تصاعد التحذيرات الدولية والعربية من توسّع الحرب في لبنان

26 يونيو 2024
آثار القصف الإسرائيلي على بلدة الخيام جنوبيّ لبنان، 23 يونيو 2024 (ربيع ضاهر/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التحذيرات الدولية والعربية تتزايد بشأن احتمال توسع الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، مع تأكيدات على دعم لبنان ومحاولات لحل الشغور الرئاسي والأزمة السياسية.
- زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للبنان تسلط الضوء على خطورة الوضع دون تقديم حلول ملموسة، بينما يؤكد رئيس الوزراء اللبناني التزام بلاده بالقرارات الدولية وسعيها للاستقرار.
- تصاعد القلق الدولي مع تحذيرات من خطورة توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية لتشمل لبنان، وتأكيدات من تركيا والأردن على دعم لبنان وضرورة العمل لمنع تصاعد الصراع.

زيارة بيربوك لم تحمل مبادرة لوقف إطلاق النار

أردوغان: نقف بجانب لبنان في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل

الأمم المتحدة: اتساع الحرب إلى لبنان قد يكون مروعاً

تتصاعد التحذيرات الدولية والعربية من احتمالية تمدد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة إلى لبنان ونشوب حرب إقليمية، في ظل توالي التصريحات والتهديدات الإسرائيلية التي تهدد بشنّ حرب محتملة، في وقت لم ينجح أي حراك دبلوماسي حتى الآن في التوصل إلى صيغة أو اتفاق بين حزب الله وإسرائيل.

زكي: الجامعة العربية تقف مع لبنان بشكل كامل

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، إزاء ما يواجهه من مخاطر إسرائيلية على حدوده الجنوبية. وقال زكي في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري: "إننا هنا للتضامن مع الشعب اللبناني والدولة اللبنانية بما تواجهه من مخاطر بخصوص الوضع في الجنوب والحرب مع إسرائيل، وبغضّ النظر عن أيّة أمور، فإنّ الجامعة العربية تقف مع لبنان بشكل كامل".

وكان زكي قد التقى كبار المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم رؤساء كتل نيابية وأحزاب سياسية، وتركزت مباحثاته حول الملف الرئاسي والجهود المبذولة من الخارج للمساعدة في إحداث خرق بجدار الأزمة، إلى جانب التطوّرات في غزة والجنوب اللبناني. وأشار زكي إلى أنّ "الشغور الرئاسي يُعطّل الكثير من الملفات والأمور والعمل في الدولة اللبنانية"، لافتاً إلى أنّ "الحوار ينصبّ مع الجميع على مسألة كيفية حلّ الشغور، والوصول إلى نهاية للحرب الدائرة في الجنوب"، معربًا عن أمله في "التمكّن بنهاية الزيارة من الوصول إلى خلاصة إيجابية أكثر بشأن الوضع في هذين الموضوعين تحديداً".

ورداً على سؤال عما إذا كان قد حمل رسالة محدّدة من الجامعة العربية إلى الرئيس بري، قال زكي: "دائماً ننقل إلى الرئيس بري وللجميع في هذه الزيارة ما نراه من تقدير موقف عربي إقليمي دولي، بحيث إنّ الجميع يتابع الوضع العربي والإقليمي، لكننا دائماً نحرص على أن نضع رؤيتنا في هذا المجال، لأننا نعتقد أن المشاركة في هذه الرؤى تفتح المجال أكثر في العمل السليم الصحيح المبنيّ على أسس وعلى إدراك كامل لخبايا الأوضاع والتحديات التي يواجهها هذا البلد".

وحول قدرة الجامعة العربية على الوصول إلى حل للشغور الرئاسي، قال زكي إن هناك مساعي للوصول إلى "تفاهمات بما في ذلك حقيقة ما تحدث عنه الرئيس بري ومسعاه للحوار". وأردف: "أعرف أنّ الرؤى قد لا تتلاقى بالكامل حول هذا الموضوع، ولكن في النهاية يحتاج أمر حسم الشغور الرئاسي إلى المزيد من التشاور بين السياسيين، هذا الأمر ليس أمراً سيئاً بحدّ ذاته، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون شرطاً في كل مرة تحصل فيها انتخابات رئاسية تسير الأمور بهذا الشكل".

زيارة بيربوك لم تحمل مبادرة لوقف إطلاق النار

ويتكثّف الحراك الدبلوماسي تجاه لبنان على وقع ارتفاع التحذيرات العربية والدولية من خطورة الوضع وارتفاع احتمالات توسُّع رقعة الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها من وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي زارت بيروت أمس الثلاثاء، آتية من تل أبيب، ونبّهت من أنّ "الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة".

