نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، معطيات تشير إلى ارتفاع كبير في وتيرة مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، محطّمة "رقماً قياسياً" بإصدارها 13 ألف رخصة بناء في غضون نصف عام فقط.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة تنفذ مخططاتها الاستيطانية بهدوء نسبيًا، وأنها منحت الاستيطان دفعة إضافية إلى الأمام، عقب عملية إطلاق النار التي استهدفت مستوطنين قرب مستوطنة "عيلي" بين نابلس ورام الله قبل يومين، ما أدّى إلى مقتل أربعة منهم وإصابة أربعة آخرين.
وأعلنت الحكومة مؤخرًاً المصادقة على بناء 4500 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية، كما صدّقت، أمس الأربعاء، على بناء ألف وحدة في "عيلي" رداً على العملية. وجاء "الرد" بالتوافق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيري الأمن والمالية يوآف غالانت وبتسلئيل سموتريتش، أمس الأربعاء.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن المعطيات التي حصلت عليها تشير إلى ارتفاع كبير وغير مسبوق في عدد التراخيص الممنوحة للبناء الاستيطاني، يصل تقريبًا إلى ضعف ما سُجّل في عام 2020، الذي صدر فيه أكبر عدد من التراخيص حتى اليوم.
ووفقًا للمعطيات التي نشرتها الصحيفة، كان عدد الوحدات الاستيطانية الموجودة في بداية البناء، لدى استلام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منصبه رئيساً للولايات المتحدة، نحو 7 آلاف وحدة، وفي العام الأخير من ولايته، والذي كان يُعتبر عامًا ناجحًا بشكل خاص في ما يتعلق بالبناء في الضفة الغربية، بلغ عدد الوحدات المصادق عليها 10223 وحدة"، بموجب ما أوردته "يسرائيل هيوم".
أمّا في ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية، "وعلى الرغم من معارضة الرئيس الأميركي جو بايدن لها" على حد تعبير الصحيفة، "وصل عدد الوحدات المصادق عليها حتى الآن إلى 13 ألفًا، في غضون ستة أشهر فقط (من عمر الحكومة)، بمعدّل سنوي يبلغ ضعف عدد الموافقات التي صدرت في العام الأخير من ولاية دونالد ترامب".
وأضافت "يسرائيل هيوم" أنه "إذا لم يكن ذلك كافيًا، فقد وافقت الحكومة، هذا الأسبوع، على قرار سيقصّر بشكل كبير إجراءات الموافقة على البناء في الضفة الغربية".
وقبل القرار الجديد، كان البناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة يتطلب خمس موافقات من المستوى السياسي في إسرائيل، جرى اختصارها إلى موافقتين فقط بموجب قرار الحكومة الجديد.
"أرقام غير عادية"
نقلت "يسرائيل هيوم" عن مصدر مطلع على إجراءات بناء الاحتلال في الضفة الغربية قوله: "هذه أرقام غير عادية. نلاحظ نضوج سموتريتش. لا يسارع للتباهي، ولكن في اختبار النتيجة، المعطيات (المتعلقة بالبناء) مجنونة".
وأردفت الصحيفة أن سموتريش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، كان قد "أطل في اجتماع للكتلة (البرلمانية) وحاول عدم التباهي كثيرًا بالإنجازات، على ما يبدو خشية استفزاز الأميركيين".
ووفقاً لـ"يسرائيل هيوم"، اكتفى سموتريتش بالقول إن "نشر مخططات البناء هو بشرى سارة لمواطني إسرائيل. إذا ما نظرنا إلى المعطيات قبل عام، فإننا حالياً نقف عند رقم قياسي بالتخطيط. سنواصل قيادة الاستيطان في جميع مناطق أرض إسرائيل، بطريقة واضحة ومن دون اعتذار".
من جهته، قال رئيس المعارضة يئير لبيد لـ"إسرائيل اليوم": "نحن في أزمة كبيرة مع الأميركيين، وهذا النوع من التصرفات يسبب ضرراً في وقت نحتاجهم فيه. الأميركيون مندفعون للتوصل إلى اتفاق مع إيران، وإذا أردنا المخاطرة بذلك، فهذا يعني أن هذه الحكومة حقاً مجنونة".
ونقلت الصحيفة تحذير بني غانتس أيضاً، بعد قرار تقليص الإجراءات المتعلقة بالاستيطان، إذ قال إن "دولة إسرائيل بحاجة إلى مواصلة تطوير المستوطنات في الضفة الغربية، في الأماكن الصحيحة وبالطريقة الصحيحة. على الرغم من أن الطريقة المتّبعة حتى اليوم بيروقراطية وطويلة، لكنها جعلت من الممكن الحفاظ على التوازنات بشكل صحيح. لقد استسلم نتنياهو لضغوطات سموتريتش ومنحه المزيد من الصلاحيات".