عشرات التظاهرات في 66 مدينة مغربية تنديداً باغتيال العاروري وجرائم إسرائيل في غزة

05 يناير 2024
يشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي (العربي الجديد)
+ الخط -

شارك آلاف المغاربة، عقب صلاة الجمعة، في تظاهرات تضامنية مع غزة عمت مدناً عدة بالمملكة، تنديداً باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري ورفاقه في لبنان، وبالجرائم الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو ثلاثة أشهر، مطالبين بإسقاط التطبيع.

واحتشد مئات النشطاء أمام مقر البرلمان المغربي في العاصمة الرباط، مساء اليوم الجمعة، في إطار "جمعة الغضب" التي دعت لها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين". وشهدت الوقفة الاحتجاجية رفع شعارات ممجدة لشهداء فلسطين وللمقاومة، إلى جانب إدانة جرائم الكيان الصهيوني والتواطؤ الأميركي. المشاركون أكدوا على الوفاء لدماء الشهداء، والاستمرار في الكفاح، معربين عن رفضهم الشديد جرائم الاحتلال والتحالف مع الولايات المتحدة.

كما ردد المحتجون خلال وقفتهم الاحتجاجية شعارات تندد بالتطبيع، مطالبين بإيقاف كل أشكال التطبيع، وطرد مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط. وتضمّنت الشعارات الرئيسية "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة". كما رفع المحتجون لافتات تحمل عبارات مثل "الشعب المغربي يدين الجريمة الصهيونية باغتيال الشهيد القائد صالح العاروري ورفاقه"، و"أوقفوا العدوان على فلسطين".

المغرب: احتجاجات في جمعة غضب دعما لغزة (العربي الجديد)

ومساء الثلاثاء الماضي، نعت حركة "حماس" نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، الذي اغتيل و6 من كوادر الحركة بصواريخ إسرائيلية، استهدفت مقراً للحركة في ضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله).

جمعة الوفاء للشهداء

وفي الشأن ذاته، وصف الكاتب العام لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عزيز هناوي، اغتيال العاروري بـ"الجريمة الجبانة" و"جريمة الغدر الصهيوني في حق رجالات فلسطين"، معتبراً أن الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان المغربي "تأتي في سياق جمعة الوفاء للشهداء ولكل الدماء التي تسقط في غزة".

وقال هناوي، في كلمة له خلال انطلاق الفعالية التضامنية مع غزة والمقاومة، إن "الشعب المغربي منخرط في نضال الشعب الفلسطيني، ويجدد، للمرة الألف، مطلبه إلى الدولة المغربية بالإعلان بشكل رسمي عن إسقاط التطبيع وإلغاء كل اتفاقيات الشؤم التطبيعي مع الكيان الصهيوني".

وشهدت عشرات المدن المغربية احتجاجات أمام المساجد في جمعة غضب للمطالبة بوقف المجازر الصهيونية، والتنديد بالجرائم المتواصلة، وللمطالبة بإسقاط التطبيع، دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".

وقالت الهيئة إنه استجابة لندائها، في سياق "جمعة طوفان الأقصى الثالثة عشرة"، خرجت أكثر من 130 مظاهرة في 66 مدينة مغربية، من بينها طنجة وأكادير وفاس ومراكش والدار البيضاء ومكناس والمضيق وإنزكان وسيدي سليمان وبرشيد وقلعة السراغنة وبني ملال وسطات وتزنيت وأولاد تايمة واليوسفية.

دعوة لمسيرات ووقفات دعماً لغزة

توازياً، دعا رئيس الائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين (غير حكومي)، عبد الصمد فتحي، إلى الاستمرار في دعم فلسطين ومساندة قطاع غزة، عبر المسيرات والوقفات والفعاليات والأموال والدعاء والصلاة والتضامن الشعبي.

وجاء ذلك في نداء للأمة الإسلامية أطلقه فتحي الجمعة، لـ"رفع وتيرة النصرة بعد تجاوز العدوان الصهيوني شهره الثالث على أهل غزة وفلسطين".

والائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين يضم هيئات غير حكومية من الدول المغاربية (المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا) تعنى بالدفاع عن فلسطين، ومساندة الشعب الفلسطيني.

وقال الائتلاف، في ندائه: "لا توقفوا الدعم لا توقفوا المساندة، مسيراتكم، وقفاتكم، مهرجاناتكم، أموالكم، دعاؤكم، صلاتكم، تضامنكم"، وشدد على أن هذا الدعم "مسؤولية وأمانة وجهد". وأضاف: "لا تبخلوا عليهم بما تستطيعون".

وتابع: "ما يقع في غزة وفلسطين يجب أن يجعلنا في حالة طوارئ على جميع المستويات، خاصة شعورياً وقلبياً وإرادياً وعملياً، كيف لا ونحن الجسد الواحد، ونحن الأمة الواحدة، ونحن المصير الواحد".

وأكد رئيس الائتلاف المغاربي أن إسرائيل "تتمادى في إجرامها باغتيال قادة المقاومة والنضال الفلسطيني خارج أرض فلسطين"، مبيناً أن إسرائيل "تسوّق لنصر وهمي باغتيالها القائد صلاح العاروري ورفاقه".

ويشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالعاصمة الرباط. وتحولت المسيرات والوقفات التي ينظمها المغاربة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" إلى مصدر قلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ بدأ الإعلام العبري بوصف هذه المسيرات بأنها "معاداة للسامية".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الجمعة، 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.