شارك الآلاف من عناصر حركة "حماس" ومناصريها، مساء الاثنين، في مسيرة دعت إليها الحركة، شمال قطاع غزة، رفضاً للقرار القضائي المصري، الذي يعتبر كتائب "الشهيد عزالدين القسام"، جماعة "إرهابية"، وهي المسيرة الأولى من سلسلة مسيرات أقرتها الحركة.
ورفعت خلال التظاهرة، شعارات تعلن رفض الشعب الفلسطيني للقرار المصري، وتُظهر بعض "بطولات القسام" وإنجازاته في المقاومة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتُذّكر بأنّ إسرائيل هي الإرهاب، وليست المقاومة الفلسطينية.
وقال القيادي في "حماس"، مشير المصري، في كلمة حركته بختام المسيرة، التي طافت أحياء مخيم جباليا: "نؤكد على عدالة قضيتنا، وقدسية مقاومتنا، وشرف قسامنا الذي أذاق العدو الصهيوني وبال أمره، ونرفض القرار المصري الخطير".
ودعا المصري، إلى مزيد من التظاهرات رفضاً للقرار "المسيس والخطير"، مشيراً إلى أنّ "هذا القرار مسَّ بأشرف ظاهرة معاصرة عرفتها الأمة، متمثلة بكتائب الشهيد عز الدين القسام"، لافتاً إلى أنّ القسام "فخر العرب وشرف الأمة وتاج الرؤوس، وذراع الأمة الحامي الذي أناب عن الأمة على مدار العقود".
وأضاف المصري: "أراد العدو إذلال الأمة، وإقامة حلمه بإقامة اسرائيل من النيل إلى الفرات، فكان شعبنا وكانت مقاومتنا، و(كتائب القسام)، تشكل غصة في حلق هذا المشروع بفضل الله عز وجل، حتى تبدد هذا المشروع وصار العدو يختبئ خلف الجُدر، بفضل المقاومة".
وأكدّ القيادي في "حماس"، أنّ "كتائب القسام" أفرجت عن ألف أسير من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بصفقة مشرفة، مشيراً إلى أنّ "التاريخ سجلّ للمقاومة والقسام، هزيمة الاحتلال في ثلاث معارك، يوم أنّ سولت للعدو نفسه أنّ يعيد احتلال القطاع، وكانت المقاومة وكان القسام حصناً مدافعاً عن غزة".
وأشار إلى أنّ "المقاومة والقسام، أدخلا الأمة إلى مرحلة الانتصارات، بعد أنّ أدخلتها الجيوش العربية مرحلة الهزائم".
يأتي ذلك في الوقت الذي كتب فيه القيادي البارز في "حماس"، موسى أبو مرزوق، على صفحته في "فيسبوك"، أنّ العديد من الأصدقاء، اتصلوا مطالبين بالاستئناف على الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة، على اعتبار أن القضية ليست من الأمور المستعجلة وبالتالي المحكمة غير مختصة، عِوضاً عن أن المحكمة نفسها رُفعت أمامها قضية ضد إسرائيل، باعتبارها إرهابية لقتلها الأسرى المصريين والمدنيين في بحر البقر، فحكمت بعدم الاختصاص.
وأشار أبو مرزوق، إلى أنه لا يجوز لحركة "حماس" ولا "كتائب القسّام"، والتي قدمت مئات الشهداء دفاعاً عن أرضها وشعبها وروت بدماء أبنائها الأرض المقدسة لتحريرها ذلك، لأنّ "حماس" و"القسام" ليستا طرفاً في الدعوى، فالدعوى مرفوعة على أركان الدولة المصرية.
ولفت إلى أنّ المشكلة في انعكاسات هذا الحكم على دور مصر والقضية الفلسطينية، فمصر هي التي رعت اتفاقيات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ولا زال الملف قائماً، ومصر هي التي رعت اتفاقيات التهدئة ووقف إطلاق النار، ولا زال الأمر بحاجة إلى استكمال، ومصر هي التي رعت مؤتمر الإعمار وهي جزء أساس في آليات المتابعة، فما هو مصير المؤتمر ونتائجه. وهناك ملفات عالقة فما هو مستقبلها وما هو دور مصر فيها في ظل الحكم الذي صدر.
وجدد أبو مرزوق، التأكيد أنّ "كتائب القسّام" لم ولن تتدخل ولا في أي صورة من الصور في الشأن الداخلي المصري، فالدم المصري كالدم الفلسطيني غالٍ علينا، والقسام ليس له وجهة وعمل إلا في مواجهة الاحتلال. فقطاع غزة قدره أن يكون بوابة فلسطين لمصر وبوابة مصر نحو فلسطين، وما كان عبر هذه البوابة دوماً إلاّ الخير، وكل ما تم ذكره أكاذيب وافتراءات وليس هناك من دليل واحد على ما تم ذكره، وليس هناك من معتقل ولا قتيل واحد من القسّام.
وشدد على أنه ليس لحركته مصلحة في ما يجري، وأمن مصر واستقرارها مصلحة مطلقة لنا، "فنحن أوّل المتضرّرين من فقدان الأمن والاستقرار في سيناء".