تحذيرات إسرائيلية من خسارة الدعم الأميركي في الأمم المتحدة

19 فبراير 2023
لبيد: إسرائيل على وشك خسارة الدعم الأميركي (Getty)
+ الخط -

ارتفعت في إسرائيل مجدداً تحذيرات من فقدان الدعم الأميركي، في الوقت الذي تبذل الولايات المتحدة الأميركية جهوداً لإقناع السلطة الفلسطينية بتعديل نص مشروع قرار إدانة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي يُفترض أن يصوت عليه مجلس الأمن الدولي غداً الاثنين.

وجاءت التحذيرات الإسرائيلية، أولاً على لسان زعيم المعارضة يئير لبيد، الذي قال، في مقابلة مع قناة "كان 11"، إن "إسرائيل على وشك خسارة الدعم الأميركي".

ومع أن تصريح لبيد جاء بالأساس رداً على التصريحات التي أدلى بها السفير الأميركي لدى تل أبيب، توماس نايدس، بشأن مطالبة الإدارة الأميركية حكومة نتنياهو بكبح جماح التعديلات القضائية، إلا أنه لا يمكن عزلها عن السياق السياسي العام وخاصة الدعم الأميركي السياسي والعسكري لإسرائيل.

وقال لبيد إن "إسرائيل تفقد الولايات المتحدة، فالأميركيون يتحدثون معي باستمرار، وهم قلقون مما يحدث هنا".

وبخصوص توصيف تصريحات نايدس بأنها "تدخل بالشأن الإسرائيلي"، رد لبيد بقوله: "نحن نطالب الولايات المتحدة يومياً بأن تتدخل، سواء عبر المساعدات التي نحصل عليها أو تمويل مشروع القبة الحديدية. ويقول الأميركيون بشكل واضح إن الصداقة بيننا تقوم على أساس قيم ديمقراطية، وإذا لم نتمسك بهذه القيم، فستنتهي الصداقة". 

وانضم الدبلوماسي والقنصل الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، ألون فوكس، إلى التحذير من إمكانية وقف المساعدات الأميركية والدعم الدبلوماسي الأميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة. 

وقال ألون فوكس إن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض لإجهاض قرارات مجلس الأمن ضد إسرائيل 53 مرة منذ العام 1972. 

وسجلت فترة ولاية باراك أوباما أكبر استخدام أميركي لحق النقض (الفيتو) لمصلحة إسرائيل، مقابل مرة واحدة امتنعت فيها الولايات المتحدة عن معارضة قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في العام 2016.

وفي مقال مطول نشره في صحيفة "هآرتس" اليوم تحت عنوان "الدعم الأميركي طويل الأمد لإسرائيل في الأمم المتحدة على المحك"، قال فوكس: "لقد شكّل الدعم الأميركي لإسرائيل مظلة دبلوماسية، على الرغم من أنها استخدمت حق النقض لقرارات أممية تتماشى مع المواقف الأميركية المعلنة ضد الاستيطان ومع حل الدولتين، بل إن بعض القرارات تبنّى بشكل شبه تام العبارات والتصريحات الأميركية نفسها".

ومع ذلك، يرى فوكس أن "إسرائيل تحولت، في السنوات الأخيرة، إلى عبء دبلوماسي وسياسي، مشيراً إلى أنه "على الرغم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان عند مفترق طرق بشأن العلاقات بينهما، إلا أن التغيير لن يحدث فوراً، لكن التصدعات بدأت بالظهور".

وأضاف أن "الشراكة الاستراتيجية التي سادت لعقود باتت تحت مجهر النقد في الولايات المتحدة، وفقط في إسرائيل يعيشون في حالة إنكار، وكأن العالم يسير في مجراه العادي".

وخلص فوكس إلى القول في سياق تطرقه إلى مشروع القرار الفلسطيني، الذي سيصوت عليه مجلس الأمن غداً، إنه "يأتي في ظل فراغ سياسي مطلق، في وقت تناقض فيه تركيبة الحكومة الإسرائيلية موقف وسياسة الولايات المتحدة".

وبخصوص الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة للتعبير عن معارضتها وعدم رضاها من إسرائيل، يقول فوكس إنه "يبدو للوهلة الأولى أن جعبة الولايات المتحدة مليئة بالإمكانيات التي يمكن اللجوء إليها من دون كسر قواعد العلاقات مع إسرائيل، فيمكن للإدارة الامتناع عن استقبال نتنياهو في الأشهر القريبة، وأن تعلن أنه لن يكون بمقدورها الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية، وتقليص التعاون السياسي والتكنولوجي والاستخباراتي".