شهد الجنوب السوري، اليوم الأربعاء، احتجاجات شعبية مناهضة لنظام بشار الأسد، بعد ساعات من إصدار الأسد "مرسوم عفو" جديداً، شككت الفاعليات المحلية بمصداقيته، مطالبة بإطلاق سراح الأشخاص الذين سلموا أنفسهم للسلطات بموجب مراسيم سابقة، وجرى اعتقالهم.
وذكر "تجمع أحرار حوران" أن العشرات من سكان مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي، جنوبي سورية، تجمعوا بالقرب من المركز الثقافي في المدينة ورفعوا لافتات ورددوا هتافات تدعو لإسقاط النظام، وتطالب بالحرية للمعتقلين والكشف العاجل عن مصيرهم. كما رفع المتظاهرون أعلام الثورة السورية، بينما اعتلى عناصر الأمن العسكري التابع للنظام سطح المركز الثقافي، وراقبوا المتظاهرين دون تدخل.
ورفع الأهالي لافتات كتب عليها "لأجل المعتقلين سنخرج كل يوم"، و"معتقلونا سر صمودنا وبقائنا، الحرية للمعتقلين". وحث المتظاهرون بقية مدن وبلدات محافظة درعا للخروج في تظاهرات شعبية نصرةً للمعتقلين، وللمطالبة بإيقاف الاعتقالات التعسفية التي تمارسها أجهزة النظام والمليشيات المحلية المدعومة من إيران.
وتأتي التظاهرة الشعبية في مدينة جاسم استجابةً لدعوات أطلقها أبناء المدينة يوم أمس الثلاثاء، دعوا فيها إلى التجمّع في الساحة العامة في الساعة الواحدة من ظهر اليوم الأربعاء.
احتجاجات في السويداء
وأغلق عدد من المحتجين في السويداء، صباح الأربعاء، الطريق المحوري وسط المدينة، وأشعلوا الإطارات، مطالبين بطرد المليشيات الإيرانية من السويداء، ومحاسبة تجار المخدرات وعملاء إيران، إضافة إلى محاكمة الفاسدين، وخاصة في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في السويداء أن المحتجين دعوا إلى إطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام، وإلى عصيان في كل المناطق السورية، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي.
وكان العشرات قد شاركوا، الإثنين، في وقفة احتجاجية في ساحة السير، وسط مدينة السويداء، ورفعوا المطالب نفسها، إضافة إلى إنجاز حل سياسي ينهي حالة الاستعصاء في البلاد، بالاستناد إلى قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقبل ذلك، اقتحم المحتجون في الرابع من الشهر الحالي مبنى السرايا الحكومي في محافظة السويداء، ومزّقوا صورة رئيس النظام بشار الأسد، وأحرقوا مصفحة تابعة لقواته، بينما سقط قتلى وجرحى بين المحتجين برصاص قوات النظام.
رفض لمرسوم العفو
يأتي ذلك بينما أصدر رئيس النظام بشار الأسد، اليوم الأربعاء، مرسوم عفو جديداً يخص بشكل خاص المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
وتضمن المرسوم عفواً عمّا سماه "الفرار الداخلي" إذا سلم الشخص نفسه خلال ثلاثة أشهر، وأربعة أشهر بالنسبة لـ"الفرار الخارجي". غير أن المرسوم يتضمن استثناءات كثيرة تفرغه من مضمونه.
وذكر مدير مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، المحامي عاصم الزعبي، لـ"العربي الجديد"، أن النظام أصدر منذ عام 2018 عدة مراسيم عفو، سلم بموجبها آلاف الشبان أنفسهم للشرطة العسكرية التابعة للنظام، لكن جرى اعتقال ما لا يقل عن 400 منهم من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة فقط.
وأضاف أن 48 ممن سلموا أنفسهم من أبناء المحافظتين أو جرى اعتقالهم على حواجز النظام الأمنية، قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، مشيراً إلى أن معظم الأشخاص الذين تطلق سلطات النظام سراحهم بين الفينة والأخرى هم معتقلون جدد أو معتقلون لأسباب جنائية وليس سياسية أو من المنشقين عن قوات النظام.
تظاهرة ضد "قسد" في دير الزور
في الأثناء، شهدت بلدتا محيميدة وحوايج بومصعة بريف دير الزور الغربي احتجاجات ضد قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أن التظاهرتين تكونتا من مجموعات قليلة من الأهالي، ولم يحدث أي صدام مع "قسد" نظراً لقصر مدة التجمع، بينما تسود حالة من الاستياء عدداً من المناطق في دير الزور، منذ أيام، على أثر العثور على جثتي فتاتين شمالي دير الزور، واتهام أشخاص من أقارب أحمد الخبيل، قائد مجلس دير الزور العسكري، بالوقوف وراء الجريمة.
ووفق الشبكة، فقد قتل اليوم شخص وأصيب آخر كان برفقته برصاص دورية تابعة لـ"قسد" قرب مسجد حذيفة بن اليمان في بلدة الكسرة الواقعة بريف دير الزور الغربي.