اعتقلت السلطات الأمنية التركية ابن نائبة برلمانية كردية عن حزب "الشعوب الديمقراطي" المعارض، بعد تلقّيها صوراً له تظهر التقاءه بمطلوبين من قيادات حزب "العمال الكردستاني"، في جبال قنديل شمالي العراق.
وأفادت صحيفة "صباح"، المقربة من الحكومة، اليوم السبت، بأن محمد جهاد ساعاتجي أوغلو، ابن النائبة عن إسطنبول هدى كايا، اعتُقل بعد أن تسربت صور له وهو يلتقي مع قيادات الكردستاني في أماكن جبلية، وهم على النشرة الحمراء ومطلوبون، ما دفع قوى الأمن في مدينة إسطنبول إلى اعتقاله.
وبحسب الصحيفة التي نشرت الصور أيضاً، فإن شعبة مكافحة الإرهاب بمديرية الأمن في إسطنبول تلقّت بلاغاً عبر البريد الإلكتروني تضمّن رسالة وصوراً.
وجاء في الرسالة، بحسب الصحيفة، "ابن النائبة البرلمانية يذهب للقاء قيادات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ويعود إلى تركيا ويجري لقاءات مع قيادات الحزب، وأرغب في مشاركة الصور لقوات الأمن"، من دون تحديد من هو المرسل.
وأكدت "صباح"، أن قوى الأمن بعد تلقّيها البلاغ حققت في الأمر، وتبين أن ساعاتجي أوغلو ابن النائبة البرلمانية، كان قد غير اسم العائلة في عام 2021 بقرار قضائي، ليستخدم بدلاً عن ساعاتجي أوغلو اسم جمرة، ويصبح اسمه محمد جهاد جمرة.
وزادت أن قوى الأمن بعد تدقيقها في الصور تبين أن القيادات التي التقى بها ابن النائبة مدرجون على القائمة الحمراء المطلوبة في قيادات حزب "العمال الكردستاني" والتقطت في معسكرات الحزب بالجبال.
كما بينت التحقيقات أن ساعاتجي أوغلو (جمرة) التقط صوراً من مناطق الحكم الذاتي التي شكلها الكردستاني داخل تركيا في الأعوام 2015-2016، بمناطق جنوب شرق البلاد، وكانت الصور ملتقطة من أمام الحواجز والخنادق التي حفرها الحزب في بعض الأحياء والمناطق وإعلان حكم ذاتي بها.
ودققت قوى الأمن في قيود سفر ابن النائبة، ليتبين أنه سافر وغادر خارج تركيا عدة مرات من المعابر الحدودية جنوب شرق البلاد، أي العراق وإيران، وبعد اكتمال التحقيقات اعتقل من قبل قوى الأمن التابعة لولاية تشاناق قلعة الواقعة شمال غرب تركيا.
ونقلت الصحيفة أن ابن النائبة الثاني واسمه محمد مجاهد ساعاتجي أوغلو كان قد أوقف في آذار/مارس الماضي في أحد المطارات بعد العثور على مخدرات بحوزته، وخلال التحقيقات أفاد بأنه يعمل لدى كادر بلدية إسطنبول الكبرى التابعة للمعارضة.
وتأتي قصة ابن النائبة البرلمانية، بعد أشهر من إسقاط حصانة النائبة في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطية سمرة غوزال، لفتح المجال أمام التحقيقات التي تجري بحقها وصدور قرار باعتقالها، عقب تسريب صور لها مع أحد مسلحي الكردستاني الذين قتلوا في مواجهات مع الجيش التركي في الأعوام السابقة.
هذه التطورات تتزامن مع مواصلة المحكمة الدستورية العليا النظر في قضية دعوى إغلاق الحزب الكردي المرفوعة من المحكمة الإدارية العليا، حيث ينتظر أن يتم النظر فيها في الفترة المقبلة، مع تقديم الادعاء العام مرافعته، وتقديم الحزب الكردي مدافعته.
ومع اقتراب الانتخابات، يدفع التحالف الجمهوري الحاكم بتشديد خطابه تجاه الحزب الكردي، وربطه مع حزب "العمال الكردستاني"، من أجل تشتيت تحالف الشعب المعارض الذي يسعى لاستقطاب الحزب الكردي والحصول على أصواته في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة المنتظر إجراؤها منتصف العام المقبل.
وأدى تحالف المعارضة غير المعلن مع الحزب الكردي، إلى ذهاب أصوات الناخبين الأكراد في كبرى المدن لصالح مرشح المعارضة في الانتخابات البلدية التي جرت عام 2019، ما أدى إلى فوزها على التحالف الحاكم، خاصة في إسطنبول والعاصمة أنقرة، وهو ما شكل أملا لمزيد من التحالف في الانتخابات المقبلة، فيما تحاول الحكومة ضرب هذا التحالف، والتأثير على الناخبين الكماليين والقوميين في المعارضة.