تضارب المعلومات الإسرائيلية بشأن نتائج محادثات القاهرة حول غزة

23 اغسطس 2024
فلسطينيون على الحدود بين غزة ومصر قبل التوغل الإسرائيلي في رفح / 14 يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المحادثات بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة لم تحرز أي تقدم، مع إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب والسيطرة على محور فيلادلفيا.
- الوفد الإسرائيلي قدم مقترحًا جديدًا يتضمن وجود بعثة مراقبة أممية، لكن نتنياهو رفض فكرة انتشار قوات دولية وأصر على السيطرة الإسرائيلية لمنع تسليح حماس.
- حماس تطالب بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، وسط استمرار الحرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني.

المحادثات ركزت على محور فيلادلفيا ومعبر رفح

الوفد الإسرائيلي حمل مقترحاً معدلاً

نتنياهو يرفض فكرة إنشاء قوة دولية بين مصر وغزة

تضاربت المعلومات في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول نتائج محادثات القاهرة بشأن غزة، حيث نقل موقع والاه العبري، مساء اليوم الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه، قوله إنه طرأ تقدّم خلال المفاوضات في القاهرة أمس الخميس، حيث قلّصت إسرائيل ومصر الفجوات بينهما في مسألة نشر قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، في وقت سابق اليوم، أن المحادثات "لم تحرز أي تقدم".

والتقى في القاهرة أمس، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، ورئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس الشعبة الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي الجنرال أليعازر تولدانو، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومسؤولين مصريين كبار آخرين. كما شارك في المحادثات مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك. وقال مسؤول إسرائيلي كبير، لم يسمّه "والاه"، إنه تم خلال المحادثات تسليم مصر خرائط انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة الأولى من الصفقة، وخاصة على طول محور فيلادلفيا. وذكر المسؤول أن إسرائيل تأمل موافقة حركة حماس على الخرائط الإسرائيلية، وانضمامها إلى المفاوضات التي ستجري في القاهرة يوم الأحد، لكي يتمكن الوسطاء من التنقّل بين الطرفين في وقت حدوث العملية التفاوضية.

يذكر، أنه على الرغم مما أورده "والاه" ووسائل إعلام عبرية، حول وجود تقدّم، فهو إن صح سيكون بين مصر وإسرائيل، فيما اتهمت أوساط إسرائيلية، بالمقابل، حتى من داخل فريق المفاوضات، نتنياهو في الآونة الأخيرة بإدخال شروط جديدة على مقترح الصفقة لعرقلته، بينما طالبت حركة حماس بالعودة الى مقترح 2 يوليو/ تموز الذي سبق أن وافقت عليه، وأفشله نتنياهو، ما يعني أن الحديث عن تقدّم بين إسرائيل ومصر، لا يعني أنه سيفضي بالضرورة إلى تقدّم أمام حركة حماس.

ويصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بالتحكم العسكري بمحوري فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ونتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه. وفي السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية أن "الاجتماعات التي جرت الليلة الماضية (الخميس - الجمعة)، بين الوفدين المصري والإسرائيلي لم تسفر عن إحراز تقدم"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وأشارت الهيئة إلى أن برنيع وبار، غادرا إلى القاهرة مساء أمس لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين لم تسمهم، لافتة إلى أن المحادثات ركزت على محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، جنوب قطاع غزة.

ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد"، فقد جاء الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة محملاً بمقترح جديد، يتضمن تطويراً لطرح كان قد سبق أن عرضه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته للقاهرة في منتصف الأسبوع. وبحسب المعلومات، فإن المقترح المطور يتضمن إمكانية القبول بوجود دائم لبعثة مراقبة أممية في عدة نقاط ثابتة يتم الاتفاق بشأن عددها على طول محور فيلادلفيا.

والخميس، أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تمسك نتنياهو بموقفه من بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور وفيلادلفيا ورفض فكرة انتشار قوات دولية فيه، وقال في البيان: "رئيس الوزراء لم يغير موقفه من ضرورة السيطرة والوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا".

وفي بيان آخر، قال مكتب نتنياهو إن "التقرير الذي يتحدث عن دراسة فكرة نشر قوة متعددة الجنسيات على طول ممر فيلادلفيا غير صحيح"، دون الإشارة إلى مصدر التقرير. وأضاف: "يصر رئيس الوزراء نتنياهو على مبدأ سيطرة إسرائيل على ممر فيلادلفيا لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها".

في المقابل، تصر حماس على إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً دموية على قطاع غزة المحاصر والمعزول، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، جلهم نساء وأطفال، عدا عن الدمار الهائل في البنية المدنية.

المساهمون