في الإطار، قال مصدرٌ مقرّبٌ من ميقاتي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزيرة الألمانية لم تحمل مبادرة أو اقتراحاً لوقف إطلاق النار، لكنها نبّهت من خطورة الوضع وأن سيناريو الحرب الشاملة يبقى قائماً، وتوقفت عند ضرورة التقاء لبنان مع المساعي الخارجية الدولية للتهدئة ووقف التصعيد، فيما أكد ميقاتي أنّ الموقف اللبناني الرسمي أصبح معروفاً لدى كل الموفدين وبشكل علني بأنه لا يريد الحرب، ويسعى للاستقرار، وهو ملتزم القرارات الدولية كافة"، مكرراً التأكيد أنّ "لبنان لم يحصل بعد على أي ضمانة دولية بعدم شنّ الإسرائيلي عدواناً شاملاً على أراضيه".

وأشار المصدر إلى أنّ "الاجتماع تطرّق إلى التطورات في غزة، وسط تأكيد أن وقف إطلاق النار فيها سينعكس على الجبهة اللبنانية، وبحث وضع الجيش اللبناني وأهمية الدور الذي يقوم به، إضافة إلى التعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل) وضرورة تعزيز التنسيق لإرساء الاستقرار". ولفت إلى أنّ "هناك حركة موفدين إلى لبنان بالنظر إلى دقة الوضع، مع تأكيد الخارج أنه لا يريد حرباً في لبنان، مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقتٍ ممكنٍ، خصوصاً أنّ وجوده مهمّ وضروري بهذا الظرف".

الصفدي: خطر توسُّع الصراع الإقليمي يتفاقم

من جهته، أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني جيورجوس جيرابيتريسيس في أثينا، أنه "لا يمكن أن يسمح لنتنياهو ووزرائه المتطرفين بمزيد من الإجراءات التي ترهن المنطقة للدمار"، مشيراً إلى أن "خطر توسع الصراع الإقليمي يتفاقم يوماً بعد يوم، وهذا يدفعنا جميعاً باتجاه تحركات فورية ومستعدون بالعالم العربي لذلك". وتابع الصفدي، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول: "الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، ولا يمكن السماح باستمرار الحرب على غزة (..) يجب أن تتوقف".

أردوغان: نقف بجانب لبنان في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتضامن مع لبنان في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل، ودعا دول المنطقة إلى دعم بيروت أيضاً. وقال لنواب حزب (العدالة والتنمية) الذي يتزعمه، إن نتنياهو يخطط لتوسيع نطاق حرب غزة في المنطقة.

وأضاف بحسب ما تنقله وكالة رويترز: "يبدو أن إسرائيل حولت تركيزها إلى لبنان بعد تدمير غزة وحرقها. نعتقد أن الدول الغربية تدعم إسرائيل من وراء الكواليس". وأشار أردوغان إلى أن "خطط نتنياهو لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة ستؤدي إلى كارثة كبيرة"، مضيفاً أن الدعم الغربي لإسرائيل "مؤسف". وقال: "تقف تركيا إلى جانب الشعب (اللبناني) الشقيق ودولة لبنان الشقيقة. أدعو الدول الأخرى في المنطقة إلى التضامن مع لبنان".

لافروف يحذر من توسع الحرب

في غضون ذلك، وجه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، انتقادات إلى التوجه الإسرائيلي نحو توسيع العملية العسكرية على الأراضي الفلسطينية لتشمل لبنان، معرباً عن أمله أن يدرك المجتمع الدولي وحلفاء إسرائيل ذلك. وقال لافروف خلال فعالية الدورة العاشرة لـ"قراءات بريماكوف" التي تحمل اسم الدبلوماسي والسياسي السوفييتي والروسي الراحل، يفغيني بريماكوف، في موسكو: "ينشب حالياً خطر توسع رقعة العنف لتشمل لبنان، وقد أعلنت القيادة الإسرائيلية ذلك". وأضاف: "آمل أن يدرك المجتمع الدولي، بما في ذلك أبرز حلفاء إسرائيل بالطبع، الكارثية المطلقة لمثل هذه المقاربات".

وذكّر لافروف بأن موسكو نددت فوراً بـ"هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ولكنها عارضت الأساليب التي قررت القيادة الإسرائيلية أن تكافح بها الإرهاب مع انتهاك أحكام القانون الإنساني الدولي". ومع ذلك، وصف لافروف علاقات بلاده بإسرائيل بأنها جيدة، مؤكداً انحياز موسكو الدائم لـ"تأمين إسرائيل"، مُقراً في الوقت نفسه بأن تجاهل إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن حق الفلسطينيين في دولة مستقلة استمر لعقود مع الانكماش التدريجي للأراضي المخصصة لإقامة دولة فلسطينية.

غريفيث: اتساع الحرب إلى لبنان قد يكون مروعاً

بدوره، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك يمكن أن يكون "مروعاً". وقال غريفيث، الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر، للصحافيين في جنيف: "إني أرى ذلك بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود. وهذا يمكن أن يكون مروِّعاً".