تحذيرات من تصعيد محتمل مع اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى الأحد

17 ديسمبر 2022
جماعات يهودية متطرفة تدعو لاقتحام الأقصى (Getty)
+ الخط -

حذّرت مرجعيات وشخصيات دينية ووطنية مقدسية، اليوم السبت، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من تصعيد محتمل مع اقتحامات يوم غد الأحد، لباحات المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى بـ"عيد الأنوار".

ووصف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في تصريح صحافي، دعوات جماعات يهودية متطرفة لهذه الاقتحامات بأنها خطيرة، وتحمل معها نذر تصعيد كبير، كونها تشكل مرحلة جديدة من العدوان على الأقصى بحماية الاحتلال ورعايته.

وأضاف: "على الاحتلال ومستوطنيه التوقف عن محاولات المس بالمسجد، خاصة أن يلقى دعماً من قبل وزراء وأعضاء كنيست من اليمين المتطرف".

في حين، دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الفلسطينيين، خاصة في مدينة القدس المحتلة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، بدءاً من يوم غد الأحد، لإفشال مخططات المستوطنين تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد غدا.

وحذرت الهيئة، في بيان، اليوم السبت، من "اقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى دعت لها جماعات يهودية، على رأسها المتطرف بن غفير، بمناسبة عيد "الأنوار" اليهودي، الذي يبدأ يوم غد الأحد، ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي".

وقالت الهيئة، في بيانها، إن "هذه الجماعات بدأت منذ الأسبوع الماضي بالتحضير لهذه الاقتحامات والترويج لها، من خلال حملات إعلانية واسعة النطاق تدعو فيها صراحة إلى إدخال "الشمعدان" وإضاءته داخل المسجد الأقصى".

وأكدت أن "الجماعات المتطرفة تحاول توظيف المناخ السياسي في دولة الاحتلال والتوجهات الفاشية للحكومة الإسرائيلية القادمة لتكريس برامجها ورؤيتها التهويدية لتغيير الوضع القائم، وفرض قواعد جديدة تمكّنهم بصورة رسمية من أداء طقوس تلمودية بصورة علنية، والدفع قدماً بمخطط تقسيم المسجد الأقصى".

من جهته، حمّل الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حاتم عبد القادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التبعات الخطيرة لهذه الاقتحامات التي تنتهك قدسية المسجد وهويته الإسلامية". وقال: "سندافع عن مسجدنا ولن نسمح لهؤلاء المتطرفين بأن يفرضوا أمراً واقعاً جديداً من خلال تدنيسهم المسجد برعاية وحماية قوات الاحتلال".

وحث عبد القادر جموع المقدسيين، وعموم أبناء الشعب الفلسطيني على الرباط في الأقصى لإفشال هذه الاقتحامات والتصدي لها.

وكانت جماعات الهيكل المتطرفة قد دعت أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى على مدى الأيام الثمانية لـ"عيد الأنوار" العبري، والحاخامية الرسمية تنصب الشمعدان في ساحة البراق، تمهيداً للاحتفال به على أرض حارة المغاربة المهدومة.

وكانت الحاخامية الرسمية، بالتعاون مع ما يسمى بـ"صندوق تراث الحائط الغربي" وبلدية الاحتلال في القدس، قد نصبت صباح الثلاثاء الماضي شمعدان الاحتفال المركزي في ساحة البراق، ليصار إلى إشعال شمعاته في كل ليلة، وقد أعلنت الحاخامية الرسمية أن إشعال الشمعدان سيكون كل يوم في الساعة 4:30 مساء بتوقيت القدس.

وبينما تكتفي الحاخامية الرسمية بالاحتفال بهذا العيد على أرض حارة المغاربة المهدومة، بعد الاستيلاء عليها بالقوة من الوقف الإسلامي، فإن جماعات الهيكل المتطرفة تسعى ومنذ عام 2017 إلى تطوير عدوانها خلال هذا العيد ليتحول إلى ساحة الإمام الغزالي أمام باب الأسباط مباشرة، بحيث تشعل الشمعدان ملاصقاً لباب الأسباط تماماً، مطالبة بإدخال طقوس إشعاله إلى داخل المسجد الأقصى.

في الوقت ذاته يتعمد أنصارها نقل الرقص والغناء والاحتفالات بهذا العيد إلى مختلف أبواب الأقصى ليلاً، كأبواب السلسلة والغوانمة والقطانين، مستفيدين من حكم كانت محكمة الاحتلال "العليا" قد منحتهم إياه في 17-12-2017 ويقضي بالسماح بصلوات اليهود الجماعية العلنية على أبواب المسجد الأقصى من الخارج.