تشاؤم إسرائيلي حيال احتمالات التوصّل إلى صفقة مع حركة حماس

13 يونيو 2024
صور المحتجزين في غزة معلقة على جدار في تل أبيب، 30 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إسرائيل تسعى لتحميل حماس المسؤولية في حال فشل صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقترحة من الرئيس الأمريكي، مع تحفظات من نتنياهو ومسؤولين آخرين.
- حماس تضع شروطاً تعتبرها إسرائيل غير ممكنة، بما في ذلك معارضة لهوية الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وإصرار على ضمانات دولية لإنهاء الحرب.
- المفاوضات مستمرة عبر وسطاء قطريين ومصريين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مع تقديم حماس رداً يشمل تعديلات تدعم جهود الدبلوماسية لتحقيق اتفاق.

"يديعوت أحرونوت": احتمالات التوصّل إلى صفقة هي أقرب للصفر

مسؤولون إسرائيليون: الكرة موجودة الآن في ملعب واشنطن

"هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي: الاتصالات مع الوسطاء ستستمر

تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي مساعيها الاستباقية لإلقاء اللوم على حركة حماس في حال فشل التوصّل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بموجب المقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، علماً أن إسرائيل لم تعلن موافقة علنية عليه، بل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين سبق أن تحدثوا الأسبوع الماضي، عن عدم دقة ما ورد في المقترح الذي عرضه بايدن، كما أن نتنياهو أخفى تفاصيله عن وزراء في حكومته، حذّره عدد منهم من المصادقة على المقترح.

وقد يعكس ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، من تشاؤم في إسرائيل إزاء التوصّل إلى صفقة، وقول مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم إن "احتمالات التوصّل إلى صفقة هي أقرب للصفر"، نوايا إسرائيل الحقيقية من الصفقة، والرفض المستمر لها. وحتى لو كانت حماس قد قالت نعم لما عرضه بايدن حتى دون تعديلات، كان نتنياهو سيواصل المماطلة والبحث عن ذرائع جديدة هو وعدد من وزرائه، مثلما حدث في الجولات السابقة من المفاوضات. مع هذا نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المفاوضات ستستمر.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدّثوا لصحيفة يديعوت أحرونوت أن حركة حماس وصلت إلى قناعة بأن إسرائيل تمر بوضع صعب وأن الحركة بإمكانها وضع شروط غير ممكنة، من بينها معارضتها على سبيل المثال منح إسرائيل إمكانية الاعتراض على هوية  كبار الأسرى الذين تطلب "حماس" بإطلاق سراحهم في الصفقة مقابل إعادة المجنّدات المحتجزات في قطاع غزة، فيما ادعوا أن إسرائيل وافقت على المساومة، على أن تحصل على حق الرفض لنصف هؤلاء الاسرى، أي نحو 100 أسير فلسطيني.

كما تصر "حماس"، وفق المسؤولين الإسرائيليين، على تقديم مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الأولى، وتطالب بإلغاء محور نتساريم من نهاية المرحلة الأولى إلى بدايتها، وتصر على أن لا يكون هنالك موعد نهائي تستأنف فيه إسرائيل إطلاق النار في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الثانية.

كما ترفض حركة حماس، وفق ما جاء على لسان المسؤولين الإسرائيليين، إبعاد الأسرى وتصرّ على إطلاق سراح كل منهم إلى منطقته، كما تصرّ على ضمانات لإنهاء الحرب، ليس من الولايات المتحدة فحسب، وإنما أيضاً ضمانات من الصين وروسيا وتركيا، الأمر الذي لا يمكن أن تقبله إسرائيل.

وبحسب أقوال المسؤولين الإسرائيليين، فإنه بخلاف ما كان في الماضي، حيث كانت الكرة في ملعب إسرائيل أو حماس، فإن الكرة موجودة الآن في ملعب واشنطن، وإن "الأميركيين يقولون أيضاً إنه لا يمكن القبول بطلبات حماس، ولكن في إسرائيل يعتقدون بأن الأميركيين غير قادرين على ممارسة ضغط على قطر، والتي لم تتخذ حتى الآن أي عقوبات ضد حماس، ليس بطرد النشطاء ولا من خلال إغلاق حسابات مصرفية". وأضافت الصحيفة أن هناك "تشاؤماً كبيراً يعبّر عنه المسؤولون الإسرائيليون، ويقولون إنه من الصعب رؤية كيف ستتم الصفقة. وبالنسبة للجانب الإسرائيلي، فإن رد حماس هو رفض للصفقة".

من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، اليوم الخميس، قوله إن الاتصالات مع الوسطاء ستستمر على الرغم من رد حركة حماس على الصفقة. وتنظر دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى رد "حماس" على المقترح الإسرائيلي – الأميركي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى على أنه رفض للصفقة، ومع هذا ذكر مسؤول إسرائيلي وآخر أجنبي لم تمسّهما الصحيفة، أن المفاوضات "لم تنفجر"، وبتقديرهما ستتواصل. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّ "الرد الذي قدّمته حماس تضمّن تعديلات، من بينها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة بما يشمل رفح"، وتابع أن "المحادثات ستستمر الآن عبر الوسطاء القطريين والمصريين بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق".

وعلى الرغم من حديث المسؤول الإسرائيلي، ليس من الواضح ما إذا كان فريق إسرائيلي سيتوجه إلى قطر أو مصر ومتى. واعتبر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن رد حماس "سلبي". وورد ذلك في بيان مقتضب، مساء الأربعاء، جاء فيه أن رئيس الوزراء نتنياهو "يعقد هذا المساء (الأربعاء) جلسة لتقييم الأوضاع على ضوء التطورات في الشمال ورد حماس السلبي بشأن مخطط الإفراج عن المختطفين". 

في غضون ذلك، أصدر منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بياناً، اعتبر فيه أن رد حركة حماس "هو جزء لا يتجزأ من عملية المفاوضات. ويدور الحديث عن مرحلة أخرى لتمرير صفقة نتنياهو، وهي المبادرة الإسرائيلية الأولى التي وُضعت على الطاولة. منتدى العائلات يدعم أقوال (أنتوني) بلينكن (وزير الخارجية الأميركي)، الذي قال إنه يمكن جسر الفجوات. على جميع الجهات الاستمرار فوراً وبشكل مكثف في المفاوضات من أجل جسر الفجوات التي لا تزال موجودة".