تجددت اليوم، الثلاثاء، تظاهرات الحراك الطلابي في العاصمة الجزائرية وعدة مدن جامعية، بعد يوم واحد من مظاهرات الحركة النسائية، حيث رفع الطلاب شعارات مناوئة للسلطة السياسية، ومطالبة بالحريات وبتحقيق مطالب الحراك المركزية المعلنة منذ 22 فبراير/ شباط 2019.
وشارك المئات من الطلبة، اليوم، في مظاهرة حاشدة جابت شوارع العاصمة الجزائرية. وبدا الحراك الطلابي أكثر تنظيما، ضمن مؤشرات تطور لافتة على الصعيد النوعي في مظاهرات الثلاثاء.
ورفعت في المظاهرة لافتة كبيرة كتب عليها "نظام الحكم مات وتعفن، لا يمكن الإصرار على نفخ الروح في جثته.. لا تطبيع مع النظام. ارحلوا"، فيما كتب على لافتة أخرى: "7 و8 الشعب مصدر السيادة".
كما هتف الطلبة والمتظاهرون الذين انضموا إليهم بشعارات مناوئة للسلطة، على غرار "لا خوف، لا رعب.. الشارع ملك الشعب"، و"الاستقلال والحرية.. جايبين الديمقراطية".
وفي السياق، عادت الشعارات التي تستهدف جنرالات الجيش وجهاز المخابرات، والتي كانت قد أثارت في الأسابيع الماضية جدلا كبيرا في صفوف الحراك، وسط مطالبات بسحبها أو تعديلها لتجنب الصدام مع الجيش والسلطة، كشعار "مخابرات إرهابية، تسقط المافيا العسكرية"، و"الجنرالات يا خونة، أكلتم البلد، ونحن لن نتوقف"، وهي شعارات صادمة، لكن نشطاء الحراك يبررونها بوجود تجاوزات وممارسات تعذيب وملاحقات قضائية مستمرة للناشطين من قبل جهاز المخابرات.
بدا الحراك الطلابي أكثر تنظيماً، ضمن مؤشرات تطور لافتة على الصعيد النوعي في مظاهرات الثلاثاء
وعلى الرغم من سماح السلطات بالتظاهر في مساحات محددة، إلا أن ذلك لم يمنع حدوث تدافع ومناوشات بين قوات الشرطة والطلبة والمتظاهرين قرب ساحة البريد المركزي، عندما كانت الشرطة تحاول منع الطلبة من الوصول إلى الساحة، لكنهم نجحوا في اجتياز الحاجز الأمني، ونجحوا قبل ذلك في فرض مسار المظاهرة وسط العاصمة الجزائرية، انطلاقا من ساحة الشهداء، مرورا بشارع العربي بن مهيدي، وشارع باستور، وصولا إلى الجامعة المركزية، ثم ساحة البريد المركزي.
ويأتي ذلك على الرغم من محاولات قوات الشرطة ثنيهم عن التظاهر والوصول إلى ساحة البريد المركزي.
وقال أحد الطلبة المشاركين في المظاهرة: "اليوم فرصنا على الشرطة والسلطات المسار الذي نريده لهذه المظاهرة.. هذا النظام يتخبط، وهو ساقط لا محالة، ويجب أن نواصل إلى غاية نيل الاستقلال".
واستحدث الحراك الطلابي تقليداً جديداً يتعلق بإلقاء كلمة في ختام المظاهرة.
وقال الطالب نور الدين آيت سعيد، أحد أبرز قيادات الحراك الطلابي في كلمة اليوم: "بعدما قرر الطلبة تعليق المسيرات بسبب كورونا، ها نحن نعود لاستكمال المسيرات إلى غاية تحقيق أهدافنا التي خرجنا لأجلها"، مضيفاً: "بمبادئ حراك 22 فبراير، وهي السلمية والوعي والوحدة والتضامن، نحن لا نشبه بعضنا، ومختلفون، والاختلاف رحمة، وعندما نختلف يجب أن نتناقش ولا نتصارع.. يجب أن نتناقش بيننا، ونخرج بمشروع".
ووجه الطلبة اليوم تحية خاصة إلى الجيش الأبيض، ممثلا في الأطباء والأطقم الطبية الذين قضوا خلال معركة كورونا، وتمت قراءة الفاتحة على أرواحهم.
واختتم الطلبة في العاصمة المظاهرة بتأدية جماعية للنشيد الرسمي الجزائري.
كما شهدت مدينة بجاية مظاهرة طلابية شارك فيها المئات من الطلبة والأساتذة الجامعيين. كما نظم الحراك الطلابي في جامعات البويرة وتيزي وزو، شرقي الجزائر، وقفتهم الأسبوعية لدعم الحراك الشعبي.
وتعتبر هذه التظاهرة هي الثالثة منذ الجمعة الماضي، بإضافة مظاهرات الحركة النسوية أمس.
ويعطي ذلك مؤشرات إلى تصاعد للحراك الشعبي على المستوى الأفقي وعلى صعيد التمدد الجغرافي، وخاصة أن يوم الجمعة الماضي كان قد شهد عودة المظاهرات للمرة الأولى منذ سنة في بعض المدن.
ويزيد ذلك من متاعب السلطة السياسية والرئيس عبد المجيد تبون، عشية إصدار القانون الانتخابي، واستدعاء وشيك للهيئة الناخبة استعدادا للانتخابات النيابية المسبقة.