تحالف الجيش العراقي والعشائر والأميركيين يحاصر "داعش" في الرمادي

18 نوفمبر 2015
التحالف استعاد أغلب المناطق المحيطة بالرمادي (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تستمر سلسلة الهزائم المتتالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأنبار، كبرى المحافظات العراقية والواقعة على مثلث دولي مهم بين الأردن والسعودية وسورية، ولطالما مثّلت المحافظة مصدر قلق بالغ للرياض وعمّان. وأدت الخطة الأميركية الأخيرة في المحافظة، القاضية بالاعتماد على العشائر وانتقاء الفرقتين الأولى والسابعة فقط من الجيش العراقي بدعم من مظلة جوية أميركية مستمرة، إلى تحقيق تقدّم كبير وملحوظ مع إبعاد مليشيات "الحشد الشعبي" عن الأنبار بشكل شبه نهائي وعدم إشراكها في أي هجوم على مراكز البلدات.

ونجح التحالف الثلاثي الجديد، كما أطلق عليه (العشائر والجيش العراقي والولايات المتحدة) في الأنبار، في تحرير نحو 56 قرية وأربع بلدات وأكثر من 40 كيلومتراً من المناطق الصحراوية والزراعية على حافتي الفرات، كما استعاد السيطرة على بلدات البو حياة والدولاب وحزام مدينة الرمادي.

وكان التطور الأبرز، أمس الثلاثاء، عبور القوات المشتركة نهر الفرات الفاصل بين مركز الرمادي وخارجها، من خلال عملية استمرت ست ساعات، جرى خلالها السيطرة على الضفة الثانية من النهر، وسط عجز ملحوظ لـ"داعش" في مواجهة الكم الهائل من الغارات الجوية.

"العربي الجديد" دخلت ساحات المعارك التي اندلعت، فجر أمس الثلاثاء، واستمرت حتى الواحدة من ظهر اليوم نفسه، وانتهت بعبور النهر وسيطرة الجيش والعشائر على مواقع جديدة. ويقول نائب قائد العمليات العسكرية في الأنبار، العميد الركن عبدالأمير الخزرجي، لـ"العربي الجديد"، إن "أغلب المناطق المحيطة بمدينة الرمادي تمت السيطرة عليها واستعادتها من التنظيم بعد معارك شرسة تكاملت فيها جهود العشائر والجيش مع الغطاء الجوي". ويضيف الخزرجي: "خسائرنا البشرية لا تقارن بخسائر داعش، وهاجسنا الوحيد، الآن، استمرار الدعم والبقاء على نفس الهمة والخطة الحالية، وإن كانت بطيئة لكنها تحقق نصراً أكيداً وهذا هو الأهم".

ويؤكد أن "حسم المعركة النهائية بات قاب قوسين أو أدنى، لأن عناصر داعش استنفدوا كل ما لديهم، خلال المعارك الأخيرة، بعد أن أغلقنا كل طرق الإمداد عليهم من جميع المحاور، وأهمها المحور الغربي الذي يربط المدينة بالمناطق الغربية وصولاً إلى الحدود السورية"، موضحاً أن "ما يؤخر معركة الحسم، هو احتماء داعش بالمدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية، لا سيما أن هناك مئات الأسر الأنبارية التي لم تستطع مغادرة المدينة بسبب تهديدات التنظيم بإعدام كل من يحاول الهرب من الرمادي بحسب معلومات استخبارية وصلتنا من داخل المدينة".

اقرأ أيضاً: القوات العراقيّة تستعد لاقتحام الرمادي وترقّب لساعة الصفر

وكان اللافت في معارك الرمادي، استخدام العشائر أسلحة أميركية متطورة وُزعت حديثاً لها، ومنها بنادق "أم 16" التي حلّت مكان أسلحة الكلاشنكوف القديمة. ويشرف الأميركيون على العمليات من خلال أجهزة حديثة يتواصلون من خلالها مع القادة العراقيين، إضافة إلى وجود طائرات تصوير ومراقبة أنقذت القوات العراقية في أكثر من مرة من كمائن لـ"داعش".

في السياق نفسه، يكشف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت، لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم داعش خسر أغلب المناطق الاستراتيجية المحيطة بالرمادي، كما أن قواته باتت ضعيفة جداً في أعالي الفرات القريبة من الأردن والسعودية وسورية". ويوضح أن "أبرز المناطق التي خسرها التنظيم في معارك الأسبوع الحالي، هي البعيثة والبو ريشة وتقاطع زنكورة والبو علي الجاسم ومناطق الخمسة والسبعة كيلو جنوب وشرق الرمادي، فضلاً عن منطقة البو وخط المرور السريع الرابط محافظة الأنبار بالأجزاء الشرقية، وصولاً إلى العاصمة بغداد والرابط للرمادي بمناطق ومدن المنطقة الغربية وصولاً إلى الحدود الدولية"، مشيراً إلى أن "هناك مناطق جديدة جرت استعادتها، أخيراً، من التنظيم، ومنها جامعة الأنبار ومنطقة الطاش والعنكور وحصيبة الشرقية والمضيج والمجر"، موضحاً أن "هذه المناطق كانت ترفد التنظيم بالإمداد من كل الجهات، وبات داعش، الآن، يفتقر للعدة والعتاد، مما دفعه للانسحاب والتحصن داخل الأحياء السكنية وسط الرمادي واتخاذ الأبرياء دروعاً بشرية".

من جهته، أكد قائد عمليات الأنبار، اللواء إسماعيل المحلاوي، أن التنظيم بات ضعيفاً بسبب المعارك الأخيرة التي انهكته وخسر خلالها معظم المناطق التي كان يفرض سيطرته عليها، لافتاً إلى أنه خلال شهر من المعارك المستمرة خسر التنظيم 420 عنصراً من مقاتليه وفقد أيضاً 357 مفرزة تحتوي على رشاش ثقيل ومدافع هاون وأبراج للقنص تم استهدافها من طيران التحالف أو الصواريخ الحرارية التي جُهز الجيش بها حديثاً.

كما أعلن القائد العسكري لقوات العشائر الشيخ، محمد الدليمي، أن "الوضع الحالي مريح للجميع، والعشائر وأبناء الجيش يعملون بشكل متناسق، كما أن الأميركيين يقدّمون لنا الكثير من المساعدة من الجو"، مضيفاً: "اعتقد أننا وجدنا، أخيراً، الطبخة الملائمة لاستعادة أراضينا من دون مليشيات الحشد أو أي تشكيل ديني مسلح آخر".

اقرأ أيضاً: انتصارات سنجار والرمادي لمحاصرة "داعش" بالموصل قبل نهاية العام

المساهمون