع "قسد" والنظام السوري، الذي دفع بتعزيزات باتجاه خطوط التماس قبل ذلك بساعات، فيما نفّذ التحالف الدولي ضد "داعش" عملية أمنية في مناطق "قسد".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الجيش التركي أدخل، فجر اليوم، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى قواعده في منطقة عفرين، شمال غربي البلاد، مضيفة أن رتلا دخل من ناحية قرية حمام باتجاه ناحية عفرين، وهو الرتل الثاني خلال أقل من 24 ساعة، حيث دخل الرتل الأول في وقت سابق، مساء أمس، إلى منطقة "درع الفرات" في ريف حلب.

وبحسب المصادر، تألف الرتلان من دبابات ومدرعات وشاحنات تحمل مواد لوجستية ومواد بناء، وأوضحت أن جل هذه القوات توجهت إلى خطوط التماس في ناحية منبج، شمال شرقي حلب.

وذكرت مصادر من ناحية منبج لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري كانت قد أدخلت قبل ذلك بساعات تعزيزات إلى نقاط التماس في ناحية منبج، حيث تتمركز الأخيرة أيضا في خطوط التماس بين مناطق "قسد" والنفوذ التركي في ناحيتي منبج بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة.

يذكر أن النظام أرسل، في مرات سابقة، تعزيزات عسكرية تضم مدفعية وجنودا إلى محاور التماس في المناطق الخاضعة لـ"قسد" بناء على تفاهمات بين الطرفين، بهدف التصدي لـ"التهديدات التركية" بشن عملية عسكرية ضد "قسد".

وفي هذا الشأن، وقعت اشتباكات متقطعة بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا و"قسد"، في محور قرية الطويحينة بناحية مارع، شمالي حلب، وسبق ذلك استهداف من طائرة مسيّرة يرجح أنها تركية لموقع في تل رفعت تابع لقوات النظام السوري، حيث أدى الاستهداف إلى جرح عنصرين من قوات النظام.

وتحدثت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، عن إجراء "الجيش الوطني السوري"، ظهر أمس، تدريبات مشتركة مع القوات التركية في قرية العزازية بناحية رأس العين في ريف الحسكة، مضيفة أن التدريبات حاكت عمليات هجوم على أهداف ثابتة ومتحركة وتدميرها بالصواريخ الموجهة والمدفعية.

وجاء ذلك أيضا تزامنا مع قصف من "الجيش الوطني" على نقاط لـ"قسد"، في محور خط الساجور بناحية منبج في ريف حلب، ولم تسجل أضرار بشرية.

تعزيزات روسية في القامشلي

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية أن الجيش الروسي أرسل مئات العناصر إلى القاعدة الروسية في مطار القامشلي بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، مرجحة أن التعزيزات خطوة تصعيد جديدة في مواجهة العملية العسكرية المتوقعة ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، فيما نفّذ الجيشان الروسي والتركي دورية مراقبة مشتركة في ريف حلب.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر أن قرابة 300 عنصر من الجيش الروسي من المظليين وصلوا، أمس، إلى مطار القامشلي مزودين بكامل الذخيرة والعتاد. وأضافت أن عدد الجنود الروس في القاعدة المذكورة بلغ قرابة 900 عنصر، حيث وصلت طائرتان في وقت سابق تقّلان نحو 600 عنصر.

ونقل حساب الوكالة الروسية على "تليغرام" صورا قال إنها للطائرة التي أوصلت الجنود يوم أمس، وذكر أن هذه العملية تأتي في إطار التصعيد مع تركيا لمواجهة ما تخطط له في المستقبل القريب. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح، في بداية تموز/يوليو الجاري، بأن بلاده مستعدة للعملية العسكرية في شمال سورية، وأنها ستتم في الوقت المناسب. بدوره، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم، بأن هناك قضايا متفق عليها بين تركيا وروسيا، وأخرى غير متفق عليها.

وأضاف، بحسب وكالة الأناضول، أن تركيا تركز على تلبية مخاوفها الخاصة، بدلا من "ماذا ستقول روسيا".

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مصادره نفت وجود عملية تعزيزات في مطار القامشلي، وإن الطائرات التي وصلت أخيرا جاءت من مطار حميميم، ومهمتها إيصال معونات وإجراء تبديل للقوات الروسية الموجودة في المطار.

وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الجيشين الروسي والتركي سيّرا، اليوم، دورية مراقبة جديدة في مناطق تخضع لـ"قسد"، شمالي سورية، موضحة أن الدورية هي الدورية 105 بين الطرفين في منطقة عين العرب بريف حلب.

ويجري تسيير الدوريات الروسية التركية بناء على تفاهمات جرت بين الطرفين في تشرين الأول/أكتوبر 2019، على خلفية شن الجيش التركي عملية عسكرية ضد "قسد" في محافظتي الرقة والحسكة، شمالي سورية.

تعزيزات للنظام في الرقة

في الرقة، قالت مصادر محلية إن قوات من جيش النظام السوري وصلت، اليوم، إلى مطار الطبقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي، مضيفة أن رتلا يضم جنودا ومدرعات ترافقه أربع مروحيات وصل اليوم إلى المطار، قادما من مناطق سيطرة النظام.

وذكرت المصادر أن أنباء تحدثت عن وجود اتفاق بين "قسد" والنظام، يقضي بنقل هذه القوات لاحقا إلى ناحية عين عيسى، شمال الرقة، بهدف التعزيز لمواجهة أي عملية عسكرية تركية. وكانت قوات النظام قد أرسلت، أمس، تعزيزات عسكرية إلى ناحية منبج بريف حلب، بعد أيام من إرسال تعزيزات إلى ناحية عين عيسى بريف الرقة.

