تحذيرات استخباراتية متكررة لنتنياهو على خلفية خطة التعديلات القضائية: "الأعداء يتربصون"
حذرت شعبة الاستخبارات الإسرائيلية (أمان) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عدة مرات، في الآونة الأخيرة، من العواقب الأمنية الخطيرة، التي ظهرت أخيراً، في ضوء الأزمة الداخلية التي تمر بها دولة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها، على خلفية خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة.
وأفاد مراسل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، بأنه تم إرسال ما لا يقل عن أربع رسائل "استثنائية بكل المقاييس" إلى نتنياهو، آخرها، في نهاية الأسبوع الماضي، قبل أيام قليلة من تصديق الكنيست، يوم الاثنين الماضي، على قانون إلغاء حجة "المعقولية"، الذي يسلب المحكمة العليا إمكانية التدخل بقرارات الحكومة ومنتخبي الجمهور حتى لو كانت غير منطقية.
وجاء في الرسالة، بحسب ما نقله المراسل العسكري، اليوم الجمعة، أنّ "الأعداء يرون فرصة تاريخية لتغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة، بعد الأزمة الضخمة في إسرائيل، التي لم يروا مثيلاً لها من قبل".
وحذر كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات من أنّ "الضرر ليس فورياً فحسب، بل قد تكون له عواقب بعيدة المدى. ووفقاً لتحليل الجيش الإسرائيلي، فإن أعداءً مثل إيران وحزب الله يقسّمون الردع الإسرائيلي إلى أربعة أمور، تراجعت قوتها جميعاً: قوة الجيش الإسرائيلي، التحالف مع الولايات المتحدة، الاقتصاد القوي والتماسك الداخلي، كما ينظرون إلى الأزمة السياسية مع واشنطن على أنها خطيرة للغاية وسيكون لها تأثير طويل المدى".
وبما يتعلق بكفاءة الجيش، ترى شعبة الاستخبارات أنّ "الإيرانيين وحزب الله يراقبون عن كثب الأزمة في صفوف جنود الاحتياط والأضرار التي لحقت بالنظم الحيوية للجيش".
وبحسب "أمان"، يرى "الأعداء" أنّ صيف 2023 في إسرائيل، يشكّل "نقطة ضعف تاريخية"، كما أعربت شعبة الاستخبارات عن انزعاجها من التآكل الكبير في الردع.
وبالإضافة إلى الرسائل التي بُعثت إلى نتنياهو، زوّده رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، بمعلومات تدعم توجهات "أمان".
وتشير تقديرات "أمان" إلى أنّ "إيران وحزب الله يفضّلان البقاء جانباً وترك إسرائيل تنزف من الداخل". ومع ذلك، تؤكد أنّ "احتمالية المواجهة قد زادت، وهي الأعلى منذ حرب لبنان الثانية التي وقعت قبل 17 عاماً في مثل هذه الأيام".
وقد يبحث الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، بحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية، عن مواجهة لأيام من القتال ضد إسرائيل.
وترى شعبة الاستخبارات الإسرائيلية أن "نصر الله يستطيع أن يشد الحبل إلى ما دون عتبة التصعيد دون أن يقطعه إلى حرب شاملة، معتقداً أنّ إسرائيل لن تجرؤ على الدخول في مواجهة بهذا الحجم الآن"، مضيفة أن "نصرالله، رغم أنه لم يستطع تقدير تحركات حكومة (إيهود) أولمرت عام 2006، إلا أنه لا يزال واثقاً من قدرته على معرفة ما يفكّر به صناع القرار في إسرائيل، وبالتأكيد بطريقة أفضل من رؤساء المنظمات الفلسطينية في غزة".
ويدعم هليفي موقف شعبة الاستخبارات، خاصة في ظل إعلان عدد كبير من جنود الاحتياط عدم الامتثال للخدمة العسكرية احتجاجاً على التعديلات القضائية الرامية لإضعاف القضاء.
وسبق أن نشر موقع "يديعوت أحرونوت" أنّ هليفي قال، في الغرف المغلقة: "سأقدم للمستوى السياسي فقط صورة واقعية عن الوضع بشأن كفاءة الجيش وتماسكه (الداخلي)، ولن أغيّر فاصلة، لا نحو الأعلى ولا إلى الأسفل".
وفي إطار الحديث عن مدى كفاءة الجيش الإسرائيلي، ذكر يهوشواع، أنّ "الجيش لا يزال يتمتع إلى الآن بكفاءة عالية، في حال اندلاع حرب، بخلاف ما يُروّج له من معلومات فيها تخويف أكثر مما يعكس الواقع، بحيث إن تآكل كفاءة الجيش الإسرائيلي أمر يستغرق أسابيع إن لم يكن أكثر، وإن حدث فسيكون ذلك تدريجياً".
من ناحية أخرى، لفت المراسل العسكري إلى أنّ "بعض الأشخاص الذين أعلنوا أنهم لن يمتثلوا للخدمة العسكرية لا يوجد لهم بديل. كل واحد منهم يشكّل قوة معرفية وخبرة ويتمتع بحس سليم، وعليه فإن الجيش الإسرائيلي سيتضرر إذا فقدهم. وفي الوقت الحالي، يتم التعامل مع أزمة التماسك داخل الجيش من خلال محادثات داخلية تجريها قيادات فيه".
وفي الأسابيع الأخيرة، زار رئيس هيئة الأركان قواعد القوات الجوية، وشعبة الاستخبارات، وقسم البحوث، والوحدات النظامية، من أجل الاستماع مباشرة إلى تقديراتهم على أرض الواقع والتحدث عن أهمية الخدمة العسكرية في هذه الأوقات.