أعرب مسؤولون في إقليم كردستان العراق، عن مخاوفهم بخصوص التحركات الأخيرة لمسلحي حزب "العمال الكردستاني" الذي ينشط في بلدات حدودية عراقية ضمن الإقليم، ويتخذها منطلقا لتنفيذ اعتداءات على الأراضي التركية، مؤكدين أنه ينفذ تنقلات عسكرية واسعة، محاولا التمدد نحو مناطق جنوبي الإقليم (محافظة نينوى)، محذرين من محاولته خلق فتنة مع البيشمركة.
وكانت مصادر أمنية كردية في محافظة دهوك شمالي العراق، قد تحدثت أول أمس الأربعاء، عن تحركات لمسلحي الحزب، في المناطق الحدودية المحاذية لتركيا، تحسباً من ضربات تركية تستهدف معاقلها.
وقال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، فرهاد كركوكي، إن "حزب العمال كثف من تحركاته في مناطق من محافظة كركوك وبلدة سنجار ومخمور (تابعة لمحافظة نينوى)، والسليمانية"، مبينا في تصريح لوكالة أنباء كردية محلية، أن "الحزب يفرض نفسه على مناطق الإقليم، وقد تسبب بسحب القوات التركية إلى داخل أراضي الإقليم".
وحذّر من خطورة هذه التحركات مشددا على "ضرورة إخراج عناصر الحزب من إقليم كردستان".
من جهته، كشف قائمقام قضاء بلدة سنجار، محما خليل، عن "حركة تنقلات لمسلحي حزب العمال من سنجار إلى جبل قنديل وبالعكس، شملت مقر قيادته ومعسكراته"، مؤكدا في تصريح له أن "الوضع في المنطقة متدهور، فعناصر الحزب يتحركون بأجندة خارجية ويتسببون بحالة قلق ورعب للأهالي".
وأشار إلى أن "سنجار تحولت إلى ساحة لأجهزة استخبارات دول الجوار بسبب عناصر الحزب".
تحركات الحزب التي تأتي عقب صدامات وقعت خلال الفترة الأخيرة مع قوات البيشمركة، أثارت قلق مسؤولين كرد، أكدوا أن "العمال الكردستاني" يريد خلق فتنة واقتتال، عبر التعرض لقوات البيشمركة وتهديده لمصالح إقليم كردستان العراق.
وقال مسؤول محور غرب كركوك في قوات البيشمركة، نوري حمه علي، إن "عناصر الحزب تركوا ساحتهم الرئيسية في شمال كردستان واتجهوا نحو جنوبي الإقليم، بهدف خلق فتنة فيها"، مضيفا في تصريح له "على هذا الحزب الابتعاد عن كل مقرات وقواعد قوات البيشمركة".
وأوضح أن "الحزب يسعى للامتداد والانتشار وتوسيع نشاطه هنا وهناك في مدن ومناطق الإقليم، ويقوم عناصره بالتضييق على الناس ويفرضون الضرائب والإتاوات عليهم، ويعرقلون عمليات الإعمار ويهددون الأمن والاستقرار فيها".
وكان عناصر الحزب قد شنوا ليل الاثنين- الثلاثاء، الماضي هجوماً على نقطة تفتيش تابعة لقوات البيشمركة الكردية على أطراف محافظة أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، وذلك بعد 3 أيام على هجوم مماثل على قوة كردية في منطقة متين بمحافظة دهوك الحدودية مع تركيا.
مقابل ذلك، اتخذت قوات البيشمركة الكردية استعدادات أمنية، لمواجهة أي طارئ قد يحصل، ووفقا لمسؤول كردي رفيع، فإن "هناك قلقا من تلك التحركات، فعناصر العمال قد يتسببون بمشاكل للإقليم، عبر الصدام مع البيشمركة، واستفزاز الأهالي وفرض الإتاوات عليهم".
وأكد المسؤول ذاته لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم كشف اسمه، أن "قوات البيشمركة اتخذت إجراءات مشددة، ووضعت خططا للتصدي لأي تحرك قد يقدم عليه عناصر الحزب"، مشيرا إلى أن "حكومة الإقليم خاطبت بغداد، وطالبتها بوضع حل لهذا الملف، والسعي لإخراج عناصر الحزب من البلاد".
ويتخذ حزب "العمال الكردستاني"، من جبال قنديل والمناطق الحدودية الوعرة داخل إقليم كردستان العراق معقلا له، وينشط مسلحوه في تلك المناطق ويشنون منها هجمات على الداخل التركي كما يفرضون ضرائب وإتاوات على سكان المنطقة، وتسببوا في إخلاء مئات القرى الحدودية داخل الإقليم من ساكنيها، كما يعرقلون إيصال الخدمات لعشرات أخرى منها.