تتصاعد حدة التوتر بين مكونات الحكومة الإسرائيلية، عشية طرح الموازنة العامة لسنة 2023-2024 للتصديق عليها في الكنيست حتى موعد أقصاه نهاية شهر مايو/أيار الحالي، في ظل تهديدات وزراء بالاستقالة في حال عدم حصولهم على ميزانيات أكبر، بموجب المبالغ التي نص عليها الاتفاق الائتلافي.
وفي تصعيد جديد، نقل موقع "والاه" العبري مساء أمس الخميس، عن وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوف، الذي يتزعم حزب "أغودات يسرائيل الحريدي" ووزير القدس والتراث مئير بوروش، تهديدهما بالاستقالة من الحكومة في حال عدم التزام نتنياهو بتحويل مزيد من الأموال لهما، والتصويت ضد الميزانية.
في المقابل، نقلت قناة "كان 11" أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هدد نتنياهو من جانبه بالاستقالة، في حال خضوعه لمطالب غولدكنوف وبوروش. كذلك، يعارض رئيس لجنة المالية البرلمانية موشيه جافني ورئيس حزب "شاس" أرييه درعي مطالب حزب "أغودات يسرائيل".
ونقل موقع "والاه" أن حزب "أغودات يسرائيل" يضغط على نتنياهو لإيجاد الحلول خلال نهاية الأسبوع الجاري، بشأن توفير الأموال الإضافية التي يطالب بها، وإلا فإن أحد الوزيرين سيستقيل من الحكومة الأسبوع المقبل، بهدف العودة إلى الكنيست والتصويت ضد الميزانية في القراءتين الثانية والثالثة.
كما أبرق وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوف، إلى شريكه في الكتلة البرلمانية موشي عافني، رئيس حزب "ديغل هتوراة"، أمس، مطالباً إياه بعدم التصويت لمصلحة الموازنة في حال لم يلتزم الليكود بالاتفاق الائتلافي الذي شمل تحويل مبالغ مالية للمعاهد الدينية.
وبالأمس نقل موقع "والاه" العبري انتقاد مصدر في الائتلاف لم يسمه لحزب "أغودات يسرائيل"، بحيث قال: "ثمة حدود.. من السخف عدم وجود ذرة مسؤولية".
وقال نفس المصدر حول مطالب الكتلة بمزيد من الميزانيات لمؤسسات "الحريديم"، إنه "لم يسبق أن حصل جمهور الحريديم على ميزانيات بهذا الحجم منذ إقامة الدولة، وليس منطقياً عدم قدرتهم على فهم القيود".
أزمة عميقة بين بن غفير وسموتريتش
في غضون ذلك، تتواصل خلافات الحكومة مع حزب "عوتسما يهوديت"، الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ويطالب بحصة أكبر من الميزانية لوزارة "النقب والجليل" التي يتولى الحزب حقيبتها من خلال الوزير إسحاق فاسرلاوف.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت"، الخميس، عن مصادر في "عوتمسا يهوديت" قولها إن الخلافات ليست على أمر بعينه، ولكنها تعكس أزمة عميقة بين بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رغم خوضهما الانتخابات الأخيرة للكنيست بقائمة واحدة (تحالف الصهيونية الدينية) وتحوّلهما إلى شريكين أساسيين في الحكومة.
كما نقل الموقع عن مصادر في وزارة المالية أن "أياً من الوزراء لم يتلق ما وُعد به في الاتفاقات الائتلافية، وأن ثمة حاجة لتقليص كافة الوعود الأصلية". ونقل عن مصدر في "الصهيونية الدينية" قوله إن "بن غفير هو الوحيد الذي ترجم غضبه إلى تغيّب (عن التصويت في الهيئة العامة)، ما أدى إلى خسارة الائتلاف وهذا تجاوز للحدود".
ائتلاف بدون بن غفير
بدوره، عرّج عضو الكنيست بوعز بيسموت (الليكود) في حديث لموقع "والاه" على تهديدات بن غفير، قائلاً إن "العمل مع السياسيين صعب. أقول لصديقي إيتمار بن غفير: يمكن الوصول إلى 61 (نائبًا في الائتلاف) بطرق أخرى، ولكن دعونا نحافظ على الوضع".
نتنياهو يطالب أعضاء الحكومة بالتوقف عن المناكفات
وفي ظل حرب التصريحات ومواصلة بعض الأحزاب الضغط على وزارة المالية والحكومة، استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاركته بأمسية ليل الخميس، احتفالًا بما يُسمى "يوم القدس" ليطالب قادةَ الكتل المشاركة في الائتلاف بالتوقف عن المناكفات على خلفية قانون الموازنة وأموال الاتفاق الائتلافي.
واعتبر نتنياهو في كلمته أن "الحكومة الحالية هي الأفضل لقوى اليمين"، مضيفًا: "آن الأوان للتوقّف عن التهديد والمقاطعة (أي مقاطعة التصويت في الكنيست مثلما فعل حزب بن غفير يوم الأربعاء الماضي)". واستطرد: "على الجميع العمل معًا من أجل تمرير الميزانية من أجل مصلحة الشعب".
يذكر أن عدم تمرير الميزانية حتى نهاية الشهر الجاري بالقراءات الثلاث، سيعني حلّ الكنيست والتوجه إلى انتخابات برلمانية جديدة.