قتيلان على الأقل بإنزال جوي للتحالف في ريف دير الزور

من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات التحالف الدولي ضد "داعش" نفذت عملية إنزال جديدة في ناحية الرز بريف دير الزور الشرقي، ترافقت مع تطويق بري للمكان من قوات تابعة لـ"قسد"، تبعه إطلاق نار كثيف.

وذكرت المصادر أن اشتباكاً اندلع مع عدد مع الأشخاص خلال العملية، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل، من دون أن تعلن "قسد" عن هويتهما حتى الآن، فيما قالت مصادر إن أحدهما هو شاب يدعى محمد فاتح خلف الدهام.

ويذكر أن العديد من عمليات الإنزال الجوي التي نفّذها التحالف بالتعاون مع "قسد"، أدت في أكثر من مرة إلى مقتل مدنيين لا علاقة لهم بتنظيم "داعش"، وذلك جراء إطلاق النار بشكل عشوائي خلال عملية المداهمة، أو جراء إصابتهم بنيران الاشتباك بين عناصر "قسد" والملاحقين من خلايا تنظيم "داعش".

قتلى وجرحى في صفوف النظام و"قسد"

ميدانياً أيضا، قُتل وجرح مجموعة من عناصر قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، إثر استهدافهم بصاروخ موجه على جبهة بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، فيما قُتل عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إثر استهدافهم بصاروخ من طائرة مُسيرة تُركية بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر عسكرية تابعة لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ثمانية عناصر من قوات الحرس الجمهوري العاملة في صفوف جيش الأسد وقعوا بين قتيل وجريح، إثر استهداف طاقم الـ"م.د" التابع لفصيل فيلق الشام بصاروخ موجه من نوع (تاو)، سيارة عسكرية لقوات الأسد على محور جبهة بلدة عنجارة بريف حلب الغربي"، مؤكدةً أن "الاستهداف تسبب في تدمير السيارة واحتراقها بشكلٍ كامل".

ولفتت المصادر إلى أن "الاستهداف جاء رداً على استهداف قوات الأسد قبل أيام بصاروخ موجه سيارة عسكرية لفصيل فيلق الشام، على جبهة باصوفان بريف حلب الشمالي، ما أدى لمقتل 12 عنصراً من الفيلق وجرح آخرين".

إلى ذلك، استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ قرى وبلدات قريبة من خطوط التماس في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، ومنطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، ومنطقة ريف حلب الغربي، دون وقوع إصابات بشرية في صفوف المدنيين.

من جهة أخرى، قالت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، إن 6 عناصر من "قسد" قُتلوا وجرحوا بينهم قيادي، اليوم الإثنين، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية تجمعا لآلياتهم العسكرية على طريق قرية خان الجبل بريف المالكية شمال الحسكة. مؤكدةً مقتل ثلاثة عناصر من "قسد" وجرح ثلاثة آخرين بينهم قيادي.

وتمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" من تدمير راجمة صواريخ لقوات "قسد"، إثر استهداف مقر عسكري، مساء الإثنين، بقذائف الهاون، على جبهة قرية جلبل بريف حلب الشمالي، في حين أكدت مصادر عسكرية أن "الاستهداف أسفر عن مقتل عنصرين من قسد كانا بالقرب من الراجمة التي دُمرت نتيجة الاستهداف".

في السياق نفسه، استهدفت مدفعية "الجيش التركي" المتمركزة في منطقة "درع الفرات" مواقع عسكرية لـ"قسد"، في قرية إبين ومحيط مدينة تل رفعت شمالي محافظة حلب، من دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر.

وتواصل فصائل "الجيش الوطني السوري" التدريبات والمناورات العسكرية، استعداداً للعملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري، في ظل استمرار القوات التركية بالدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى منطقتي "درع الفرات، وغصن الزيتون" شمال محافظة حلب، شمال البلاد.

اغتيالات في درعا

إلى ذلك، قتل الليلة الماضية قيادي في مليشيا محلية تابعة للنظام السوري وجرح مرافق له، جراء هجوم جديد من مجهولين طاولهما في بلدة جاسم بريف درعا الشمالي.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن قياديا سابقا في فصيل "ألوية قاسيون" التابع للمعارضة سابقا، يدعى كنان العيد، قتل بهجوم من مجهولين وأصيب مرافقه بجروح خطيرة.

وذكر الناشط أن القيادي العيد كان قد انخرط في صفوف قوات النظام السوري بعد إجراء تسوية في يوليو/تموز 2018. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وأوضح الناشط أن المهاجمين كانوا يستقلون دراجة نارية وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة بشكل مباشر عليه.

ونفت مصادر أخرى تحدثت لـ"العربي الجديد"، انخراط القيادي العيد في قوات النظام، مؤكدة أنه لم ينخرط في قوات النظام أو أي جهة عسكرية أخرى بعدما أجرى التسوية والمصالحة.

ويذكر أن درعا تشهد بشكل شبه يومي هجمات مماثلة على العناصر السابقين في المعارضة المسلحة وعلى قوات النظام، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل وجرح مئات الأشخاص.

وفي البادية، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري استأنفت عمليات التمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش"، وأطلقت عملية جديدة في ناحية بادية الحماد قرب محافظة السويداء، على الحدود السورية الأردنية - والسورية العراقية.

وذكرت المصادر أن العملية تتزامن مع عملية تمشيط أخرى في محيط حقل "صفيان" ببادية الطبقة، جنوب غربي الرقة، موضحة أن عملية التمشيط ترافقها مروحيات وطائرات روسية في الجو وكاسحات ألغام روسية وخبراء في تفكيك الألغام والعبوات الناسفة.

المساهمون