"تسوية" درعا: جمع معلومات عن الخوذ البيضاء والمهجرين إلى الشمال

07 يونيو 2023
يستغل النظام السوري عملية التسوية لجمع معلومات عن جهات محددة (Getty)
+ الخط -

كشفت مصدر مطلع على التسويات التي يجريها النظام السوري في محافظة درعا جنوبا، عن أن العملية يتخللها تحقيق بهدف الحصول على معلومات من الشخص الذي يجري التسوية، من خلال الإجابة عن أسئلة مكتوبة على ورقة، بعد كتابة بياناته الشخصية.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، إن النظام يعطي كل طالب للتسوية، وخاصة المدنيين منهم، ورقة كتبت عليها مجموعة من الأسئلة، منها:

  • هل أنت متخلف عن الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية أم لا؟
  • هل انتسبت إلى المجموعات الإرهابية المسلحة؟
  • هل انتسبت إلى المجموعات الخارجة عن القانون؟
  • هل شاركت بأعمال مخلة بالأمن (خطف، سلب، سرقة)؟
  • هل لديك سلاح أم لا؟
  • أفدنا عن أسماء الإرهابيين الذين غادروا إلى الشمال السوري.
  • أفدنا عما إذا تم إسعافك إلى الأراضي المحتلة.
  • أفدنا بما تعرفه عن الإرهابيين من جماعة الخوذ البيضاء.
  • أفدنا عن أماكن مستودعات الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي تعرفها.

وبعد انتهاء هذه الأسئلة، توجد فقرة في الورقة متعلقة بالمعلومات المتوفرة عن طالب التسوية لدى الأجهزة الأمنية التابعة للنظام. وبحسب هذه المعلومات، يمنح بعدها الشخص الموافقة على التسوية مع منحه مدة 6 شهور بهدف الالتحاق بالتجنيد الإجباري لدى قوات النظام.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن النظام واصل اليوم عملية التسوية لأشخاص يتحدرون من بلدات ومدن نوى، جاسم، نمرة، تسيل، بلدية الشيخ سعد، الناصرية.

وتستهدف عملية التسوية التي أطلقها النظام المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية و"الفارين من الجيش"، وقد مرت بمحطات عدة في درعا التي تعود اليوم من الباب الضيق، بعدما كانت مهد الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.

الصورة
مركز التسوية في درعا (تويتر)
درعا كانت مهد الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد (تويتر) 

وأجرى قرابة 4 آلاف شخص عملية التسوية منذ السبت الماضي وحتى أمس، وكلهم مطلوبون للنظام بهدف التجنيد الإجباري، أو مطلوبون بسبب فرارهم وانشقاقهم سابقا عن قوات النظام.

وذكر الناشط الحوراني أن النظام افتتح عمليات التسوية لأبناء درعا المغتربين أو الموجودين خارج مناطق سيطرته بإتاحة إمكانية إجراء التسوية من قبل شخص من الأقارب.

وقالت وكالة أنباء النظام "سانا"، أمس الثلاثاء، إنه تمت تسوية أوضاع 3548 مدنياً و260 عسكرياً و4 عناصر شرطة.

وكان النظام السوري قد هجّر آلاف الرافضين لعملية المصالحة والتسوية على مراحل متفرقة في درعا وريفها.

وتجري عمليات التسوية حاليا بإشراف لجنة أمنية من قوات النظام ووجهاء محليين ومسؤولين في "اللواء الثامن" التابع للفيلق الخامس والأمن العسكري، وهو تشكيل مسلح كان سابقا من ضمن فصائل المعارضة المسلحة قبل انخراطه في التسوية والمصالحة مع النظام بدعم من روسيا.

وكان النظام قد بدأ، السبت الماضي، عملية التسوية الجديدة في درعا، وأجرى سابقا مصالحات وعمليات تسوية في المحافظة منذ صيف عام 2018، وعلى أثرها سيطر على كامل المحافظة التي تعيش فلتانا أمنيا مستمرا.

المساهمون