تصريحات نائب عراقي في القاهرة تغضب القوى السياسية والمليشيات الحليفة لإيران ببغداد

13 ابريل 2021
قوى سياسية حليفة لطهران تطالب بمحاسبة العاني وإقالته من البرلمان (فيسبوك)
+ الخط -

أثارت تصريحات نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب ظافر العاني، خلال مشاركته في اجتماع البرلمان العربي الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام، أزمة سياسية جديدة في بغداد، على خلفية مطالبة قوى سياسية حليفة لطهران، بمحاسبة العاني وإقالته من البرلمان.

وتأتي هذه الأزمة السياسية على خلفية كلمة للعاني، تحدث فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، وضرورة الالتفات إليها من قبل المنظمات الدولية، خاصة فيما يتعلق بملف المختطفين العراقيين وقمع المتظاهرين وتهجير أهالي مدينة جرف الصخر على يد المليشيات. 

ومن أبرز ما جاء في كلمة النائب العراقي الذي مثل بلاده في البرلمان العربي بالقاهرة، أن المنظمات الحقوقية تتجاهل أو تقلل من قيمة الاعتداءات على حقوق الإنسان في العراق، لافتاً إلى أن "حقوق الإنسان تتعرض لانتهاكات خطيرة من قبل المليشيات التي تركب على ظهر الدولة العراقية".

وأوضح أن هناك أكثر من 10 آلاف مغيب لا يُعرف مصيرهم وتحرم عوائلهم من دفن رفات أبنائها، أو حتى جبر خواطرهم وتجري عملية اختطاف ممنهج وترويع وقتل للشباب من قادة التظاهرات، ولا يعرف أحد لليوم هوية قاتليهم.  

ولفت العاني إلى أن المليشيات تمنع عودة  100 ألف عراقي من مدينة جرف الصخر  من العودة لمنازلهم، ومثلها مدن أخرى بالعراق في مسعى لإحداث تغيير ديمغرافي.

وأضاف أيضاً أنه "يتم قصف المدنيين بصواريخ الكاتيوشا المصنوعة في إيران وأن العراقيين يدفعون ثمن علاقة ملتبسة بين أميركا وإيران، بانتظار نتائج مفاوضاتهم بعدما اختارت طهران العراق ساحة لتصفية صراعاتها الخارجة على يد المليشيات الإجرامية"، وختم بمطالبة البرلمان العربي "بوضع هذه المليشيات على لائحة الإرهاب وأن تُعامل كما يعامل تنظيم داعش الإرهابي".

وعقب تصريحات العاني، دعا نائب رئيس البرلمان وعضو التيار الصدري، حسن الكعبي، إلى طرد النائب ظافر العاني، مشيراً، في بيان، إلى أن ما تحدث به النائب العاني "دعاية انتخابية طائفية ورخيصة".

ونفى الكعبي وجود مختطفين أو مهجرين بفعل المليشيات كون مفوضية حقوق الإنسان في العراق لم تتحدث بذلك، ودعا إلى إقالته في أول جلسة للبرلمان، كما برر استمرار تهجير أهالي جرف الصخر، بأنها "كانت حاضنة للإرهاب"، حسب قوله.

وهاجم عضو تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، فالح الخزعلي تصريحات العاني واعتبرها صوتا لحزب البعث، معتبراً أن "العتب على البرلمان الذي ارتضى به نائبا".

وطالب القيادي في حزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، خلف عبد الصمد، بسحب الثقة عن النائب ظافر العاني، موضحاً، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، أن "تصريحات ظافر العاني في البرلمان العربي تضمنت مغالطات طائفية مقيتة وأكاذيب وافتراءات لا أساس لها وندعو مجلس النواب إلى حجب الثقة عنه بأسرع وقت".

كما علق زعيم مليشيا "جند الإمام"، إحدى الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، أحمد الأسدي قائلاً إن الحشد سيبقى جسراً للحرية، متهماً، في تصريحات له، بأن العاني عبارة عن "كتلة كراهية".  

واليوم الثلاثاء، رد تحالف "القوى العراقية"، الذي ينتمي إليه النائب العاني، على الهجمة التي وصفها بـ"الشرسة والمغالطات تجاه النائب العاني"، معتبراً أن بيان نائب رئيس البرلمان ضد النائب ظافر العاني "انتصار للظالم على المظلوم".

واستنكر الاتهامات الموجهة للنائب ظافر العاني، مؤكداً بالوقت نفسه على صحة ما جاء في تصريحاته، فيما يتعلق بانتهاكات المليشيات والمختطفين. وأوضح أن الموضوع مثبت وواضح، كما استنكر اتهام أهالي مدينة جرف الصخر بالإرهاب، معتبرا أنه منهج طائفي مردود على نائب رئيس البرلمان. 

وعلى مواقع التواصل تفاعل عراقيون وناشطون مع الأزمة، وقال الصحافي ومقدم البرامج السياسية العراقية أحمد الطيب معلقاً بالقول "يزعلون على ظافر العاني بسبب كلمات قالها، بس ما يزعلون وينتفضون على دماء الشباب اللي راحت وغلسوا عليها !! مالكم كيف تحكمون؟". 

وفيما اعتبر المحامي العراقي أحمد الزيادي رد نائب رئيس البرلمان بأنه مغالطة، قائلاً: "حسن الكعبي في تصريحه للرد على النائب ظافر العاني نفى فيه وجود مغيبين في العراق. إذن كيف صوتت سائرون على إحدى فقرات الموازنة والتي تنص على صرف رواتب لذوي المغيبين ومجهولي المصير في مختلف المحافظات العراقية واعتبارهم شهداء إذا لم يكن هنالك مغيبون فأنتم قد تسببتم بهدر أموال الدولة". 

المساهمون