استمع إلى الملخص
- التوترات الداخلية والتصريحات المتبادلة: شهد حزب الشعب الجمهوري توترات داخلية، حيث هاجم النائب يوكسل أرسلان إمام أوغلو، مما أكد رغبة ياواش في لعب دور بالمستقبل السياسي لتركيا.
- التحديات والمنافسة المستقبلية: رغم دعم ياواش لإمام أوغلو في حال تعرضه للمنع السياسي، إلا أن تصريحاته تكشف عن المنافسة الخفية بينهما، في ظل دعوات المعارضة لانتخابات مبكرة.
كشف رئيس بلدية أنقرة من حزب الشعب الجمهوري المعارض، منصور ياواش، اليوم الخميس، عن قبوله الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا بحال ترشيح حزبه له، ليزاحم بذلك رئيس بلدية إسطنبول عن الحزب نفسه، أكرم إمام أوغلو، الطامح لدخول السباق الرئاسي المقبل.
وتداولت وسائل إعلام تركية في الفترة الأخيرة وقائع منافسة تدور داخل أروقة الحزب، الذي يعتبر أكبر أحزاب المعارضة، بين الرجلين. ويأتي تصريح ياواش ضمن هذه الأجواء، فقد أفاد أنه لا ينوي الاستقالة من حزب الشعب الجمهوري، مؤكداً أنه إذا رشحه الحزب للانتخابات الرئاسية فهو مستعد للترشح.
وقبل أيام هاجم يوكسل أرسلان، النائب البرلماني المستقل والمقرب من ياواش، عبر منصة إكس رئيس بلدية إسطنبول بالقول إن "من يجوب أبواب العواصم الأوروبية لتسلق السلم الوظيفي، لا يستطيع أن يرى أتاتورك كما نراه" متهماً أوغلو بأن ما يهمه فقط هو مستقبله السياسي "همه فقط مستقبله السياسي وما خُط له من مسار".
ورغم أن ياواش رفض هذه التغريدة، واعتبر أنها لا تعبر عنه مطالباً بمسحها، فإن النائب لم يمسحها، ليأتي تصريح ياواش اليوم أكثر وضوحاً عن رغبته في لعب دور بالمستقبل السياسي لتركيا. وأوضح ياواش في تصريحاته الصحافية، اليوم: "يمكن للسياسي وضع المخططات، ولكن لا ينبغي له أن يكون لعبة لأي مخطط. لا أريد الاستقالة ويجب العودة للنظام البرلماني في البلاد".
وأضاف فيما يخص مناقشات الترشح للانتخابات الرئاسية "نجد هذه المناقشات حزينة وغير ضرورية، إنهم يختلقون المناقشات قصداً، ولهذا أقول دائماً إذا رشحني الحزب فسأكون مرشحاً، لن أضيع وقتي بالكلمات الفارغة، وعلى الرغم من أنني وإمام أوغلو لا نقول أي شيء فإنهم ينتقدون الحكومة تحت اسم الكواليس، ويجعلوننا بصلب مناقشات غير ضرورية من شأنها أن تخدم الحكومة وتجعلنا ننسى جدول الأعمال".
وأكمل "جدول أعمال البلاد الوحيد هو وضع المتقاعدين، واقتراب ظروف الشتاء، ومواطنونا من ذوي الدخل المحدود الذين يعانون من الجوع، وعلى المعارضة أن تعمل بكل قوتها لحل المشاكل، وغير ذلك فكل ما يقال كلام فارغ".
كما دافع ياواش عن إمام أوغلو في حال تعرض للمنع السياسي، بسبب قضية ينظر بها القضاء تتعلق بشتمه أعضاء اللجنة العليا للانتخابات عام 2019، حيث نال حكماً بالسجن ومطالبة بالمنع من العمل السياسي مع وقف التنفيذ، وتنظر محكمة الاستئناف في قضية إمام أوغلو الذي يستعد للاستماع للقرار منها وبالوقت نفسه يترقب الشارع التركي هذا القرار في الأيام المقبلة.
وعلى الرغم من دعم ياواش لإمام أوغلو فإن تصريحه بمسألة استعداده للترشح تكشف حجم المنافسة الخفية التي تجري بينهما للترشح للانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجري في 2028. ويتفاعل الإعلام التركي وبرامجه الحوارية عبر الخبراء والسياسيين الذي يناقشون بشكل شبه يومي هذه المسألة، والحديث عن وجود هذا الصراع، ورغم الاستغراب من هذا التنافس في هذا الوقت المبكر، فإن هناك دعوات من المعارضة للذهاب للانتخابات المبكرة، وهذا ما يدفع ياواش وإمام أوغلو للتنافس سوية.
ويعتبر إمام أوغلو وياواش من أبرز المرشحين في جبهة المعارضة لأي انتخابات مقبلة سواء كانت مبكرة أو في وقتها، بوقت من غير المعروف مصير مرشح حزب العدالة والتنمية والتحالف الحاكم بظل عدم إمكانية الرئيس رجب طيب أردوغان الترشح دستورياً للانتخابات المقبلة، إلا في حال أقر البرلمان انتخابات مبكرة ولم يكمل فترته الدستورية الأخيرة التي تنتهي في عام 2028.
ولا تمتلك المعارضة رغم الدعوة على لسان رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال للذهاب لانتخابات مبكرة العام المقبل أو بعدها، الأغلبية الكافية في البرلمان للقيام بذلك، حيث تحتاج لموافقة 360 نائباً من أصل 600، فيما ترفض جبهة الحكومة حالياً أي حديث عن الانتخابات المبكرة.