ترامب يثير الانقسام في مارالاغو وجهته بعد البيت الأبيض

28 ديسمبر 2020
يغادر ترامب المنتهية ولايته قريباً واشنطن (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -

يغادر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب قريباً واشنطن، لكن بالنسبة لمناصريه في جنوب فلوريدا، يبقى بطلاً وتشكّل إقامته المقبلة في مارالاغو نبأ ساراً.

لكن الجمهوري المثير للجدل الذي يمضي عطلته الأخيرة في هذا المنتجع بصفته رئيساً لـلولايات المتحدة، لا يحظى بإجماع في هذه الولاية. بعض الأشخاص ينزعجون من ذهابه وإيابه بين ما يطلق عليه اسم "البيت الأبيض الشتوي" وملعب "ترامب إنترناشونال غولف"، ما يؤدي إلى شلل السير وينتظرون بفارغ الصبر أن يصبح "رئيساً سابقاً".

بحسب البرنامج الرسمي للبيت الأبيض، فإن ترامب يواصل من فلوريدا "العمل بدون كلل من أجل الأميركيين" وأيامه مليئة "بالكثير من الاجتماعات والاتصالات الهاتفية". لكن في واشنطن، يأسف عدد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين أو الجمهوريين على حدّ سواء، لأنه يركز القسم الأكبر من وقته على تغريدات لاذعة وثأرية، بدلاً من إدارة وباء كوفيد-19 الذي خلّف تداعيات خطيرة صحية واقتصادية في مختلف أنحاء البلاد. لكن على أرصفة "ويست بالم بيتش"، حيث يحب بعض أنصاره التجمع لرؤيته يعود من ممارسة رياضة الغولف، فإن الحماس لم يتغير.

يقول غريغ موني: "نحن نحبه كثيراً"، مضيفاً أن "رؤية رئيسنا، أقوى رجل في العالم، يمرّ على هذا الطريق، تجعلنا جميعاً فخورين بأن نكون أميركيين".

على طول ساوثرن بولفار، تجمع مئات الأشخاص في منتصف الأسبوع، ملوحين بالأعلام عند مروره وسط صيحات "أربع سنوات إضافية" أو "أوقفوا سرقة" (الانتخابات).

وبدأت عطلة دونالد ترامب في فلوريدا في جو من التوتر السياسي، لا سيما بسبب تأخره في توقيع خطة الإنعاش الاقتصادي الضخمة البالغة قيمتها 900 مليار دولار التي اعتمدها الكونغرس.

وبعد 20 يناير/كانون الثاني، الموعد الذي يفترض أن يسلّم فيه الرئاسة لجو بايدن في البيت الأبيض، فإنّ دونالد ترامب المعتاد على إثارة الجدل في واشنطن، يمكن من جانب آخر أن يواجه جدلاً آخر في فلوريدا. فبعض جيرانه يعتبرون بالواقع أن ليس له الحق في الإقامة بشكل دائم في ناديه الفخم المطل على البحر.

في رسالة تطرقت إليها صحيفة "واشنطن بوست"، لجأوا إلى بلدية بالم بيتش للتأكيد أن قطب العقارات السابق تخلى عن حقه في العيش في مارالاغو حين قام في التسعينيات بتحويل الملكية إلى نادٍ لزبائن أثرياء. ويبدو أن المعركة القضائية ستكون تقنية وحادة. لكن بالنسبة لمناصريه في المنطقة، فإنّ ذلك ليس سوى هجوم جديد لا أساس له ضد الشخص الذي يكنون له الإعجاب من دون شروط. فهم يعتبرون أن وجوده في مارالاغو هو قبل كل شيء أمر مهم واستثنائي لبالم بيتش، ويذكّرون بأنّ ترامب استقبل فيه مدعوين بارزين مثل الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وقال موني (43 عاماً) إن "الكثير من الناس هنا يريدون مجرد التمكن من تهنئته بصوت عالٍ، والقول له "شكرا على كل ما قمت به". وعلى غرار العديد من السكان الآخرين، يقول إنه مقتنع بتغريدات ترامب التي يشكك فيها لكن من دون تقديم أدلة بفوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، متحدثاً عن نظريات مؤامرة.

في المقابل، يعتبر روجر ايفرينغهام (82 عاماً) وهو مناصر للرئيس الديمقراطي المقبل، أنه آن الأوان لكي تطوي أميركا الصفحة. يرى هذا الرجل الذي يقيم بالقرب من مارالاغو، ويؤكد أن غالبية جيرانه من الديمقراطيين، أن هذه التجمعات المؤيدة لترامب ليست عفوية كما تبدو. ويضيف: "إنهم يأتون من أماكن أخرى، إنهم منظمون".

بعد ظهر الأحد، قدمت امرأة للتعبير عن سأمها من هذا الأمر بعد حوالى شهرين من الانتخابات. فقد وقفت قبالة مدخل نادي الغولف للتأكد من أن الرئيس سيراها، وكذلك مجموعة الصحافيين الصغيرة التي ترافقه، حاملة لافتة كتب عليها رسالة بسيطة "فاز بايدن، وأنت خسرت. تقبّل هذا الأمر وقم بشيء آخر". لكن موني على قناعة بأنه لن يتم نسيان ترامب بسهولة.

وإذا فكر، كما تقول بعض أوساطه، في الترشح مرة جديدة للرئاسة في 2024، فإن أنصاره في بالم بيتش سيحتشدون مجدداً لدعمه. وقال: "سنكون هنا بعد أربع سنوات!".

(فرانس برس)