تقود وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي تحركات دبلوماسية في نيويورك لحشد التأييد لموقف بلادها من سد النهضة الإثيوبي، وذلك قبل يوم من جلسة لمجلس الأمن حول السد.
وعقدت الوزيرة سلسلة من الاجتماعات شملت المندوبين الدائمين بمجلس الأمن وغير الدائمين، حيث التقت بالمندوب الصيني الدائم، وشرحت له تطورات مفاوضات سد النهضة بين السودان وإثيوبيا ومصر، ودوافع الخرطوم من اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وعبرت له عن تطلع السودان للعب الصين دورها المهم في المجلس لدعم اتخاذ خطوات تعزيز المسار الأفريقي من أجل التوصل لاتفاق ملزم يراعي مصالح جميع الأطراف وفي فترة زمنية محددة.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية السودانية أن المندوب الصيني الدائم أكد حرص بكين على علاقات الصداقة التي تربطها بالسودان والدول الأخرى في الإقليم، ووعد ببذل مساعيه داخل المجلس للوصول لنتيجة ترضي جميع الأطراف.
وتأتي جلسة مجلس الأمن الدولي، غداً الخميس، بناء على طلب من الخرطوم التي حثت مجلس الأمن في رسالة بعثت بها في 21 يونيو/حزيران الماضي على النظر في تعنت إثيوبيا وإصرارها على الملء الأحادي لسد النهضة في مرحلته الثانية.
وفي لقاء آخر، اجتمعت مريم الصادق المهدي بالمندوبة الدائمة لبريطانيا، العضو الدائم بمجلس الأمن، وأبلغتها بأن السودان ظل يؤكد أهمية توصل الدول الثلاث المعنية بسد النهضة، السودان ومصر وإثيوبيا، إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن مصالحها، مشيرة إلى تطلع السودان لمواصلة الاتحاد الأفريقي وساطته في موضوع سد النهضة مع تعزيزها بمشاركة جهات دولية وإقليمية أخرى، وفق إطار زمني واضح ومحدد، لضمان وصول العملية إلى غاياتها المرجوة.
كما اجتمعت الوزيرة بالمندوب الدائم لفيتنام، العضو غير الدائم بمجلس الأمن، وأوضحت له رؤية السودان لما يمكن أن يتخذه المجلس من قرارات تتمثل في رفض أي إجراء أُحادي يهدد أمن وسلامة الطرفين الآخرين، مع حث جميع الأطراف المعنية على ضرورة الانخراط البناء في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، وبمشاركة أطراف المبادرة الرباعية التي اقترحها السودان إضافة إلى جنوب أفريقيا.
وذكر بيان الخارجية السودانية أن المندوب الدائم لفيتنام تعهد بدعم مطالب السودان المشروعة واستعداده لدعم أي إجراء يتخذه مجلس الأمن دعماً للمسار الأفريقي للتوصل لاتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة.
إلى ذلك، عقدت المهدي اجتماعاً مع المجموعة العربية المصغرة المعنية بمتابعة تنفيذ قرار مجلس الجامعة العربية المعتمد بالدوحة في يوم 15 يونيو/حزيران الماضي، والمكونة من السعودية، والأردن، والمغرب، والعراق، بالإضافة لتونس، العضو العربي بمجلس الأمن، كما شارك في الاجتماع وفد الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة.
وعبرت الوزيرة عن شكر وتقدير السودان للموقف العربي الداعم لقضيته العادلة والمشروعة من أجل الوصول لاتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث، وذلك من خلال تعزيز مجلس الأمن لمسار التفاوض الأفريقي.
من جانبهم، أكد أعضاء المجموعة العربية المصغرة دعمهم الكامل والمطلق لموقف السودان ومصر، وأشاروا إلى أهمية وحدة الموقف الأفريقي في مجلس الأمن والممثل في عضوية الدول الأفريقية الثلاث كينيا، والنيجر، وتونس.