عشرات الآلاف يصلون صلاة الغائب على روح إسماعيل هنية في مدن عربية

02 اغسطس 2024
صلاة الجمعة في جامع الجزائر، 2 أغسطس 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

أدى عشرات الآلاف من المصلين في مدينة تعز اليمنية وفي مدن موريتانية، اليوم الجمعة، صلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فيما استذكر خطباء المساجد في الجزائر الشهيد هنية، مستنكرين الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وفي كل ربوع فلسطين والوطن العربي.

ويأتي هذا في وقت أدى مئات آلاف المصلين في قطاع غزة والضفة الغربية والأقصى، اليوم الجمعة، صلاة الغائب على الشهيد إسماعيل هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان والشهداء عامة. وخيّمت أجواء من الحزن الشديد داخل مساجد النازحين ومخيماتهم بقطاع غزة على اغتيال هنية في طهران الأربعاء. وتحدث خطباء المساجد عن إسماعيل هنية ومواقفه الداعمة للوحدة الوطنية ودوره في تعزيز صمود الفلسطينيين، ومشاركته الاجتماعية الفاعلة في القطاع ومشاركة العائلات أفراحها وأحزانها، وحضوره الدائم في كل المناسبات.

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الغائب على روح هنية في تعز

وفي تعز اليمنية، أدى عشرات الآلاف عقب صلاة الجمعة صلاة الجنازة على روح الشهيد إسماعيل هنية. واحتشد عشرات الآلاف من أبناء تعز في شارع التحرير الأسفل تلبية للدعوة التي أطلقتها الأحزاب والمكونات السياسية في المحافظة لأداء صلاة الجمعة، تنديداً باغتيال رئيس حماس. وهتف المتظاهرون للمقاومة الفلسطينية ونددوا بجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

ورفع المتظاهرون صور الشهيد هنية والأعلام الفلسطينية واليمنية، كما رفعوا شعارات تشيد بصمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وردّد المتظاهرون هتافات تحيي المقاومة الفلسطينية وتشيد بصمودها وتندد بحالة الخذلان العربي.

وكانت الأحزاب السياسية في تعز قد دانت جريمة اغتيال هنية في طهران، معتبرةً أن هذه الجريمة "تكشف الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي". كما اعتبرت الأحزاب السياسية أن سلسلة الاغتيالات التي تستهدف قادة المقاومة عبر مسيرتهم ونضالاتهم الطويلة "لن تزيد المقاومة إلا اشتعالاً ودافعية إلى الصمود والاستمرار في خيار المقاومة حتى تحرير فلسطين وإسقاط المشروع الصهيوني". 

خطباء مساجد الجزائر يستذكرون اغتيال هنية

وفي الجزائر، استذكر خطباء المساجد الشهيد هنية. وقال خطيب الجمعة في جامع الجزائر، الشيخ عماد بن عامر، إن "آلة القتل الهمجية تعتدي على حرم بعض البلدان العربية والإسلامية، اعتداءً مفضوحاً صارخاً؛ متحدية بذلك كل العالم، لتزهق أرواح ضيوف آمنين بغير وجه حق، ويرتقي ضحاياها شهداء بإذن الله تعالى، عند مليك مقتدر، فهل من إفاقة لأمة الإسلام من غفوتها؟ وهل من انتفاضة للعالم الحر؟ وهل تعيَّن الآن على أمتنا واجب الوقت الذي يحررنا من خوفنا، ويطلقنا من قيودنا، ويعيد لنا مجدنا؟".

وأضاف بن عامر: "نستنكر بشدة مع كل العالم الحر الجرائمَ الشنيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم في أرض غزة العزة، وفي كل ربوع فلسطين، من إبادة جماعية؛ وقتل وحشي؛ وحصار ظالم؛ وتجويع لأمة بأسرها، قد فاقت مدته الثلاثمائة يوم، وممارسةِ أبشع صور التنكيل والتعذيب على أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني".

وخصص إمام مسجد سعد الدين بن معاذ في الجلفة وسط البلاد، الشيخ جموعي خليى، خطبة صلاة الجمعة لاستعراض أبعاد الاستشهاد من "أجل الدفاع عن الوطن"، على ضوء استشهاد هنية، وحثّ على "ضرورات الدعم والإسناد المادي والمعنوي للمقاتلين في أرض الرباط، وضرورة نصرة غزة والأقصى". فيما تحدث إمام مسجد بلدية قاوس بولاية جيجل شرقي الجزائر، الشيخ سمير، عن غزة وعن المقاومة وعن الدفاع عن الأقصى.

وفي السياق نفسه، أقيمت اليوم صلاة الغائب على روح إسماعيل هنية خلال اجتماع مجلس شورى حركة مجتمع السلم عقب صلاة الجمعة، فيما حضر رئيس الحركة السابق عبد الرزاق مقري إلى الدوحة وشارك في الجنازة المهيبة التي أقيمت لهنية، وقامت بعض مكاتب الحركة في الولايات وقفات لتأبينه.

آلاف الموريتانيين يؤدون صلاة الغائب على إسماعيل هنية

ومن موريتانيا، أدى آلاف الموريتانيين، الجمعة، صلاة الغائب على إسماعيل هنية. وأفاد مراسل "الأناضول" بأن صلاة الغائب أقيمت على هنية في عدة مساجد بالعاصمة نواكشوط ومدن موريتانية أخرى. وفي خطبة الجمعة بالجامع الكبير في نواكشوط، وصف مفتي موريتانيا أحمد ولد لمرابط، اغتيال هنية بأنه "جريمة نكراء". ودعا المفتي ولد لمرابط إلى "دعم المقاومة الفلسطينية بكل الطرق".

وفي وقت سابق الجمعة، قالت وزارة الخارجية الموريتانية إن اغتيال هنية من شأنه أن "يقوض الجهود الدولية الهادفة لوقف العنف في الشرق الأوسط وحرب الإبادة" في قطاع غزة. ودانت الخارجية في بيان، اغتيال هنية، معتبرة ذلك "انتهاكاً لكافة المواثيق والمبادئ الأخلاقية والدبلوماسية".

وأمس الخميس، عبّرت الأحزاب السياسية الموريتانية عن إدانتها لاغتيال هنية. وأكد بيان مشترك لـ19 حزباً سياسياً، بينها حزب "الإنصاف" وأحزاب المعارضة الرئيسية، "ضرورة الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية". كما دعت الأحزاب السياسية "كافة قوى الأمة الحية بما فيها الشعب الموريتاني إلى الانتفاض نصرة للقضية، والتضحية في سبيلها بكل غالٍ ونفيس وتكثيف الأنشطة الجماهيرية المساندة لها والمنددة بالعدوان الذي بدأت دائرته تتمدد لتشمل ساحات جديدة بطشاً وتنكيلاً بكل مقاوم للمحتل الغاصب".