بدأت قوات "التحالف الدولي"، بقيادة الولايات المتحدة، تدريبات عسكرية جديدة في قواعدها العسكرية المقابلة لأماكن تمركز المليشيات الإيرانية بريف محافظة دير الزور الشرقي والشمالي الشرقي، شرقي سورية، وسط أنباء عن أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تدرس بشكل جدي سيناريو عملية عسكرية في سورية.
وقال أبو عمر البوكمالي، من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات "التحالف الدولي" بدأت أمس الخميس تدريبات عسكرية جديدة لقواتها المتمركزة في قاعدتي حقل "العمر" (النفطي) ومنطقة الباغوز (آخر معاقل تنظيم داعش قبل دحره) بريف محافظة دير الزور الشرقي، وقاعدة حقل الغاز "كونيكو" بريف دير الزور الشمالي الشرقي، نافياً أن تكون القواعد قد تعرضت لأي استهداف من قبل طائرات مُسيرة.
وأشار البوكمالي إلى أن قوات "التحالف الدولي" عادت منذ أيام إلى قاعدة أخلتها قبل عدة أشهر في منطقة الباغوز، وبدأت تدريبات عسكرية فيها، بمشاركة طائرات حربية ومروحية، مُشيراً إلى أن المنطقة تقع على الجهة المقابلة لمدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية، وتعتبر من أبرز معاقل المليشيات الإيرانية شرقي سورية.
وسقط المعقل الأخير لتنظيم "داعش" في سورية على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بدعم ناري غير مسبوق من طيران التحالف الدولي، بقيادة أميركا، في مارس/ آذار 2019، بعد معارك استمرت عدة أشهر.
وأوضح البوكمالي أن قوات التحالف بدأت أيضا تدريبات في قاعدة حقل "العمر" المقابلة لمدينتي الميادين والعشارة اللتين تنتشر فيهما المليشيات الإيرانية، وتدريبات مماثلة في قاعدة حقل "كونيكو" المقابلة لمناطق الجفرة وحويجة صقر التي تتمركز فيها تلك المليشيات بريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وكانت تعزيزات عسكرية تابعة لقوات "التحالف الدولي" قد وصلت، صباح أمس الخميس، إلى قاعدة حقل "العمر"، قادمة من قواعد التحالف المنتشرة في إقليم كردستان العراق، عبر معبر "الوليد" على الحدود السورية- العراقية.
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن طائرة استطلاع إيرانية يرجح أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني سقطت في منطقة تابعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، نتيجة عطل فني، بعد إقلاعها من منطقة الشامية بريف دير الزور الغربي، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية.
وفي الثلث الأول من إبريل/ نيسان الماضي، استهدفت طائرات تابعة لقوات التحالف الدولي بعدة غارات جوية مواقع المليشيات الإيرانية في بلدة جديد عكيدات بريف محافظة دير الزور الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وذلك في أعقاب إطلاق صواريخ من مواقع تلك المليشيات على قاعدتي حقل "كونيكو" للغاز، وحقل "العمر" النفطي.
وفي 14 مارس/ آذار الماضي، استهدفت الطائرات الأميركية بعدة غارات جوية مواقع للمليشيات الإيرانية في باديتي الميادين والبوكمال شرقي محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل 19 عنصراً (11 من السوريين العاملين ضمن المليشيات الموالية لإيران، بالإضافة إلى 3 عناصر من قوات النظام، و5 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية) وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك عقب هجوم بطائرة مسيّرة على موقع عسكري أميركي قرب الحسكة شمالي شرق سورية، أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر وخمسة جنود.
سيناريو عملية عسكرية
في غضون ذلك، نقل موقع "نداء بوست" المختص بالشؤون السورية، اليوم الجمعة، عن مصدر دبلوماسي غربي لم يسمه، أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس بشكل جدي سيناريو عملية عسكرية في سورية.
وأكد المصدر أن الإدارة الأميركية الحالية لديها بالفعل رغبة لتغيير الواقع الميداني، لافتاً إلى أن التركيز قد يكون على شمال شرق سورية حيث انتشار المليشيات، وذلك بالتزامن مع "غوص روسيا بشكل أكبر في الحرب الأوكرانية، والهجوم المضاد".
وأشار إلى أن واشنطن تجري محادثات مع دول إقليمية بهدف التوافق على خطوات محتملة في الملف السوري، ما دفع المليشيات المدعومة من إيران و"حزب الله" اللبناني إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو.
وكانت المليشيات الإيرانية، وتلك المدعومة من روسيا، قد أرسلت خلال الأسابيع الماضية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى عدة بلدات بريف دير الزور الشمالي الغربي، شرقي نهر الفرات. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة قوات النظام السوري بالاشتراك مع المليشيات، وتقع على خطوط التماس مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وأعقبت هذه التعزيزات زيارة لوزير الدفاع في النظام السوري، اللواء علي محمود عباس، إلى خطوط التماس الفاصلة مع قوات "قسد" في تلك المناطق.