أجرى التحالف الدولي ضد "داعش" تدريبات في الحسكة شمال شرقي سورية، تزامناً مع نقل تعزيزات إلى خطوط التماس مع مناطق سيطرة النظام السوري عقب ساعات من تعزيزات للأخير وصلت إلى دير الزور.
وقالت مصادر محلية مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أجرى أمس تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة الشدادي جنوبي الحسكة، مضيفة أن التحالف أرسل أيضاً تعزيزات ضمت مدافع ودبابات وناقلات جند من الشدادي إلى قاعدة حقل كونيكو للغاز في دير الزور.
وقالت المصادر أيضاً إن التحالف الدولي سيّر دوريات أمس بمساندة من الطيران المروحي في محيط حقلي كونيكو والعمر في ريف دير الزور الشرقي، حيث تجولت في محيط المدن والقرى في المنطقة الممتدة بين القاعدتين على الضفة الشمالية من نهر الفرات.
وفي شأن متصل، أفادت شبكة "الخابور" المحلية بأن قوات التحالف الدولي فككت لغماً أرضياً زرعه مجهولون بالقرب من دوار العتال بين بلدتي البصيرة والشحيل بريف دير الزور الشرقي.
يأتي ذلك بعد أيام من إجراء التحالف الدولي ضد "داعش" تدريبات في القاعدتين، ووصول مزيد من الإمدادات العسكرية من العراق إلى قواعده في سورية.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت سابقاً بنقل قوات التحالف صواريخ من نوع "هيمارس" الأميركية، إلى قاعدة حقل العمر النفطي وقاعدة كونيكو.
تعزيزات عسكرية لقوات النظام في دير الزور
إلى ذلك، دفعت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، بتعزيزات عسكرية جديدة، من قطعها وثكناتها العسكرية المنتشرة في ريف العاصمة دمشق، ومحافظة حمص، باتجاه محافظة دير الزور، شرق سورية.
وقال مصدر عامل ضمن وحدات الرصد والمتابعة، التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الفرقة 18" و"الفرقة 11" (دبابات)، وقوات "الحرس الجمهوري"، أرسلت اليوم تعزيزات عسكرية ثقيلة من قطعها العسكرية المنتشرة في الريف الغربي من العاصمة السورية دمشق، ومدينة حمص، إلى مدينة الميادين التي تُسيطر عليها مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرق البلاد.
وأكد المصدر، أن التعزيزات ضمّت 7 دبابات من طرازات مختلفة، 5 مدافع ميدانية من طراز "130"، و 3 عربات "بي.إم.بي"، وراجمتي صواريخ من نوع "غراد"، رافقها قرابة الـ200 عنصر من الفرقتين وقوات الحرس الجمهوري.
ويرى، مدير مركز "الشرق نيوز" (المهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سورية)، فراس علاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تعزيزات قوات النظام والمليشيات الإيرانية في أرياف محافظة دير الزور خلال الأيام الأخيرة لها سببان، الأول أن إيران تريد القول من خلال هذه التعزيزات إن منطقة شرق سورية هي منطقة نفوذها، وسوف تدافع عنها حتى الرمق الأخير".
أمّا السبب الثاني، بحسب علاوي، فهو أن "إيران تريد الضغط على المنطقة الموجودة تحت سيطرة التحالف الدولي بشكل عام، والقوات الأميركية بشكل خاص شرق سورية، وذلك قُبيل الانتخابات الأميركية التي باتت قريبة جداً"، لافتاً إلى أن "هذا الضغط قد يؤدي إلى موافقة الأميركيين على بعض الطلبات الإيرانية في المنطقة، خاصةً أنهم قد لا يرغبون بالتصعيد بشكل كبير، وهذا تبين من خلال التصريحات الأميركية الأخيرة".
في غضون ذلك، قال موقع "فرات بوست" إن مدينة البوكمال في أقصى ريف دير الزور الشرقي عند الحدود السورية مع العراق شهدت استنفارا أمنيا أمس تزامنا مع زيارة أجراها مسؤولون عسكريون إيرانيون إلى المدينة. يُذكر أن مدينة البوكمال تتمركز فيها مليشيات محلية وأجنبية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية إن عنصرا من مليشيا "لواء الباقر" قتل وأصيب آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم على طريق أثريا الرصافة في البادية بين محافظتي الرقة وحماة.
وتشهد مناطق سيطرة النظام و"قسد" عموماً هجمات من قبل مجهولين، فضلاً عن انفجار ألغام زرعها مجهولون أو من مخلفات الحرب، في وقت يجري استعراض للقوة على جانبي خطوط التماس بين تلك المناطق.