تحذير أممي من "تهديد حقيقي" وحدة سورية وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية

08 يناير 2025
أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى بيدرسون، 17 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا من تهديد لسيادة ووحدة الأراضي السورية بسبب مناطق خارج سيطرة السلطات، وأعرب عن قلقه من النشاط العسكري الإسرائيلي الذي يهدد الانتقال السياسي.
- تناول مساعد الأمين العام للأمم المتحدة الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الخدمات الأساسية وإعادة بنائها، مشيرًا إلى نقص الغذاء والمياه والكهرباء وتأثير الغارات الجوية.
- أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة على ضرورة احترام السيادة السورية ومنع استغلال الظروف من قبل إسرائيل، بينما ندد مندوب روسيا بالأعمال الإسرائيلية في الجولان المحتل.

حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون من وجود "تهديد حقيقي" لسيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية في ظل وجود مناطق كبيرة خارج سيطرة السلطات المؤقتة. ولفت إلى أن سورية "تسعى لرسم مسار جديد بعد سقوط النظام السابق قبل شهر واحد فقط. إن القرارات التي تتخذ الآن ستحدد المستقبل لفترة طويلة قادمة. وهناك فرص عظيمة ومخاطر حقيقية. ويتعين على السوريين والمجتمع الدولي أن يخطوا الخطوة التالية على النحو الصحيح". وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك. 

وعبّر عن قلقه العميق إزاء "استمرار الوجود والنشاط العسكري الإسرائيلي، بما في ذلك خارج منطقة الفصل في انتهاك لاتفاقية فك الارتباط لعام 1974. كذلك ينبغي رفع القيود المفروضة من قبل الجيش الإسرائيلي على حرية حركة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك دون تأخير. يجب أن تتوقف الهجمات على سيادة سورية وسلامة أراضيها". وأعرب عن قلقه إزاء تقارير "باستخدام الجيش الإسرائيلي للذخيرة الحية ضد المدنيين، والتشريد وتدمير البنية التحتية المدنية". وأكد أن "مثل هذه الانتهاكات، إلى جانب الضربات الجوية الإسرائيلية في أجزاء أخرى من سورية، التي أُبلغ عنها حتى الأسبوع الماضي في حلب، من شأنها أن تعرّض احتمالات الانتقال السياسي المنظم للخطر". وأشار إلى أن تنظيم "داعش" يشكل "مصدر قلق كبير". 

الوضع الإنساني

أما مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات الإغاثة والشؤون الإنسانية توم فلتشير، فتحدث عن ضرورة الحفاظ على الخدمات الأساسية وإعادة بنائها، والقيود المتعلقة بالوصول إلى المياه، وانعدام الأمن الغذائي الحاد، في وقت اضطر فيه برنامج الأغذية العالمي إلى خفض المساعدات الغذائية بنسبة 80 في المائة في العامين الماضيين بسبب نقص التمويل". وأشار كذلك إلى "تفاقم نقص الغذاء والمياه والكهرباء بسبب نقص الوقود والسيولة". وتوقف كذلك عند الغارات الجوية التي أدت إلى مقتل مدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية. وأضاف: "في الجنوب، أجبرت الغارات الإسرائيلية المدنيين، بمن فيهم الأطفال والجرحى والسكان، على إخلاء أجزاء من محافظة القنيطرة".

إلى ذلك، شدد مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، خلال مداخلته أمام المجلس باسم حكومة تسيير الأعمال على ضرورة "ضمان عدم استغلال كيان الاحتلال الإسرائيلي للظروف الراهنة لانتهاك السيادة السورية ومحاولة تكريس واقع جديد من خلال توغل قواته العسكرية في مساحات إضافية من الأراضي السورية، في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة وغيرها". وشدد على ضرورة "إلزام إسرائيل باحترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497". وأكد ضرورة "ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها أخيراً، ووضع حد لممارساتها العدوانية بحق أهلنا واحترام ولايتي بعثتي الأنسوم والأندوف وعدم المساس بهما". 

وتحدث عن عزم "السلطات السورية على صون استقلال سورية ووحدة وسيادة أراضيها ورغبتها في بناء علاقات ودية مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعيداً عن سياسات المحاور والاستقطاب". وأضاف: "سورية الجديدة حريصة على القيام بدور إيجابي على الساحة الدولية، وستكون عاملاً مساهماً في تعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين وعدم الانخراط في أي نزاعات أو حروب".

ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة "لاحترام إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية ودعم مؤسسات الدولة وجهودها الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار والنهوض بالمجتمع. وهذا يتطلب امتناع أي أطراف خارجية عن التشويش على العملية السياسية وكذلك امتناع الأطراف الخارجية عن السعي لتحقيق مكاسب لا تنسجم ومصالح الشعب السوري، ويجب الوقف الفوري للتصريحات والممارسات الرامية إلى محاولة افتعال الفتن وإثارة الفوضى وتحديد السلم الأهلي والمجتمعي".

من جانبه، رأى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الأربعاء، أن الأعمال الإسرائيلية في مرتفعات الجولان المحتلة تشكل تهديداً مباشراً لوحدة الأراضي السورية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وقال نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سورية: "نود أن نبرز بشكل خاص التهديد المباشر لوحدة الأراضي السورية جراء الأعمال غير المشروعة لإسرائيل التي تنتهج سياسة فرض الأمر الواقع بمرتفعات الجولان المحتلة عبر الاحتلال بالفعل لـ500 كيلومتر مربع من الأراضي السورية. تشكل الأعمال الإسرائيلية انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية، بما فيها العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة. نحث الزملاء في مجلس الأمن وممثلي أمانة الأمم المتحدة على إبداء تقييم نزيه لما يجري".

وهذه ليست أول مرة تندد فيها موسكو بالتجاوزات الإسرائيلية في سورية بعد سقوط نظام حليفها بشار الأسد قبل شهر، إذ حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، "الرؤوس الساخنة" في إسرائيل من استغلال الوضع في سورية لضمّ مرتفعات الجولان، مؤكداً ضرورة الوفاء الكامل باتفاقية فضّ الاشتباك المؤرخة بعام 1974.

وشدد الدبلوماسي الروسي على أن "الغارات الجوية وعمليات القصف الإسرائيلية وما يلحظ في العديد من المناطق من انتشار العنف، يتسبب في المتاعب والخسائر بين السكان المدنيين والإخلال بأداء مواقع البنية التحتية المدنية"، مضيفاً أن "الأنباء المنتظمة حول تعطيل البنية التحتية الحيوية لا يمكن ألا تثير القلق".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق بالتزامن مع سقوط نظام الأسد ليلة 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية "سهم باشان" شاركت في ضربتها الأولى وحدها 350 طائرة حربية محملة بأسلحة عالية الدقة، وأدت إلى تدمير المعدات العسكرية الحيوية ومخازن الذخيرة وزوارق القوات البحرية والطيران بشكل شبه كامل، مع استمرار التوغل الإسرائيلي في العمق السوري حتى اليوم.

المساهمون