تظاهرة عمالية في باريس... وميلانشون يدعو إلى "طوارئ اجتماعية"

23 يناير 2021
تعيش فرنسا تبعات أزمة صحية قاسية (فرانس برس)
+ الخط -

تظاهر ما بين ألف وألفي شخص في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، للمطالبة بـ"حظر الفصل من العمل"، بعد تزايد أعداد العمال والموظفين الذين سُرِّحوا من الشركات التي يعملون فيها بسبب الأزمة الاقتصادية جراء جائحة فيروسكورونا.

وجاءت التظاهرة بدعوة من نقابات العمال، حيث غادر الموكب ظهراً من الجمعية الوطنية لمقر حركة المؤسسات الفرنسية في الدائرة الباريسية السابعة، مرددين هتافات مثل "الأموال هناك في خزائن أرباب العمل" للتنديد بقرارات تسريحهم من وظائفهم.

وانضمت إلى التظاهرة مجموعات من الموظفين من الشركات المتأثرة بقرارات التسريح، مثل "سنوفي" و"جنرال الكتريك"، ومجموعة "تي يو أي" العريقة في مجال السياحة، التي وضعت بالفعل خطة لتسريح نحو ستمئة من أصل تسعمئة وظيفة في فرعها الفرنسي.

 كذلك شارك في التظاهرة بضع عشرات من "السترات الصفراء" والعديد من المسؤولين المنتخبين من اليسار، بمن فيهم نواب حزب "فرنسا غير الخاضعة".

وفي حديثه إلى حشود المتظاهرين، قال رئيس حزب "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون، إن "العديد من الناس يعتقدون أنهم باتوا في قلب محنة عامة (..) بينما أصبح الأغنياء أكثر ثراءً".

وندد ميلانشون بما أسماه "التسريح المنظم" الذي تقوم به الشركات لموظفيها، وتابع: "80 خطة تسريح شهرياً.. مليون شخص أصبحوا في عداد الفقراء ومئات الآلاف من الفرنسيين لم يعد بإمكانهم الحصول على المياه، والكهرباء أو حتى الطعام"، ودعا إلى إعلان "حالة الطوارئ الاجتماعية"، مصحوبة بـ"حظر تسريح العمال طوال فترة الوباء".

وتعيش فرنسا تبعات أزمة صحية قاسية، إذ فرض أخيراً حظر تجول شامل ابتداءً من السادسة مساءً كل يوم على كامل الأراضي الفرنسية، وسط تزايد احتمالات توجه الحكومة إلى فرض حجر صحي ثالث مع تدهور الحالة الصحية العامة وعدم انخفاض أعداد الإصابات اليومية بفايروس كورونا، حيث إنها مستقرة منذ نحو أسبوع ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألف إصابة يومية.

 فيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وضع سقف تسجيل 5 آلاف إصابة يومية كشرط أساسي لرفع حظر التجول وتخفيف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار وباء كورونا.

وتوجه انتقادات كثيرة للحكومة والرئيس الفرنسي على حد السواء، حول طريقة إدارة الأزمة الصحية الراهنة، خصوصاً مع يقين بات واضحاً من اقتراب فرنسا نحو إعلان حجر صحي ثالث، يمكن استخلاصه من تصريحات المسؤولين التي تبدو وكأنها تمهيد له، وليس آخرها ما قاله وزير الصحة أوليفييه فيران، يوم الخميس الماضي، عندما نبّه الفرنسيين من أن "المستقبل لن يكون وردياً"، وكذلك حديث ماكرون إلى عدد من طلاب الجامعات يوم أمس الجمعة، عندما قال إن "الأسابيع المقبلة ستكون في غاية الصعوبة".

وبحسب بيانات وزارة الصحة، فإنه بعد أسبوع من تطبيق حظر التجول الشامل في الساعة 6 مساءً، "لا يزال الضغط قوياً" على خدمات المستشفيات مع ما يقرب من 20 ألف حالة جديدة في المتوسط يومياً. وبذات الشأن قال وزير الصحة خلال مقابلة على قناة "تي اف 1" إنه "إذا وجدنا أن الضغط على المستشفيات مستمر بالازدياد على الرغم من حالة حظر التجول، فإننا سنكون أمام حل وحيد: الذهاب إلى حجر صحي".

المساهمون